بقلم لشاعر/ النخيلي محمود رفاعي البكاء على أزمنة الصهيل (بين بقايا فارس وبقايا جَوَاد) ها أنتْ منذ أزمنة الصهيلْ نسيَتْ حوافركَ الرمالْ وخَلَعْتَ ثوب المجد من زمن ٍ و رَكَنْتَ للعشب المجاور ثم أدمنتَ الظلالْ ألْقَيْتَ صوتكَ واستعرتَ حنجرة الزراف ثم أدمنتَ الكلالْ ما عُدتَ ترسم للمدائن وجهها ما عاد وجهك يكتسي بالعز أو ذاك الجلالْ ما عُدتَ ترفل في ثياب العادياتْ وهَجَرْتَ نُبْلَ الصافناتْ وعَجَزتَ أن تطأ الجبالْ كيف استكنتَ لغابة الأسمنتْ وتركتَ عشقك للصحارى والتلالْ ؟ كيف استباحت ظهركَ الميمون أشباهُ الرجالْ؟! وقد امتطتك الغانيات ورَضِيتَ ترقص في المزامر بين تصفيق النساء وضحكة الأطفالْ؟! أين ارتجاف الريح في أذنيكْ أين اهتزاز الأرض من تحت السنابكِ وانبلاج الشمس من خلف المُحالْ ؟ أتراكَ تذكر صلصلات السيفِ .. ميلاد الحواضرِ من بين الحوافر والرمالْ ؟ أتراك تذكرْ أيام عَبَّأت َ النجوم بمنخريكْ ولَثَمتَ خد الشمس في وهج ٍ وعَلَتْ حوافرك الهلالْ ؟ لكَ العتابْ يا سيد الوَقَعاتْ حتى تفيء لمجدكَ القدسيّ حتى تصافح دمدمات الريحْ حتى تعود إليك هاتيك الخصالْ ********** "فازْوَرَّ من وقع الكلام" بقلبه "وشكا إليَّ بعبرةٍ" ثم استدار وقالْ: كم مَرَّ عامُ ُ ثم عامُ ُ ثم عامْ وأنا أضاجع تِلْكُم الأحلامْ كم منذ أزمنة الصهيلْ جُبْتُ المَدَى عن ظِل فارسيَ الهُمَامْ كي يمتطي ظهري الذي أكَلَتْهُ أسراب الهوامْ ونزفتُ دمع العين منكسراً أبكي قداسة تلكم الأيامْ واشتَقْتُ أعراس الصحارى بين قرع الرمح ِ جلجلة السهامْ وتراقصي فوق الرمال يهزني وقْعُ الحسام على الحسامْ يا سيدي قد صرتُ خنزيرا يراقصني اللئامْ قد كنتُ يوماً ذلك الخَلْق النبيلْ قد كنتُ يوما للكرامة موئلاً ها إنني قد صرتُ مدحوراً ذليلْ أذني مع الأيام قد نسيت أهازيج الصليلْ ماتت مع الفرسان أيام المعالي فَبَكَيْتُ أزمنة الصهيلْ أين المعامع سيدي بل أين أمجاد السنين ْ؟؟ اليوم يقتلني الحنين ْ ما عدتُ أرسم للحدود خرائطاً ما عادت الأمجاد تولد من صهيلي وغدوتُ في زمن القَذى عِنّينْ ما عاد من زمن الكرامة غير ذكْرَى غير أودية الأنينْ يا سيدي مات الفوارس من زمنْ لم يبق غير تيوسها تبكي على حطينْ (من ديواني/البكاء على أزمنة الصهيل)