قال تعالى فى كتابه العزيز : " ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ، ويشهد الله على ما فى قلبه ، وهو ألدُ الخِصام " صدق الله العظيم . و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث : إذا حَدثَ كذبْ ، وإذا وَعدَ أخلفْ ، وإذا أؤتمن خانْ " صدق رسولُ الله . يتضح لنا من الآية القرآنية الكريمة ، ومن الحديث النبوى الشريف . . أن النفاق من الصفات المذمومة ، ومن الخصال المكروهة ، سواء فى مظهرها ، أو فى جوهرها ، أو فى عاقبتها الوخيمة . فالنفاق هو داء يلحق بالقلب فيفسدُ فطرته ، وبالروح فيعكر صفوها ، و بالعقل فيؤذى قدرته . و فى هذا المقام . . يكفى القولُ بأن المنافق هو خصم لذاته ولغيره ، فى حقيقة أمره ، يتشكلُ ويتلون بين الناس ، حسب المواقف والأهواء ، وبدون رادع من أخلاق أو ضمير . و لم يكن النفاق يوماً ، قاصراً على زمن من الأزمنة أو عصر من العصور ، وإنما هو داء أخلاقى ممقوت . . رافق كل العصور ، وعاش المنافقون بين الناس ، يتوارثون النفاق جيلاً بعد جيل ، وصار النفاق هو داء كل العصور ، حتى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وللمنافقين أقول : إخلعوا عنكم رداء النفاق ، كى تعيشوا بين الناس أحبة أعزاء . كونوا صادقين إذا حدثتم . كونوا مُوفين إذا واعدتم . كونوا أمناء متى أؤتمنتم . فوزوا برضا الله ورضوانه ، لا بسخطه وعقابه . الجنة فى إنتظاركم . . إن أنتم أقلعتم عن ريائكم . و النارُ تستعرُ لكم . . إن دام نفاقكم . و ما قول المولى عز وجل ، عنكم ببعيد . . قال تعالى فى كتابه العزيز : " بسم الله الرحمن الرحيم : " إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار " صدق الله العظيم . اللهم قد بلغت . . اللهم فاشهدْ ! !