موسوعة شعراءالعربية شعراءالعصر الاموي ج 2 بقلم -فالح الحجية 45 يزيد بن الحكم الثقفي هو يزيد بن الحكم بن عثمان أبي العاص صاحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأبو العاص هو بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم من ثقيف وقيل أن عثمان عمه. فعثمان أبي العاص الثقفي يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم قومك واقدرهم بأضعفهم فإن منهم الضعيف والكبير وذا الحاجة). وكذلك جاء ان عثمان بن أبي العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتخذوا مؤذناً ولا يأخذ على أذانه أجراً ) . - وأم يزيد هي بكرة بنت الزبرقان بن بدر وأمها هنيدة بنت صعصعة بن ناجية. كانت بكرة أول امراة عربية ركبت البحر فأخرج بها إلى الحكم وهو (بتوج ) . شاعر عالي الطبقة الرفيعة من أعيان العصر الأموي. من أهل الطائف وفيها نشأ وترعرع ثم هجرها وسكن البصرة وكان أبيَّ النفس شريفها من حكماء الشعراء. وهو صاحب القصيدة التي منها: شريت الصبا والجهل بالحلم والتقى وراجعت عقلي والحليم يراجع أبي الشيب والإسلام أن أتبع الهوى وفي الشيب والإسلام للمرء وازع وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوماً أن ترد الودائع ومن حكمه في الشعر: والناس مبتنيان محمود البناية أو ذميم إن الأمور، دقيقها مما يهيج له العظيم والبغي يصرع أهله والظلم مرتعة وخيم وقال يفخر بقومه: من يك سائلاً عني فإني أنا ابن الصيد من سلف ثقيف وفي وسط البطاح محل بيتي محل الليث من وسط الغريف وفي كعب ومن كالحي كعب حللت ذؤابة الجبل المنيف حويت فخارها غوراً ومجداً وذلك منتهى شرف الشريف نماني كل أصيد لا ضعيف بحمل المعضلات ولا عنيف اشاد عبد الملك بن مروان بيزيد بن الحكم يوما حيث قال : - كان شاعراً ثقيفٍ في الجاهلية خيراً من شاعرهم في الإسلام. - فقيل له: من يعني أمير المؤمنين؟ - فقال لهم: أما شاعرهم في الإسلام فيزيد بن الحكم حيث يقول: فما منك الشباب ولست منه إذا سألتك لحيتك الخضابا عقائل من عقائل أهل نجدٍ ومكة لم يعقلن الركابا ولم يطردن أبقع يوم ظعنٍ ولا كلباً طردن ولا غرابا وقال شاعرهم في الجاهلية: والشيب إن يظهر فإن وراءه عمراً يكون خلاله متنفس لم ينتقص مني المشيب قلامةً ولما بقي مني ألب وأكيس وكان ليزيد ابن الحكم ابن يقال له (عنبس) فمات فجزع عليه جزعاً شديداً وقال يرثيه: جزى الله عني عنبساً كل صالحٍ إذا كانت الأولاد سيئاً جزاؤها هو ابني وأمسى أجره لي وعزني على نفسه رب إليه ولاؤها جهول إذا جهل العشيرة يبتغى حليم ويرضى حلمه حلماؤها ويأمن ذو حلم العشيرة جهله عليه ويخشى جهله جهلاؤها قيل دعى الحجاج بن يوسف الثقفي يزيد بن الحكم الثقفي فولاه كورة (فارس) ودفع إليه عهده بها فلما دخل عليه ليودعه قال له الحجاج: - أنشدني بعض شعرك ورغب الحجاج أن ينشده مديحاً له فأنشده قصيدةً يفخر فيها يقول: وأبي الذي سلب ابن كسرى رايةً بيضاء تخفق كالعقاب الطائر وأبي الذي فتح البلاد بسيفه فأذلها لبني الزمان الغابر وأبي سلب ابن كسرى راية في الملك تخفق كالعقاب الكاسر وإذا فخرت فخرت غير مكذب فخراً أدق به فخار الفاخر فلما سمع الحجاج فخره نهض مغاضباً فخرج يزيد من غير أن يودعه فقال الحجاج لحاجبه: - ارتجع منه العهد فإذا رده فقل له: - أيهما خير لك: ما ورثك أبوك أم هذا؟ فرد يزيد على الحاجب العهد قائلا: ورثت جدي مجده وفعاله وورثت جدك أعنزاً بالطائف وخرج يزيد عنه مغضباً فلحق بسليمان بن عبد الملك ومدحه بقصيدته التي أولها: أمسى بأسماء هذا القلب معمودا إذا أقول صحا يعتاده عيدا يقول فيها: أمسى بأسماء هذا القلب معمودا إذا أقول صحا يعتاده عيدا كأن أحور من غزلان ذي بقر أهدى لنا شبه العينين والجيدا أجري على موعد منها فتخلفني فلا أمل ولا توفي المواعيدا كأنني يوم أمسي لا تكلمني .. ذو بغية يشتهي ما ليس موجود سميت باسم امرئ أشبهت شيمته فصلاً وعدلاً سليمان بن داودا أحمد به في الورى الماضين من ملك وأنت أصبحت في الباقين محمودا لا يبرأ الناس من أن يحمدوا ملكاً أ اولاهم في الأمو ر الحلم والجودا ومن الناس من ينسب هذه الأبيات لعمر بن أبي ربيعة، وذلك خطأ. فقال له سليمان: - وكم كان أجرى لك لعمالة فارس؟ - قال: عشرين ألفاً. قال: فهي لك علي ما دمت حياً. الا انه قطع عنه ذلك بعد سليمان ولما صار الأمر إلى يزيد بن عبد الملك ثار يزيد بن المهلب بن ابي صفرة وخلع بيعة يزيد ابن عبد الملك فكتب إليه الشاعر يزيد بن الحكم شعراً قال فيه: أبا خالد قد هجت حرباً مريرة وقد شمرت حرب عوان فشمر فقال يزيد بن المهلب: بالله أستعين ثم أنشده فلما بلغ قوله: فإن بني مروان قد زال ملكهم فإن كنت لم تشعر بذلك فاشعر فمت ماجداً أو عش كريماً فإن تمت وسيفك مشهور بكفك تعذر فقال يزيد بن المهلب: ما شعرت بذلك ثم أنشده فلما بلغ قوله: فمت ماجداً أو عش كريماً فإن تمت وسيفك مشهور بكفك تعذر فقال: هذا لا بد منه . و دخل يزيد بن الحكم على يزيد بن المهلب في سجن الحجاج وهو يعذب وقد حل عليه نجم كان قد نجم عليه وكانت نجومه في كل أسبوع ستة عشر ألف درهم فقال له: أصبح في قيدك السماحة والجو ذوفضل الصلاح والحسب لا بطر إن تتابعت نعم وصابر في البلاء محتسب بززت سبق الجياد في مهلٍ وقصرت دون سعيك العرب فالتفت يزيد بن المهلب إلى مولىً له وقال له: أعطه نجم هذا الأسبوع ونصبر على العذاب إلى السبت الآخر. وقال يزيد عدة قصائد يعاتب فيها أخاه عبد ربه بن الحكم وابن عمه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي العاص: ومولى كذئب السوء لو يستطيعني أصاب دمي يوماً بغير قتيل وأعرض عما ساءه وكأنما يقاد إلى ما ساءني بدليل مجاملةً مني وإكرام غيره بلا حسنٍ منه ولا بجميل ولو شئت لولا الحلم جدعت أنفه بإيعاب جدعٍ بادئٍ وعليل حفاظاً على أحلام قوم رزئتهم رزانٍ يزينون الندى كهول وقال في أخيه عبد ربه: يسر الشحناء يضمرها حتى ورى من غمره الداء حران ذو غصة جرعت غصته وقد تعرض دون الغصة الماء حتى إذا ما أساغ الريق أنزلني منه كما ينزل الأعداء أعداء أسعى فيكفر سعي ما سعيت له إني كذاك من الإخوان لقاء وكم يدٍ ويدٍ لي عنده ويدٍ يعدهن تراتٍ وهي آلاء وقيل انه توفي سنة\105 هجرية - 723 ميلادية . وقيل أن العباس بن يزيد بن الحكم الثقفي هرب من يوسف بن عمر إلى اليمامة قال: فجلست في مسجدها وغشيني قوم من أهلها وقال: فوالله إني لكذلك إذا إنا بشيخ قد دخل يترجح في مشيته فلما رآني أقبل إلي : فقال القوم: هذا جرير . فأتاني حتى جلس إلى جنبي ثم قال لي: السلام عليك ممن أنت؟ قلت: رجل من ثقيفٍ قال: أعرضت الأديم، ثم ممن؟ قلت : رجل من بني مالك فقال: لا إله إلا الله! أمثلك يعرف بأهل بيته! فقلت: أنا رجل من ولد أبي العاصي قال: ابن بشر؟ قلت: نعم. قال: أيهم أبوك؟ قلت: يزيد بن الحكم. قال: فمن الذي يقول: فني الشباب وكل شيء فان وعلا لداتي شيبهم وعلاني قلت: أبي قال: فمن الذي يقول: ألا لا مرحبا بفراق ليلى ولا بالشيب إذ طرد الشبابا شباب بان محمودا وشيب ذميم لم نجد لهما اصطحابا فما منك الشباب ولست منه إذا سألتك لحيتك الخضابا قلت: أبي قال: فمن الذي يقول: تعالوا فعدوا يعلم الناس أينا لصاحبه في أول الدهر تابع تزيد يربوع بكم في عدادها كما زيد في عرض الأديم الكارع قال: قلت: غفر الله لك كان أبي أصون لنفسه وعرضه من أن يدخل بينك وبين ابن عمك فقال: رحم الله أباك فقد مضى لسبيله ثم انصرف فنزلني بكبشين . فقال لي أهل اليمامة: ما نزل أحداً قبلك قط . واختم بهذه الابيات من شعره : يا بَدرُ وَالأَمثالُ يَضرِبُها لِذي اللُبِّ الحَكيمُ دُم لِلخَليلِ بِوُدِّهِ ما خَيرُ وُدِّ لا يَدومُ وَاِعرِف لِجارِكَ حَقَّهُ وَالحَقُّ يَعرِفُهُ الكَريمُ وَاِعلَم بِأَنَّ الضَيفَ يَو ماً سَوفَ يَحمَدُ أَو يَلومُ وَالناسُ مُبتَنَيانِ مَحْ مودُ البِنايَةِ أَو ذَميمُ وَاِعلَم بُنَيَّ فَإِنَّهُ بِالعِلمِ يَنتَفِعُ العَليمُ إِنَّ الأُمورَ دَقيقَها مِمّا يَهيجُ لَهُ العَظيمُ وَالتَبلُ مِثلُ الدينِ تُق ضاهُ وَقَد يُلوى الغَريمُ وَالبَغيُ يَصرَعُ أَهلَهُ وَالظُلمُ مَرتَعُهُ وَخَيمُ وَلَقَد يَكونُ لَكَ البَعي دُ أَخاً وَيَقطَعُكَ الحَميمُ وَالمَرءُ يُكرَمُ لِلغِنى وَيُهانُ لِلعَدَمِ العَديمُ قَد يُقتِرُ الحَوِلُ التَقِيْ يُ وَيَكثُرُ الحَمِقُ الأَثيمُ يُملي لِذاكَ وَيُبتَلى هذا فَأَيُّهُما المَضيمُ وَالمَرءُ يَبخَلُ في الحُقو قِ وَلِلكَلالَةِ ما يَسيمُ ما بُخلُ مَن هُوَ لِلمَنو نِ وَرَيبِها غَرَضٌ رَجيمُ وَيَرى القُرونَ أَمامَهُ هَمَدوا كَما هَمَدَ الهَشيمُ وَتُخَرَّبُ الدُنيا فَلا بُؤسٌ يَدومٌ وَلا نَعيمُ كُلُّ اِمرىءٍ سَتَئيمُ مِن هُ العِرسُ أَو مِنها يَئيمُ ما عِلمُ ذي وَلَدٍ أَيُث كَلُهُ اَمِ الوَلَدُ اليَتيمُ وَالحَربُ صاحِبُها الصَلي بُ عَلى تَلاتِلِها العَزومُ مَن لا يَمَلُّ ضِراسَها وَلَدى الحَقيقَةِ لا يَخيمُ وَاِعلَم بِأَنَّ الحَربَ لا يَسطيعُها المَرِحُ السَؤومُ وَالخَيلُ أَجوَدُها المُنا هِبُ عِندَ كَبِّتِها الأَزومُ اميرالبيان العربي د. فالح نصيف الحجية الكيلاني العراق- ديالى - بلدروز *****************