الشاعرة ناديا رمال دّعْني أحدِّقُ في أعماقِ عينيكْ حتى يتألَّق النَّظَر قبل هذا النعاس وقبل هذا اليباس الذي طحن العشب والحجر وقبل ان تصمت الاجراس وقبلات الإختلاس وصوت أوراق الشَّجر لأن خفق القلب الضعيف يشبهُ ملامح الخريفْ ترك عَبّرْ مقابرْ الريفْ المآثر والعِبَر دّعني أُحدّقُ في أعماق عينيك يا بدايات المَطَر كي تُعيدني إلى عصر الكتاب ولغة والأعراب والمُبتدأ والخَبر وإلى نسج القصائد وبيت القواعد وسائر السِيّرْ دَعني أُحدِّقُ في أعماق عينيك قبل الرحيل والسفر كي تعيدني الى زمن الطفوله والأقدار المجهولة والبشاشة والسَمَر كلما جاء الشتاء وانزاح العناء والملل والضَّجَر دَعني أُحدّقُ في أعماق عينيك لوْ خانني القَدَرْ كي أرى وطن النجوم والفنون والعلوم والشمس والقَمَرْ وطبَّ الكلام والنَظام والإنفصام تحت أنظار البَشر (الشاعرة ناديا رمَّال )