وزير التنمية المحلية يهنئ رئيس مجلس الوزراء بمناسبة عيد العمال    إطلاق مسابقة الحلول الابتكارية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بجامعة بنها    موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم ل القطاع الخاص 2024    نيابة عن الرئيس السيسي.. «المشاط»: 462 مليون مواطن بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء يعانون من الفقر    بدء تسليم وحدات إسكان الشباب في الإسماعيلية 8 مايو.. اعرف التفاصيل    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    بن غفير: نتنياهو وعد بدخول رفح الفلسطينية وعدم إنهاء الحرب في غزة    ترامب: نتنياهو يتحمل مسؤولية أحداث 7 أكتوبر    بسبب الأزمة المالية.. برشلونة مهدد بفقدان أحد صفقاته    تشكيل بايرن ميونخ المتوقع ضد ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    شاهد بالبث المباشر الاتحاد و الهلال اليوم في كأس خادم الحرمين الشريفين    للعام الخامس على التوالي.. بنك مصر يرعى الاتحاد المصري للتنس    أفكار لقضاء يوم شم النسيم 2024 بأقل التكاليف    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    15 مايو.. أولى جلسات محاكمة 4 مسئولين كهرباء في حريق ستوديو الأهرام    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    مدحت العدل: هناك نصوص أدبية تسري بين سطورها روح الدراما    زاهي حواس يوضح سبب تجاهل الفراعنة لوجود الأنبياء في مصر.. شاهد    حفل ختام فعاليات مهرجان الإسكندرية ل الفيلم القصير في الدورة العاشرة    استشاري مناعة: آن الأوان لتعليق استخدام لقاح استرازينيكا (فيديو)    تفاصيل زيارة وفد منظمة الصحة العالمية لمديرية الصحة في أسيوط    أمير الكويت يصل مطار القاهرة للقاء السيسي    قبل عرضه .. تعرف على قصة مسلسل «انترفيو» ل رنا رئيس    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    غدًا.. «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف الإعانة الشهرية لشهر مايو    رئيس وزراء بيلاروسيا: مستعدون لتعزيز التعاون الصناعي مع مصر    سرعة جنونية.. شاهد في قضية تسنيم بسطاوي يدين المتهم| تفاصيل    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    موعد غلق باب التقديم للالتحاق بالمدارس المصرية اليابانية في العام الجديد    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    كيف تجني أرباحًا من البيع على المكشوف في البورصة؟    رئيس الزمالك يعلن استمرار زيزو وعواد مع الفريق ويشيد بفتوح    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    نتنياهو يطالب بايدن بمنع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكرات اعتقال بحق إسرائيليين    الليلة.. حفل ختام الدورة العاشرة ل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    "عايز تتشهر ويجيبوا سيرتك؟".. متحدث الزمالك يدافع عن شيكابالا بهذه الطريقة    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    الزمالك يحسم مصير زيزو وعواد    وزير التجارة والصناعة يرافق رئيس الوزراء البيلاروسي خلال تفقد الشركة الدولية للصناعات    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    كينيا تلغي عقد مشروع طريق سريع مدعوم من البنك الأفريقي للتنمية    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    فيديو| مقتل 3 أفراد شرطة في ولاية أمريكية خلال تنفيذ مذكرة توقيف مطلوب    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عذراً أدم فقد سقطت قوامتك
نشر في شموس يوم 16 - 10 - 2014

p style=\"text-align: justify;\"بقلم أمل علام: p style=\"text-align: justify;\" p style=\"text-align: justify;\"مما لا شك فية ان الأسرة هى أساس المجتمع وقد وضع الله تعالى فى كتبة السماوية تقديس وتعظيم وأسس لا حصر لها لكيفية تكوين أسرة سليمة تنشأ جيل صالحاً يخدم الاديان فقد ذكر الله فى كتابة الكريم القرأن دور الأسرة في تغيير مسار الحياة سلبا أو إيجابا فوضع لها أهدافا سعى من ورائها إلى تكوين الأسرة السعيدة الصالحة الفاعلة ، وهي أهداف لابد أن يعرفها كل من أكرمهما الله بحياة زوجية خرجا بها من سجن العنوسة والعزوبية ولابد أن يعرفها من أقبل على حياة زوجية جديدة يطلب فيها الأمان والاستقرار ، كما لابد أن يعرفها أيضا كل مصلح اجتماعي يريد تفعيل دور الأسرة ليصنع واقعا جديدا يطارد هذا الواقع البائس الذي تعيشه الأسرة والذي أوجد لنا أزواجا تعساء وأبناء تملأهم العقد النفسية فهم عاجزون أن يغيروا أنفسهم فضلا أن يغيروا مجتمعهم ، وهذه الأهداف التي قصدت إليها الشريعة والمقاصد التي هدفت إليها كثيرة ومتعددة بتعدد دور الأسرة ومتلونة باختلاف ألوان الحياة فهي أهداف اجتماعية – واقتصادية – وسياسية – وتربوية – ودعوية - ، كما أنها فردية – وجماعية ، دنيوية – وأخروية ، منها ما يراعي الحاضر ومنها ما يرنو إلى المستقبل ، منها ما يخص المسلمين فقط ومنها ما يشمل الإنسانية جمعاء ، كما أنها أهداف لم تنادي بها الشريعة الإسلامية فحسب بل نادت بها كل الشرائع السماوية وتنادي بها كل العقول السوية ويبحث عنها الواقع الأليم الذي تعيشه الحضارة المادية اليوم ، الحضارة الداعية إلى الحرية الجنسية بعيدا عن قيود الأسرة ، وهي دعوى مناقضة للحرية الجنسية التي أرادها الإسلام ، الحرية المحصنة بأسوار الحقوق والواجبات ، الحرية التي يحرسها جيش من القيم والأخلاق الحرية التي تصون الفرد وتحفظ المجتمع وكل ذلك مما يزيدنا تأكيدا بأهمية دور الأسرة في حياة الفرد وحياة المجتمع وأهمية تحقيق أهدافها التي بينتها الشريعة والتي سأذكرها تباعا ، وسأركز في شواهدها بشكل أساسي على آيات القرآن مع اعترافي بوجود دلائل مستفيضة من السنة الصحيحة والسيرة العطرة إلا أن المقام مقام الإيجاز ولعل الإسهاب يكون له مكان آخر ، ومن أهم هذه الأهداف والمقاصد هي:-
1. استمرار الحياة الإنسانية (بالتناسل والإنجاب) قال تعالى: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72 ، ولتأكيد هذا المقصد حارب القرآن كل ما فيه إنهاء للحياة البشرية وشرع له العقوبات الدنيوية ، فنهى عن قتل الأولاد خشية الفقر ونهى عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ونهى عن العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج كالزنى أو خارج نطاق الفطرة كاللواط ، ونلحظ أن الله قرن في الآيات التي ذكرناها بين إنجاب الأولاد والإنعام بالطيبات {..وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ..}النحل72 وذلك ليحول بين الناس وبين قتل أولادهم خوفا من الفقر كما كان عليه الحال في الجاهلية وسجله القرآن في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً }الإسراء31 ، كما شن القرآن حملة شعواء على ما اقترفه قوم لوط لأن فعلهم مع بشاعته فيه إبادة سلبية للنوع البشري ، ولذلك كانت إبادتهم استمرار للحياة حتى لا يكون فعلهم مثالا يتبعه الناس في سائر الأزمان قال تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ }الحجر74، ومن اللفتات المهمة أن القرآن دائما ما يجمع بين قتل الأولاد وارتكاب الفواحش وقتل النفس المحرمة كونها جميعا من معيقات استمرار الحياة الإنسانية ففي سورة الأنعام قال تعالى: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الأنعام151، وفي سورة الإسراء قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً{31} وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً{32} وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً{33}).
2. الاستقرار النفسي(السكن) والاستقرار العاطفي(المودة) للزوجين قال تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم21-الأنعام101، فما ينعم به الإنسان داخل الأسرة من علاقات دافئة ترفع عنه هموم الدنيا وتخفف عنه مشاقها وما يسود العلاقات الزوجية من معاني الحب ومشاعر الرحمة وما يشعر به الزوجين من ألفة قربت بينهما رغم اختلاف المنشأ وتباعد الديار كل ذلك آية من آيات الله تدعو للفكر ونعمة من نعمه على عباده توجب الشكر، وكلها حاجات للإنسان لا يستغني عنها في حياته .
3. تحصين الفروج وإعفاف الشباب وتوفير الستر والوقاية للمسلم والمسلمة قال تعالى وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ 5 إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) المؤمنون 5-6، وقال تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ........) البقرة187، ففي النكاح إعانة للشاب ذكرا كان أو أنثى على غض بصره وحفظ فرجه فعَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي، مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» صحيح البخاري (3 / 26) ، وهذا المقصد بقدر مافيه صيانة للفرد من الفاحشة فيه صيانة لأعراض الجماعة من الانتهاك ، ولذلك كان لزاما على الجماعة بكل فئاتها أن تكافح العادات الاجتماعية التي أثقلت كواهل الشباب بتكاليف الزواج وتعمل جاهدة على تيسير أسبابه وتخفيف تكاليفه قال تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور33.
4. إيجاد الأسرة الصالحة وتنشئة الذرية الصالحة قال تعالى وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان74، فذكرت الآية صلاح الزوجين أساسا لتكوين الأسرة الصالحة وشرطا لتنشئة الذرية الصالحة ، فقد وصفت الآية الزوجة الصالحة بالمرأة التي تقر بها عين الزوج ووصفت الزوج بالرجل الذي لا يكتفي بمنزلة الأتقياء حتى يسعى ليكون إماما لهم يهتدون بأفعاله ويخطون على منواله ، و أكد النبي (ص) هذا الأمر في وصاياه لأمته فقال مبينا أهمية صلاح الزوج في تكوين الأسرة الصالحة: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» صحيح الجامع الصغير وزيادته (1 / 112) وقال مبينا أهمية صلاح الزوجة في تكوين الأسرة الصالحة:" تُنْكَحُ المَرْأَةُ [ص:8] لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ " صحيح البخاري (7 / 7) وقال عليه الصلاة والسلام:" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته ". قال الحاكم:" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وأقره ابن كثير.
وكما جعلت الآية صلاح الزوجين أساسا لتكوين الأسرة الصالحة جعلته شرطا لتنشئة الذرية الصالحة ، فالبيئة الاجتماعية لها الدور الأكبر في تكوين الأجيال وتوجيههم ، وصلاح البيئة ضمان لصلاح الأجيال، والأسرة جزء من البيئة الاجتماعية بل لعلها المحيط الاجتماعي الأول والأهم في تربية الأجيال وتنشئتهم ، بل صارت في زماننا طوق النجاة لأبنائنا بعد أن غاب دور المؤسسات الإعلامية والتعليمية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية المنوط بها إصلاح الناشئة وصار أغلبها يمثل دور سلبي يدمر الأخلاق وينشر الرذيلة ، وصارت الأسرة الصالحة الملجأ الوحيد والموطن الآمن والمعلم العدل والأيدي الراعية ، فإذا تهدم الملجأ وخرب الموطن وفسد المعلم وضاع العائل فعلى أبناءنا السلام وصدق أمير الشعراء حين قال :
وَإِذا النِساءُ نَشَأنَ في أُمِّيَّةً رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَخُمولا
5. إشباع العواطف الإنسانية (الأبوة – الأمومة – البنوة- الأخوة) فعزيز مصر عند شراءه ليوسف في صباه لم يكن يشتري عبد يخدمه بقدر ما كان يبحث عن طفل يتبناه قال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) يوسف21، كما أن امرأة فرعون لم تحظى براحة البال ولذة الدنيا حتى ظفرت بالرضيع الذي ساقه اليم إليها فمنحها معنى الأمومة كما يمنح الأرض ألوان الحياة ، تلك الأمومة التي بحثت عنها طويلا ووجدتها في موسى أخيرا فدافعت عن بقاءه وتشفعت له قال تعالى: ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )القصص9، وكان سيدنا يوسف يبحث عن القلب الحاني والحضن الدافئ إذا همه أمر ونزلت به نازلة فيجده عند أبيه قال تعالى:( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )يوسف4 ، ورأى موسى في أخيه هارون السند عند الشدة والعون عند الطاعة فجعله أحد مطالبه من ربه في أداء مهمته وتبليغ دعوته التي كلفه الله بها وحمله مشقتها قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي{25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي{26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي{27} يَفْقَهُوا قَوْلِي{28} وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي{32} كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً{33} وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً{34}) طه.
6. تقوية ومد وتوسيع شبكة العلاقات الاجتماعية بين الناس قال تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) الفرقان54 ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء 1 ، فعلاقة النسب والصهر والرحم التي تنشأ من الأسرة تؤلف بين فئات المجتمع المختلفة ألوانهم وأجناسهم وأوطانهم وأديانهم وثقافاتهم أفقيا على تباعد المكان ورأسيا على امتداد الزمان ، وتحملهم هذه الصلات الاجتماعية على كل معاني التراحم والتكافل والتعاون والتناصر وأداء الحقوق وكشف الكربات ، والمجتمعات التي تقيم علاقاتها بعيدا عن مؤسسة الأسرة تغيب هذه الصلات بين أفرادها وفئاتها ، فتتباعد الأرواح وتتناكر القلوب وتضيع الحقوق ويتقاتل الناس ويتمزق المجتمع قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات13 ، فمن الذكر والأنثى نشأت الأسرة ثم تكونت بها شبكة من الأرحام والأصهار والأنساب لتتكون لدينا الشعوب والقبائل التي تتعارف فتتآلف وتتعايش ، وهذا المقصد أحد المقاصد التي رمى إليها رسول الخلق وحبيب الحق عليه الصلاة والسلام من زيجاته المتعددة على كبر سنه وخاصة ماكان منها مصاهرة لكبار أصحابه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي أو ما كان منها لغير أهل ملته كما صنع مع فاطمة بنت حيي بن أخطب اليهودي أو ما كان منها من غير بلاد العرب كزواجه من مارية القبطية التي أهديت له من مصر فأكرم الله بزواجه منها وزواج أبوه إبراهيم عليه السلام من هاجر أهل مصر ، أكرمهم بالأول كونهم أصهار رسول الله (ص) وأكرمهم بالثاني كونهم أرحام سيدنا إبراهيم عليه السلام ، فقد روى ابن عساكر عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله سيفتح عليكم مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم فيهم صهرا وذمة». وروى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستفتحون مصر، وهي أرض يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما» المرجع: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10 / 77).
7. تكثير سواد الصالحين ليكونوا قوة على عدوهم قال تعالى في حديثه لبني إسرائيل (وقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6}) الإسراء ، قال الإمام القرطبي عليه رحمة الله (والآية وإن كانت خطابا لليهود إلا أنها تعدهم بهذا الفضل إن تابوا وأطاعوا كما نص على ذلك المفسرون وتكون لهم الكرة على أعدائهم نصر للدين والقائمين عليه) أحكام القرآن للقرطبي ، فقرن الله بين الأموال والأولاد وجعلهما من أسباب الله للصالحين لينتصروا على أعدائهم إذا تركوا الفساد في الأرض وأصلحوا ما بينهم وبين الله ، قال سيد قطب رحمه الله (حتى إذا ذاق بنو إسرائيل ويلات الغلب والقهر والذل ; فرجعوا إلى ربهم , وأصلحوا أحوالهم وأفادوا من البلاء المسلط عليهم . وحتى إذا استعلى الفاتحون وغرتهم قوتهم , فطغوا هم الآخرون وأفسدوا في الأرض , أدال الله للمغلوبين من الغالبين , ومكن للمستضعفين من المستكبرين) الظلال تفسير سورة الإسراء.
8. تدريب المسلم ذكرا وأنثى على تحمل المسئولية قال تعالى في تحديد مسئولية الرجل داخل نطاق الأسرة ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) النساء34 ، والقوامة تعني حسن قيادة الأسرة وإدارتها وتوفير احتياجاتها كما ذكر الله عن موسى عليه السلام { فَلَمَّا قَضَى موسى الأجل وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } القصص29، وكما حدد القرآن مسئولية الرجل داخل نطاق الأسرة حدد كذلك مسئولية المرأة قال تعالى:( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) القصص7 ، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم المسئولية المشتركة للزوجين في النهوض بشؤون الأسرة فقال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ، قَالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاَءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» صحيح البخاري (3 / 120).
9. خلق روح التعاون والتكامل وتقسيم الأدوار بين أفراد المجتمع من خلال الأسرة قال تعالى: ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) البقرة233 ، وهذا أحد مظاهر التعاون والتكامل وتقاسم الأدوار داخل الأسرة فيما يتعلق برعاية الرضيع فالزوجة ترضع والزوج ينفق ، قال سيد قطب عليه رحمة الله في الظلال في التعليق على هذه الآيات: (وللوالدة في مقابل ما فرضه الله عليها حق على والد الطفل:أن يرزقها ويكسوها بالمعروف والمحاسنة ; فكلاهما شريك في التبعة ; وكلاهما مسؤول تجاه هذا الصغير الرضيع , هي تمده باللبن والحضانة وأبوه يمدها بالغذاء والكساء لترعاه ; وكل منهما يؤدي واجبه في حدود طاقته: *لا تكلف نفس إلا وسعها*. . ).
10. تكوين النشىء الذين يكونوا لآبائهم قوة عند الضعف وعونا عند الكبر قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً{23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً{24} رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً{25}) الإسراء ، ولعل خير مثال على ذلك حال سيدنا سليمان عليه السلام مع أبيه داوود عليه السلام قال تعالى: ( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ{78} فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ{79}) الأنبياء ، فكان سليمان عليه السلام عونا لأبيه على تكاليف الحكم وإدارة شؤون الناس ومنها فصل الخصومات ، وورد عن عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ» صحيح مسلم (4 / 1975) ، وجَاءَ رجل إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَدْتُ الْغَزْوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ. فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: " الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا "، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فِي مَقَاعِدَ شَتَّى كَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ) مسند أحمد ط الرسالة بتحقيق شعيب الأرنؤوط – عادل مرشد، وآخرون وإسناده حسن (24 / 299) .
11. تقريب أصحاب الملل الأخرى من الإسلام وكسبهم إليه قال تعالى: ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) المائدة5 ، فأباح الإسلام إقامة علاقات اقتصادية واجتماعية مع غير المسلمين من أهل الكتاب ومنها مشروعية الزواج من نساءهم المحصنات العفيفات طمعا في هدايتهن إلى الإسلام ، فقد جمع الله للمرأة في هذا النكاح بين خيري الدنيا والآخرة ، أما خير الدنيا فطهارة الفرج وسكينة النفس وأما خير الآخرة فطهارة القلب ورضا الرب سبحانه وتعالى.
12. حفظ الأنساب ولهذا شرعت عقوبة الزنا والقذف قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } النور2، ، قال سيد قطب في الظلال في تفسير سورة النور: (من هنا شدد الإسلام في عقوبة الزنا بوصفه نكسة حيوانية , تذهب بكل هذه المعاني , وتطيح بكل هذه الأهداف ; وترد الكائن الإنساني مسخا حيوانيا , لا يفرق بين أنثى وأنثى , ولا بين ذكر وذكر ... دفع هذه النكسة عن الإنسان هو الذي جعل الإسلام يشدد ذلك التشديد في عقوبة الزنا . . ذلك إلى الأضرار الاجتماعية التي تعارف الناس على أن يذكروها عند الكلام عن هذه الجريمة , من اختلاط الأنساب , وإثارة الأحقاد , وتهديد البيوت الآمنة المطمئنة . . . وكل واحد من هذه الأسباب يكفي لتشديد العقوبة .
أسس وواجبات لا حصر لها لو وضعناها مادة للبحث فى حال مجتماعتنا الان لسقطت كل تلك الأسس بلا جدال فللرجل مقام عظيم حتى اطلق علية رب الأسرة ويالها من تسمية لو تعلمون ... رب الأسرة القوام .. ماذا لو فقد هذا القوام قوامتة وما حثة الله علية بل أمرة ؟؟؟ ولكى نكمل البحث فى أمان الله لابد وان نتعرف على معنى القوامة و تعريفها شرعاً.. p style=\"text-align: justify;\"القِوامة ورد ذكرها في عدد من آيات القرآن الكريم وهي في اللغة القيام بالشيء والحفاظ عليه ورعايته.. وهي في الشرع بالنسبة لقوله عز وجل "الرجال قوّامون على النساء" لخّصها السيد محمد رشيد رضا في كتابه تفسير المنار بقوله: هي الرعاية والحماية والكفاية والولاية.. الرعاية بأن يقوم الرجل بكل ما يصلح شأن امرأته ويقوم به عيشها وأن تعيش حياة كريمة سعيدة هانئة.. والحماية بأن يحافظ عليها ويصون أسرته وعائلته.. والرجل مطلوب منه أصلاً الحماية الخاصة لأسرته، والعامة لأمّته، ولذلك فالرجال يجاهدون ويذودون عن حمى الأوطان والأمم.. ثم الكفاية بأن لا تحتاج المرأة شيئاً في جناح زوجها وتحت ظل زوجها بل تكون معزّزة تصل إليها جميع حقوقها بكل طيب خاطر وبطاعة الزوج لله عز وجل.. ثم الولاية فقد أتفق أهل العلم بأنها ولاية التأديب، ومعناه أنه إذا نشزت المرأة أو خيف نشوزُها كما في سياق الآية، أن يقوم بدور المؤدب.. وفعلاً كثير من الناس يفهمون قوله عز وجل على غير وجهه.. p style=\"text-align: justify;\"يقول الله جل وعلا "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" وفي تفسير هذه الآية يقول الجصاص: "أي قيامهم عليهن بالتأديب والتدبير والحفظ والصيانة، لما فضَّل الله الرجل على المرأة في العقل والرأي وبما ألزمه الله تعالى من الإنفاق عليها، فدلت الآية على معان، أحدهما: تفضيل الرجل على المرأة في المنزلة وأنه هو الذي يقوم بتدبيرها وتأديبها، وهذا يدل على أن له إمساكها في بيته، ومنعها من الخروج، وأن عليها طاعته وقبول أمره ما لم تكن معصية، ودلت على وجوب نفقتها عليه". p style=\"text-align: justify;\"قد يكون لي عدة وقفات مع هذه الآية الكريمة وتفاسيرها ولعلي أبدأ بالوقفة الأولى وهي: يُستنبَط من الآية الكريمة أن جزءً من التفضيل هو بسبب الإنفاق فإن لم يكن الزوج قادراً على الإنفاق هل تسقط قِوامته أم أنها تضعف؟.. p style=\"text-align: justify;\"وهنا جاءت الاجابة :كما قال الله عز وجل "بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم".. الإنفاق من أسباب هذه القوامة التي جعلها الله تعالى للرجل.. وقد قالوا أن النفقة نظير الاحتباس.. أي أن المرأة عندما تحتبس في بيت زوجها وترعى شؤونها وشؤون أسرتها فإنها تستحق الكفاية من النفقة، فهذا الأمر إن لم يؤدّه الزوج ولم يقم بهذه النفقة فإن المقابل يسقط.. وإن خروجها من بيت زوجها صار مباحاً شرعاً وليس له أن يحتبسها وهو غير قادر على كفايتها بالشكل اللائق والكامل.. تخرج للعمل أو لبيت أهلها ولا تعد تحت رعايته، فإن لم يوفها حقها فإنه ليس له عليها سبيل.. p style=\"text-align: justify;\"ورد في كتاب مرشد المفتي أن في تعالي المرأة بسبب الإنفاق وضعف الرجل كنتيجة لهذا الأمر "خطورة في أنه يتسبب من جرّائه احتمال اختلالٍ في انتظام الحياة على ما شرّع الله بين الزوجين أن تكون وِفق ما شرّع درءاً لِما قد يعرِّض لمفاسد، منها الظاهر ومنها الخفي".. برأيكم فضيلة الشيخ كيف يمكن تفادي هذا الاختلال؟ p style=\"text-align: justify;\"فكانت الاجابة : إن هذا الاختلال فرضته ظروف الحياة، وصارت أعباء الحياة تفرض أن يتشارك الزوجان في ميدان العمل وفي الكسب المادي لكفاية الأسرة.. هذا إن جرى من بابه فلا ينبغي أن يؤدي إلى اختلال.. وبابه هو التالي: الأصل أن الرجل يعمل خارج البيت ويكابد الحياة ويصارع ويشتغل بعرق جبينه ليقوم بكفاية أسرته، وأن المرأة تتولى الرعاية الداخلية للبيت وتتولى شؤونه من ناحية تربية الصغار، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع ومسؤول عن رعيته، والإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع ومسؤول عن رعيته".. p style=\"text-align: justify;\"هذا هو الأصل، وعندما يكون الأصل منطلقاً لأي نظرة أُخرى، فإن الخلل ينتفي.. أما إذا اضطر الأمر إلى التغيير فإنه يكون بالرضا والتوافق.. فالمرأة إذا احتاجت أن تكون عاملة خارج البيت، فهذا إما أن يكون بإذن الزوج وإما أن يكون بغير إذن الزوج.. فإن كان بغير إذن الزوج فإن الخلل لا شك سيحصل، وإن القوامة والنفقة وكل هذه الأمور ستختل.. لكن ما يحصل اليوم أن المرأة تخرج للعمل بإذن الزوج ورضاه، فهو إذاً سيتحمل معها تبعات هذا الأمر وشيئاً من تقصيرها في دورها الأصلي داخل البيت، وعليه هو أن يتشارك معها في أعباء البيت كما هي تعمل خارجه، وهذا ليس بالغريب عن المسلم الذي يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد قالت عائشة رضي الله تعالى عنها حين سئلت "ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ".. p style=\"text-align: justify;\"المسلم طيِّع مرِن، وليّن يتكيّف مع الظروف، ولا يقول أنا رجل لي قوامة وعليها أن تعمل خارج البيت وداخله، فهذا ليس من خلق الرجل المسلم ولا من وعيه للحياة. فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بعدم تكليف العبيد فوق ما يطيقون فمن باب أولى أن يكون ذلك بين الزوجين.. p style=\"text-align: justify;\"كثير من الناس لا يفطنون إلى سياق الآية التي وردت فيها القوامة فالآية لها ما قبلها وما بعدها..ومن هنا نتساءل متى تسقط قِوامة الرجل؟ p style=\"text-align: justify;\"إن لم يكن أهلاً للقوامة على نفسه.. فهو نفسه غير مخوّل في الشرع أن يقيم شؤون نفسه فكيف يقيم شؤون غيره.. ويحتاج لمرشد أو قيّم ولا يمكّن من الأموال التي له فهذا من الأولى أن تسقط قوامته على زوجته.. القوامة ضوابطها الرعاية والحماية والكفاية والولاية كما ذُكِر.. فهنا نجد بأن الأمور الأربعة مبناها على العطف والرحمة وليس على التسلط والقهر.. فإن كان الله تعالى قد أعطى الرجل خصائص خَلقية فهذا يزيد عليه المسؤولية والسؤال عند الله تعالى والحساب.. فيجب أن يتعامل مع زوجته بالرحمة والمودة والعطف والحنان في تطبيق هذه القوامة.. الرجال الذين يرون في القوامة السلطة والترفع والأمر المتعالي والقهر هؤلاء دخلوا تحت قوله عز وجل "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض".. لأن الله تعالى لم يرد من القوامة إلا الإصلاح، ولم يرد أن تكون القوامة نقطة نفور ونقطة قهر ونقطة ظلم للمرأة.. بالعكس أرادها نقطة إحياء وتكريم وحماية للمرأة.. فالذين يسلكون غير هذا السبيل لا يقومون بالمطلوب من القوامة ولا يعطونها مضمونها وروحها وهدفها.. لذلك يمكن أن يقال بأنهم ليسوا أهلاً للقوامة من الجانب المعنوي.. وأنهم يجلبون على أنفسهم سخط الله تعالى عندما يستغلون هذه القوامة في إثبات ذاتهم وسلطتهم على المرأة لمجرد أنهم أصحاب حق في ذلك.. فهنا تطبيق خاطئ تماماً للقوامة.. p style=\"text-align: justify;\"قوله عز وجل "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" مساواةٌ تامةٌ بما يجب لها ويجب عليها ويجب له ويجب عليه.. وقوله تعالى : وللرجال عليهن درجة - قال ابن عباس الدرجة هنا بأن يبذل الرجل مزيداً من الفضل ومزيداً من الرعاية وأن يغمِط نفسه من أجل زوجته.. p style=\"text-align: justify;\"ونصيحة لإخواني الرجال ولأخواتنا النساء أن الله تعالى خلق الناس من ذكر وأنثى لتستمر الحياة وليس لتمايز الذكر والأنثى وإنما للتكامل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.