p style=\"text-align: justify;\"لعب \"راج كابور\" (1924 – 1988) دور البطولة أمام النجمة \"فيجايانتيمالا\" (1936)، في فيلم \"سانجام\"، الذي أُنتِج عام 1964، ليَلقَى نجاحاً كاسحاً في العالم أجمع، وظل يُعرَض في دور السينما المصرية لأشهُر، ليظهر أثر استعراضاته بعد أربع سنوات، في فيلم شهير، هو \"مطاردة غرامية\"، الذي أُنتِج عام 1968، بطولة \"فؤاد المهندس\" و\"شويكار\"؛ حيث نجد الاستعراض الغنائي الشهير \"قلبي يا غاوي خمس قارات\"، متأثراً بقوة بفكرة هذا النمط من الاستعراضات الغنائية الثنائية (الدويتّو)، القائمة على فكرة إظهار الأنثى قدرتها على الانسلاخ من شخصيتها، وتقَمُّص نماذج أنثوية متباينة بغرض استنفار الحبيب، وهو ما أكّد النموذج المصري فيه على فكرة استحضار ثقافات العالم، والمقارنة بينها على مستوى طُرُز الثياب واللغة والعادات، في قالب فكاهي خفيف لا يخلو من ذكاء (لاحظ كذلك استفادة العبقري \"فؤاد المهندس\" من (ثيمة) موسيقى القِرَب الاسكتلندية بهذا الاستعراض، وتوظيفها في مشهده النموذجي مع الدكتور \"خشبة\" و\"فانتوماس\"). لم يكن \"راج كابور\" (1924 – 1988) – سليل العائلة العريقة في فنون الأداء - مجرد نجمٍ فائقٍ محبوب من نجوم السينما الهندية؛ فقد تعدَّت نشاطاته حدود التمثيل الذي برع فيه، إلى مجالات الإخراج والإنتاج السينمائي، على نحوٍ يمكن معه تشبيهه بنظيره المصري \"أنور وجدي\" (1904 – 1955)، الذي يكاد مشروعه يتطابق مع مشروع \"كابور\" في العديد من السمات الفنية؛ وبخاصةٍ في عناية كلٍ منهما بإنتاج أفلام (التوليفة المُسَلِّية)، التي تتقاطع فيها فنون الاستعراض المُبهر مع عناصر القصة الإنسانية المؤثرة – المأساوية أحياناً - ومفردات الصور والمشاهد المُنتَجة بسخاء، إضافةً لِوَلَع الاثنين بنموذج \"تشارلي تشابلن\" (1889 - 1977)، وتوظيفهما إياه في مشاهد عددٍ من أفلامهما، هذا فضلاً عن التشابه بين الاثنين في كثيرٍ من العلامات المظهرية المميزة، ولاسيّما قَصّة الشعر المصففة بعناية، والشارب الرفيع الأنيق، وهما ملمَحان يبدو أنهما انتقلا إلى كلٍ من \"وجدي\" و\"كابور\" بتأثير الحضور الطاغي لنموذج زميلهما الأمريكي \"كلارك جيبل\" (1901 – 1960)، لتظل تلك السِمات المظهرية طرازاً شكلياً رائجاً بين أجيال لاحقة من نجوم السينما المصرية، وبخاصةٍ في ثلاثي الأشِقّاء \"ذو الفقار\": \"عز الدين\" و\"محمود\" و\"صلاح\"، وكذلك في نموذج \"كمال الشناوي\". د. ياسر منجي.