الليلة .. ليلة عيد ينام الأطفال يحلمون بتكبيرات العيد .. وملبسهم الجديد ويسهر العشاق في لهفة .. يتقاسمون الفرح عبر هواتفم وأظل أنا كما كل عيد أتذكر تفاصيل نسجتها بخيوط الوهم لأعيش بها وحدي تلك الليلة أتقلب قي مضاجع الوحدة بالسهاد لأعانق طيفك وأناجيك بوهن لأنشد عودتك وسراب لقائك يظن البشر بأننا نعاني افتقارنا لمن نحبهم ووحدتنا منهم وبهم في لحظات حزننا فحسب ولكن ماذا عن فرحٍ ينقصك .. عن عيدٍ خلى منك .. عن قلبٍ أنت عيده ومعايدته غفوة في براح عينيك ! لأعلمك إذن يا سيد القلب ِ .. أنني أحتاجك في الحزن مرة وأحتاجك في الفرح ألف مرة فأن يأتي العيد وأنا عارية منك متلفحة بأشواقي إليك في هجرك .. يعني أن يأتي العيد محملاً بيتمي العاطفي وأن أستقبل تهاني العيد من سائر البشر عداك .. يعني أن تُقام في نفسي متائم الفرح وتُعلن مراسم الأحزان فكم تمنيت ليلة العيد أن أغلق أجفاني ومازال دفء صوتك يدوي في أذني مُرددًا " كل عام وأنتِ فقط حبيبتي ولا امرأة سواكِ .. كل عام وأنتِ عيدي " وكم تمنيت في الصباح المقبل أن أطالع صندوق رسائل هاتفي فأجد حروفك تدعو الله " اللهم لا تُشرق شمس عيدك المقبل .. إلا وقد جمعت بين قلوبنا في حلالك " كم تمنيت .. وتوهمت .. ولم أكن أعلم أنه لن يأتي علينا اليوم لنتقاسم فرحة كهذه ! ولكنني يا سيدي مازالت أتساءل بالأسى في كل عيد .. أكنت عليّ بتلك الفرحة أبخل .. أم القدر ؟! —