باليالى رمضان الثقافية بالسيدة زينب فى الليلة الثالثة بمقهى نجيب محفوظ الثقافى بالسيدة زينب ضمن احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. عبد الناصر حسن، وحول إشكالية الهوية أقيمت ندوة بعنوان "سبيكة الهوية المصرية رؤية المصريين لشهر رمضان" شارك فيها الناقدين سيد الوكيل وخالد الصاوى وقدمها شهاب عماشة الذى أكد على أن الهوية تحتاج فى هذة المرحلة إلى الكثير من الدراسات والبحوث، واستعرض سيد الوكيل موضوع الهوية تاريخياً مؤكداً أن هذا المصطلح لم يظهر فى الدراسات إلا فى منتصف السبعينات، مشيراً أن هذا المصطلح وراء الحروب التى قامت فى العالم بداية من الحروب الصليبية إلى الحرب العالمية الثانية، ومؤكداً أن كل الحروب التى تدار الأن فى سوريا ولبنان تدور فى إطار معنى الهوية وهذا يؤكد ظهور هذا المصطلح فى حالات الإرتباك القصوى كما فى مصر، فكان يتجاذب المصطلح الأقباط والماركسيين والإشتراكيين والأخوان، وأشار الوكيل إلى أن الهوية مصطلح أوروبى لم يظهر إلا مع بدايات الكشوف الجغرافية وبالتحديد مع إكتشاف أمريكا، على أساس أن كل ما هو موجود على هذة الأرض الجديدة هى ملك للمكتشف بما فى ذلك البشر، وبعد سنوات من هذا الاكتشاف بدأ الإستعمار الأوروبى ينظر للحضارات الشرقية بأنها لا يوجد فيها فراغ مكانى ولاكنها توقفت عند مرحلة معينة، وعلى الغرب أن يشغله وبالتالى فإن مهمة الرجل الأبيض بث معانى التحضر على القياس الغربى، أما المدخل الثانى لدى الوكيل لمسألة الهوية هى مدخل "الإستشراق" الذى ثبت صورة الشرق عند لحظة معينة مليئة بالخرافات، ولذلك ومع استعراض ما يحدث فى مصر نرى منطق الأخوان يتناص مع تراث قديم كشعارات "يسقط حكم العسكر" و"حرائر مصر خط أحمر" وبتالى انقسم المثقفين إلى قسمين الأول يميل للغرب وقسم أخر سُجن فى فترة زمنية معينة، ودعا سيد الوكيل فى نهاية حديثه إلى تبنى المفهوم الثقافى للهوية لأنه قائم على تفسير ديناميكى متحرك للمصطلح وله علاقة بالعادات والتقاليد. أما خالد الصاوى فقد اكد أن الهوية المصرية لها سمات خاصة تكونت عبر جينات منذ سبعة ألاف سنة، كما أوضح أن مصطلح الهوية ظهر مع بداية الأصولية الإستبدادية التى كانت وراؤها الرأسمالية العالمية وعلى رأسها أمريكا والتى تهدف إلى توقيفنا عند لحظة معينة من الزمن، ومثل على ذلك بضرب مشروعى محمد على التنويرى، وجمال عبد الناصر كما أن مجموعة الهويات المصرية والعراقية والسورية تواجه أيضاً مصير المواجهة مع الأصولية الإستبدادية التى تمولها الرأسمالية العالمية.