كلمة الأستاذ / احمد عبد المعطى حجازى استهلت الاحتفالية بكلمة الأستاذ/ أحمد عبد المعطى حجازى مقرر لجنة الإعداد. وبدأ حديثه بشكر القائمين على الاحتفالية، وخص بالشكر أ. د. سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وكل من الأستاذ/ عبد العزيز العقاد، الأستاذة/ فرانشيسكا كراو، كما شكر السادة الحضور، واستكمل حديثه قائلاً: "نحتفل اليوم بالعقاد، والعقاد اليوم بالخامسة والعشرين بعد المائة من عمره، والذى نعرفه من البداية، ولا نعرف له نهاية. وقد رحل العقاد قبل نصف قرن من اليوم؛ رحل ولم يغِب، ولم ينقطع له حضور. العقاد الذى غاب هو الشخص أو الظل، أما العقاد الشاعر والمفكر واللغة والكتابة، العقاد الرأى والموقف والسيرة الشخصية هو حياة ممتدة متجددة، ونحن ننظر الآن إلى العقاد فلا نرى منه إلا ما نكاد نحيط به من كل فنونه لأن الذى ظهر منه لنا بعد رحيله أوسع بكثير وأبقى من الذى كنا نراه منه قبل رحيله، وقد تجاوز العقاد الموت بالموت، حيزه الذى ترسمه حواسنا وعاد إلى أصله فاتحد بالكل وصار أمة. وقد يظن البعض أن المناسبة لا تسمح بالمبالغة، ولكنى لا أبالغ فيما أقوله، فأنا أتحدث عن رجل جمع فأوعى كل الفنون بمختلف أشكالها، وأبدع فيها إبداعًا يستحق المبالغة، وقد انطبق عليه قول الشاعر القديم "وعلمت حتى لست أسأل واحدًا... عن علم واحدةٍ لكي أزدادها"، وهذا البيت لا يصدق على أحد كما صدق على العقاد. لقد جمع بين اللغة النادرة والشاعر، والناقد، والفيلسوف، والمفكر، وكاتب السيرة، والروائى. ولا أبالغ حين أقول إن شعره كان كافيًا لكى يصبح شاعرًا فى الصف الأول من الشعراء الكبار، وحينما نتكلم عن النقد فلا يقل مكانة عن الشعر، فلقد جمع العقاد كفاية الفنون والمجالات وبإبداع لم يسبق عليه أحد، وسوف يظهر هذا متجليًا فى شهادات الأساتذة الحضور، ويكون بذلك تصديقًا لما أقوله، فبذلك لا نستطيع أن نفصل موهبة عن الأخرى. ولا ننكر أنه شخص متجدد بحضوره غائبًا بجسده فقط، فحينما اجتمعت كل هذه المواهب لا بد أن تدرك أنه كان يطلب فيستجاب له، وكما يجهل البعض العقاد فيما يتعلق بأستاذيته فى الفلسفة، فهو الواهب الموهب. وإنه من العجيب واللافت للنظر أنه تفجرت موهبته فى العشرين من عمره، وعندما تفجرت ثورة 1919 كان بجانب زعيم الأمة سعد زغلول والتف حوله الشعب فكان الروح الملهبة للثورة، وكان فى أول صفوف الهاتفين ضد الاحتلال والظلم، فقد يعتبر العقاد هو اللحظة التاريخية فى تاريخ مصر التى يصعب تكرارها والفارقة فى نهضتها. وحينما تفجرت ثورة الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو نتذكر العقاد المعجزة ومفجر الفكر والثورات لأنه انتصر على الموت كما انتصرت مصر بكل ما فيها وكل ما واجهها. وفى النهاية لقد كنتَ وما زلتَ الغائب الحاضر، الروح الملهبة، الشخص المفكر بالإبداع. كلمة الدكتور/ سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أرحب بالسادة الحضور، وأخص بالترحاب هذه الكوكبة من كبار الأساتذة الأجلاء الذين حرصوا على حضور هذه الاحتفالية، وكان من المفترض أن يحضر بعض الأساتذة المشاركين فى هذا المؤتمر من العراقوسوريا، إذ تم تدمير منزل أحدهما فى العراق وهرب هو وأبناؤه، بينما ظل حبيسًا فى سوريا لا يجد مهربًا منها. واستكمل حديثه قائلاً: حينما كنا نعد للاحتفالية الدولية اقترح الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى أن يطلق عليها "العقاد اليوم". بمعنى استدعاء فكر العقاد الذى هو فى حقيقة الأمر استدعاء لرمز من رموز النهضة الثقافية لمصر خلال النصف الأول من القرن الفائت، جنبًا إلى جنب مع محمد عبده وطه حسين، وغيرهما من الرواد. وإن كان لى أن أبدى رأيى الخاص فى إنجاز العقاد فأنا أضعه فى المقام الأول؛ يرتكز على الفكر رغم تعدد الجوانب المختلفة للعقاد وثرائها، ودون أن يعنى ذلك استبعاد أى من هذه الجوانب والعقاد حتى حين يكتب الشعر تكون الغلبة فى شعره للفكرة على الصورة الحسية أو المتخيلة. تمنياتى لكم بالتوفيق ملخص كلمة وزير الثقافة محمد صابر عرب في ذكرى الخمسين لوفاة العقاد ألقى كلمته السيد الأستاذ الدكتور/ سعيد توفيق أمين العام المجلس الأعلى للثقافة، وبدأ كلمته بالترحيب بالسادة المفكرين والمثقفين والنقاد والشعراء والإعلاميين متمنيا تواجده معهم فى مثل هذه المناسبة، ثم تحدث عن العقاد الرجل والأديب والمؤرخ و السياسي والشاعر وكونه نموذج عصامي علم نفسه بنفسه وتجاوزت ثقافته حدود المعارف التقليدية لدرجة أنه صار واحداً من البنائين الكبار لثقافتنا المصرية والعربية. ثم توجه بالشك إلى صديقة العزيز الأستاذ / أحمد عبد المعطي حجازي صاحب فكرة المؤتمر - إلا أن الأستاذ حجازي في نهاية الكلمة أوضح أن فكرة المؤتمر والاحتفالية كانت للسيد الأستاذ الدكتور/ سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، واصفا إياه " أنه قد تجاوز العقاد إلى مشروعه الثقافي والفكري خلال ستة عقود دفاعا عن هوية هذا الوطن وحرية أبنائه مقاتلا في كل الاتجاهات متجاوزا مناورات الساسة وتسلط الحكام منخرطا فى صفوف الناس مستلهما نضال شعبه وثقافة وطنه". ثم توجه بحديثه عن العقاد قائلا: "لقد مضى على رحيل العقاد نصف قرن وما تزال أفكاره التي حفظتها كتبه ومقالاته موضع دراسة وتحليل، بعد أن حظيت كل أعماله بعنايه الباحثين والدارسين، فضلا عن كتاباته اليومية فى الصحف، والتي لم تنل حظها بعد من الدراسة"، وبناءاً على ذلك بدأت دار الكتب والوثائق القومية على جمع هذا التراث المتناثر لإتاحته للأجيال الجديدة وبالفعل تم الانتهاء من جمع المقالات التي نشرت منذ عام 1907 وحتى ثلاثينيات القرن الماضي، في مجلدين كبيرين وربما قد يصدر المجلد الأول خلال أيام وبعدها يأتي المجلد الثاني. وعلق السيد الوزير في كلمته عن الوزارة قائلا: " أيها الأخوة والأصدقاء أعتقد أن وزارة الثقافة عازمة على إعادة نشر كل كتب العقاد بعد أن وزعنا كل الأعمال مابين الهيئة العامة للكتاب والمجلس الأعلى للثقافة ودار الكتب لكي تري النور تباعا خلال الأسابيع والشهور القادمة". وأشار إلى أهمية دراسة العقاد من الناحية السياسية قائلا: "لم يحظ العقاد السياسي بنفس القدر الذي حظى به العقاد الأديب والمفكر، كما أن العقاد الشاعر لم يحظ بنفس القدر من العناية التي حظى بها العقاد المفكر والأديب. وفي الختام توجه السيد الوزير في كلمته بتوجيه تحيه تقدير وامتنان إلى كل من: "روح هذا المبدع الكبير الذي تحدي كل الصعاب والعقبات، وإلى الأجيال من الرواد الكبار، الذين جعلوا العالم كله ينظر إلى مصر باعتبارها وطنا كبيرا خلاقاً ومبدعاً من قبيل الطهطاوي ومحمد عبده وطه حسين ودكتور محمد حسين هيكل ولطفي السيد ومنصور فهمي وغيرهم، وتحية تقدير وامتنان للأستاذ / أحمد عبد المعطي حجازي، والأستاذ الدكتور/ سعيد توفيق والدكتور/ عبد الناصر حسن والأستاذ / سعد عبد الرحمن وكل العالمين بالمجلس الأعلى للثقافة .. عاشت مصر مبدعة رائدة كبيرة عصية علي الانكسار. كلمة فرانشيسكا فى البداية أقدم الشكر لأمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والأساتذة والحضور، كما أتوجه بالشكر لحمدى السكوت، الذى قدم لى كتب العقاد. هذه المناسبة فرصة لذكر أهمية دور العقاد وإنتاجه، وأعتقد أن أول شىء هو أهمية التعليم فى بناء معرفة وانتشار الثقافة والصداقة بين الشعوب، فإن التعليم يمكن أن يتحول من مأساة شخصية إلى انتصار للإنسانية، وفى السبعينيات جئت إلى مصر هاربة من إيطاليا ودراساتى غيرت مجرى حياتى. وتستكمل قائلة: عندما دمرت كارثة حياة الناس، فإن الإنسان يفقد الأمل، ولكن الدراسة ومعرفة التجارب السابقة تساعد على تمكين القدرة البشرية التى لا نهاية لها للنهضة، لذلك أود أن أجدد معكم التزامى فى انتشار المعرفة لكى نبنى معبدنا فى تربية جديدة ملتزمة فى انتشار الثقافة والصداقة بين الشعبين المصرى والإيطالى، وهذا يأتى فى فترة تاريخية تسيطر فيها الأزمة الاقتصادية والأزمة الإنسانية فى الشرق الأوسط وفى دول البحر المتوسط بصفة عامة, وعلينا ويجب علينا أن نبذل كل الجهود لوقف انتشار الحرب والجنون حتى وإن بقلة الأمل وكثرة الرغبة كما كان يقول، شكرًا لصبركم الذى يمكنكم فى سماع كلامى فى لغتى العربية الصعبة.