آيات عرابي: مذيعة تليفزيونية مصرية، وصحفية مهاجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحالياً تعيش في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، عملت في التليفزيون المصري كمقدمة برامج في القناة الثالثة في العام 1992م، وتزوجتْ وهاجرتْ مع زوجها عام 1993م، بعد هجرتها إلى أمريكا عملتْ في محطة التليفزيون العربية في نيويورك، وكاتبة صحفية، ثم عادت إلي مصر، حيث انتهت أجازتها من التليفزيون، فانتدبت لقطاع الأخبار في التليفزيون كمقدمة لبرنامج الركن الثقافي في برنامج (صباح الخير يا مصر) بعد عودتها من أمريكا عام 1996م، ثم هاجرت مرة أخري إلي أمريكا عام 1999م، آيات قامت بتغطية أحداث 11 سبتمبر من نيويورك للتليفزيون المصري، ثم قدمت برنامج (بورصة نيويورك) في أسبوع علي مدار عام كامل، لنشرة أخبار التاسعة، بعدها تفرَّغتْ للعمل في محطة راديو وتليفزيون العرب (ART)، لتقديم عده برامج، أشهرها (عربي في المهجر) وبعيدا عن الوطن والجسر، وحالياً آيات هي رئيس تحرير مجلة نون النسوة، وهي أول مجلة نسائية عربية في أمريكا، تخدم المرأة العربية الأمريكية، والتي حصلت عنها مؤخراً على جائزة الصحافة الأولي في نيوجيرسي. @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ أفكاري ليبرالية، أدافع عن المساواة والحرية للرجل والمرأة علي حد سواء، أؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والفكر، ومجلتي تعبِّر عن هذا الفكر، نعم أنا شخصية قوية، أو هكذا يقولون عني، وجريئة واجتماعية جداً بطبعي، وشديدة التفاؤل، حتى في أحلك الظروف. @هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟ نعم أنا مع حرية المرأة اجتماعياً، مع حفاظها علي عاداتها الشرقية، وبالطبع إن لم تكن المرأة مستقلة اقتصادياً، فلن تستطيع الوصول إلي أهدافها، سواء كانت سياسية أو عمليه، فنعم أنا مع حرية المرأة. @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم??? علاقتي بالكتابة تنحصر في مقالتي الصحفية عن المرأة، والأسرة، وأعكف حالياً علي كتابة أول كتاب لي، عن تربية البنت العربية في أمريكا، وما هي المعوقات والتحديات التي تواجهها، وتواجه أسرتها، وكيفية التغلب عليها من واقع خبرات من سبقوها. المجلة من اسمها موجهه إلي المرأة العربية في أمريكا، ومشاكلها هنا لا تختلف كثيراً عن مشاكل المرأة في الدول العربية، حيث يأتي الرجل الشرقي هنا محمَّل بنفس العادات الشرقية، من معاملة جافة في بعض الأحيان، فيتعامل مع المرأة بعنف، وينسي أحياناً أن القانون في أمريكا لحماية المرأة، فتكون الصدمة كبيرة لكلا الطرفين. @ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ??? المشكلة تنحصر في ثقافاتنا العربية، حيث تجد الذكر له حرية الخروج والدخول بمعايير تختلف عن الأنثى ! ودائماً، ما أتساءل مع نفسي: هل هذا يرجع إلي الاعتقاد السائد بدونية جنس النساء، وأفضلية الرجال؟؟ وهل له علاقة بعملية خلق الإنسان؟ ؟ أم إنه نتيجة لحظات تاريخية طارئة؟ أو ربما يرجع الموضوع لثقافات معينة ؟ ولاشك أن هذه التساؤلات، يجب الإجابة عليها بأنه لا يوجد في موروثنا الثقافي، ولا الديني، ما يؤكد دونية المرأة خلقاً، وإنما هناك بعض الموروثات، ترسِّخ بعض المفاهيم من خلالها، ومن خلال ممارسات العامة، من الشعوب العربية لها.. لذلك لا أجد وجوداً في الدين، لتعبير " تحرر المرأة"، فالمرأة ولدت حرة، وما العبودية أو الرق إلا ممارسات إنسانية بحتة، ولذلك، فتحرير المرأة مرتبط بتحرر الرجل، وكلاهما مرتبط بتحرر المجتمع من الأفكار الدخيلة، والاستغلال والاضطهاد، وتقدمه الفعلي بجميع جوانبه ومقومات تطوره السياسية، والاقتصادية، والثقافية، وتحقيق الديمقراطية، والعدالة..الخ بالطبع أنا ضد كل هذه المقولات، التي ذكرتها، أن المرأة للسرير والطبيخ، لأن عندما خلق الله حواء، خلقها كمكمل له، وكشريك له، في الحياة، ولا تستقيم حياة الرجل، بلا امرأة، علي أن تقوم هذه العلاقة علي المودة. @هل لك سيدتي ان توضحي لي الفرق بين الأسرة الأمريكية بشكل عام، والأسرة العربية من حيث العلاقات بين افراد الأسرة؟؟؟ الأسرة الأمريكية بطبعها، يغلب عليها الطابع الحر، فطريقة تعامل الأم مع أبنائها، لا تختلف باختلاف جنسه، إذا كان ذكراً أم أنثي، فالحقوق التي تمنح واحدة، من حق الخروج، والعمل بلا قيود أحياناً، وتجد الأسرة الأمريكية عندما يصل الولد أو البنت إلى سن أربعة عشر عاما، تدفع أبنائها لخوض الحياة العملية، لتربي فيه الاعتماد علي النفس، والاستقلال الاقتصادي، ولكن ينقصها الترابط الأسري، والعاطفة أغلب الأوقات، حيث كل يعمل في أوقات مختلفة، للتغلب علي الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الأمريكي عموماً أما بالنسبة للأسر العربية هنا، في أمريكا، فتنقسم إلى قسمين، فكما تعلم، منا المسلمين ومنا المسيحيين، أو أصحاب الأديان الأخرى، فالمسلمين هنا عادةً، يحافظ في معظمهم علي العادات والتقاليد العربية، ويحتفظ بالترابط الأسري، وتلاحظ التفرقة في معاملة البنت والولد، فالولد له مطلق الحرية، والبنت مكبلة بالقيود، وهناك البعض ممن يندمجون مع الحياة الأمريكية، وللأسف بعض هؤلاء يأخذون أسوأ عادات الأمريكان. @هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟ نعم أنا مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي والرأي الآخر، وأطالب بحماية لحقوق الإنسان، أي إنسان، وأن تكون هذه الحماية مكفولة بمواد في الدستور، وهذا ما يسمي بالديمقراطية الدستورية. وكما تعلم، أنه في الغرب علي سبيل المثال تجد معظم الأحزاب داعمة لشكل الحكومة الليبرالية، دون أن تسميها بالليبرالية. مثال علي ذلك أحزاب المحافظين، وأحزاب الديمقراطية المسيحية، والأحزاب الديمقراطية الاشتراكية. ومن أهم مبادئ الديمقراطية، بالتأكيد التعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، فهنا في أمريكا علي الرغم من أن الديانة الرسمية هي المسيحية، إلا أنك تجد كل الأديان، وتمارس بحرية، والكل يتعايش مع جيرانه بسلام، ولكن اعتقادي أنها ثقافة مجتمعية، وإذا كانت هذه المجتمعات تتعايش بحرية، فالأمر يمثل صعوبة في بعض الشيء، في مجتمعاتنا العربية! @ما الذي دفع بك سيدتي للعمل الإذاعي والتلفزيوني، هل هي رغبة وهواية لديك، ام هناك اشياء أخرى؟؟ عملي للتليفزيون كانت رغبتي منذ أن كنت طفلة صغيرة، أشاهد برامج ليلي رستم، وأماني ناشد، كان يبهرني هذا الصندوق، الذي تطل علينا منه المذيعة بابتسامتها، وحواراتها، فعشقت التليفزيون، وتمنيت العمل به، وعندما دخلت المدرسة الابتدائية، التحقت بالإذاعة المدرسية، وعندما كنت في الجامعة، وعلي الرغم من دراستي في كلية التجارة، إلا أنني كنت أتدرب في إذاعة وسط الدلتا، علي الإلقاء الإذاعي، وبعد تحرجي من الجامعة، التحقت بالعمل التليفزيوني، كما شرحت في بداية الحوار، ولكن متعتي الحقيقية، كانت عندما قدمت من خلال برنامجي الموجه للجالية العربية في أمريكا، حلول لبعض المشاكل التي يمكن أن تواجه المغتربين. @ما هو في رايك بمواصفات المذيعة، ومعدة البرامج التلفزيونية الناجحة، وهل حمال الشخصية عنصر مهم، وكم تعتقدي نسبة الجمال بالمذيعة، ومقدمة البرامج يجب ان تكون؟؟؟ من وجهه نظري، الإعلامية الناجحة أيا كان موقعها، سواء كانت مذيعة أو صحفية، يجب أن تتحلي بالمصداقية، وتتحري الحقيقة عن كل ما تذيع أو تكتب، ولا تكتفي فقط بكلام المعد، عليها أيضاً، أن تكون قيادية تستطيع كيف أن تدير دفة الحوار، والسيطرة عليه، والسيطرة كذلك علي المواقف عند حدوث أي خطأ منه في الحوار، دون قصد، فيقوم بإصلاحه دون أن يشعر المتلقي، وأهم شئ أن تكون الإعلامية محايدة في نقل الحقيقة، إلي جانب أن الإعلامي الناجح، لابد أن يكون لديه ضمير، وألا يحكم علي أي موضوع يناقشه من خلال انتماءاته الشخصية، أو العائلية، وأن يكون مستمعاً جيداً، لأنه إذا كان لديه هاتين الصفتين، سيتوفر عنده كل المواصفات الأخرى، مثل اللباقة في إدارة الحوار، حتى وإن كان ضيفه واحداً ومن خلال هذه اللباقة، ستأتي حتماً قدرة الإعلامي على السيطرة علي انفعالاته الشخصية، وأيضاً يجب أن يتحلي الإعلامي الناجح، بصفة قلة الكلام، فمهمتنا أن نجعل ضيوفنا تتحدث، ومهم جداً أن يعي الإعلامي، سواء كان صحفياً أو إذاعياً، أن كل كلمة يقولها هي أمانه، وألا يستخدم الكلام المرسل، الذي يستخدمه ألعامه، بل يجب أن يكون كلامه موثقاً. أما عن جمال الشكل، فأعتقد أن تأثر هذه المهنة بالشكل لا بالمضمون، يحدث أحيانا فقط، في بعض محطات التليفزيون العربية فقط، ترسيخاً لمبدأ أن المرأة ما هي إلا شكلاً جميلاً، لا مضمون لها، وإذا توفر الشكل الجميل، تهون معه أفكار أو ثقافة المذيعة، وهذا خطأ فادح، ولكن هذا لا يعني تعميم هذا الكلام، فهناك مذيعات عربيات جميلات، وفي نفس الوقت، علي مستوي عال جداً من الثقافة والإبداع. @كيف تصفي لنا وضع المرأة العربية في الولاياتالمتحدة بشكل عام، من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية، وكيف تصفي لنا نظرة الرجل لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ؟؟؟ وضع المرأة العربية هو ما دعاني أن انشأ مجلة نون النسوة، والتي كان يعتقد البعض في البداية، أنها مجلة تهتم بشكل وجمال المرأة، والمطبخ والديكور وخلافه، ولكن وجدوها تهتم أكثر بكون المرأة كائناً سياسياً واجتماعياً، ولا مانع قطعاً من الاهتمام بالجمال، لأنه هو طبيعتها، ودعوني أكون صادقة، رغم كل محاولات العديد من الدفاع عن حقوق المرأة، فالمرأة لم تأخذ حقها في الدول العربية، وإنما تحاول انتزاعه انتزاعاً، فالمرأة في مجتمعاتنا العربية، لا يزال ينظر إليها بعين الريبة والشك، وأحياناً توجه إليها الاتهامات المختلفة، رغم أن المرأة أثبتت نجاحاً ملموساً في المؤسسات المختلفة، إذا سنحت لها الفرصة، ولكن نسبة المرأة العاملة هنا في أمريكا عموماً تكاد أن تصل إلي %55، وما زالت بعض الحركات النسائية هنا، تطالب بالمساواة في الأجور، بين المرأة والرجل، وبالتأكيد أنا غير راضية عن نظرة بعض الرجال للمرأة، لأنه يوجد رجال يدافعون هم الآخرين، عن حقوق المرأة. @ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان، وهل للشبكة العنكبوتية تأثير سلبي أم ايجابي على مشاهدة التلفاز بشكل عام؟؟؟ صفحات التواصل الاجتماعي، للتواصل الاجتماعي فقط، وكي يتعرف كل شخص علي وجهه نظر الآخر، أو للتواصل مع أصدقاء الدراسة، والعمل القدامى، ولكن لا يسمح بنشأة علاقة صداقة حقيقية، حيث تنتفي الألفة والمحبة، ومعظم الأشخاص يستعملوا أسماء مزيفة، ولا اعتقد بالحب أو الزواج عن طريق الانترنت، حيث تنتفي العاطفة لا تكون علاقة أسرية سليمة، أما تأثير الانترنت علي مشاهدة التليفزيون، فله تأثير كبير جداً، حيث أصبح العديد من المهتمين بالسياسة والاقتصاد يعتمدون بصفة كبيرة علي الانترنت. @ما هو السؤال الذي كنت تتوقعي أن أساله لك ولم اساله لك؟؟كما أرجو الاجابة عليه؟؟ كنت أتوقع أن تسألني عن مشاغباتي السياسية أحيانا علي الفيسبوك، المتعلقة بآرائي السياسية؟؟ طبعا آرائي السياسية المشاغبة تجدها بكثرة علي المواقع الاجتماعية مثل تويتر و وصفحات التواصل الاجتماعي، ولكن عندما أتناول أي موضوع بالكتابة الصحفية أحاول أن أكون تحليلية وواقعية جدا أما عن رأيي في الربيع العربي فقد رصدته في مقال لي بعنوان عندما يتكلم الشعب تسقط الأنظمة وقلت يومها أنه منذ زمن طويل، والتصفيق جزء من الهوية العربية، نصفق لأي شيء، نصفق للأوضاع المزمنة، للأنظمة الفاسدة, للضمائر الميتة، نبتسم ونصفق لعل وضعنا يتغير لأننا مسالمين,صابرين, مثابرين. لكن جاء الوقت لإيقاف التصفيق والتهريج, جاء الوقت لكي يقول الشعب: لا للقمع,لا للذل,لا للخوف والصمت, ونعم للكرامة وعزت النفس والحرية. وقفتْ الشعوب العربية (رجال ونساء) لتقول كلمتها المكتومة منذ أعواما طويلة، فهي ثورة الغضب الأولي، ولا يزال العديد من الثورات الشعبية في طريقها إلينا، ولا عجب من ذلك. @ما هي طموحات واحلام السيدة آيات عرابي التي تتمنى تحقيقها سواء منها الشخصية أو العامة؟؟؟ أهم تطلعاتي هو الانتشار لمجلة نون النسوة، والتي فزتُ بها بجائزة الصحافة الأولي في ولاية نيوجيرسي، حيث اعتبرتْ نون النسوة، ثورة غيَّرتْ وجه الصحافة، فهي المجلة الأولي للمرأة العربية في أمريكا. أما عن شعوري بالرضا عن مشواري، فالحمد لله، أشعر برضا تام علي مشواري، ولم أشعر لحظة واحده بالندم علي هجرتي من مصر، ومرافقة زوجي، فالأسرة بالنسبة لي هي ألأبقي.