(مَنْ ظَنَّ انْفِكَاكَ لُطْفهِ عن قَدرهِ، فذلك لِقُصُورِ نَظَرِه). من أعظم إحسان الله وبره كون لطفه لا ينفك عن قدره، فما نزل القدر إلا سبقه اللطف وصحبه، وبهذا حكم النقل والعقل. أما العقل فما من مصيبة تنزل بالعبد إلا وفي قدرة الله ما هو أعظم منها وقد وجد ذلك، فإذا نزلت بك أيها الإنسان مصيبة فأذكر من هو أعظم منك بلاء، فكم من إنسان يتقطع بالأوجاع، وكم من إنسان مبتلي بالجذام والبرص والجنون والعمى، وكم من إنسان مطروح في الفنادق لا يجد من يبريه إلا من ابتلاه، وكم من إنسان أعمي أو مقعداً أو محموم إلى مالا يتناهي، نسأل الله عافيته في الدارين . وأما من جهة النقل فقد ورد في ثواب الأمراض والأوجاع أحاديث كثيرة وآيات قرآنية في مدح الصابرين، منها قوله تعالى: "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب". وقوله صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها وحتى الهم يهمه إلا كفر به سيأته.