محافظ كفر الشيخ يُسلّم 10 عقود تقنين أراضي أملاك دولة للمستفيدين    حوار مجتمعي وحلقة نقاشية لتعزيز الزراعة الذكية ومشاركة المجتمع    حركة حماس: اختطاف الدكتور الهمص جريمة.. ونحمل الاحتلال المسؤولية عن حياته    الداخلية: ضبط سائق نقل يسير برعونة على الطريق الإقليمى.. فيديو    ضبط المتهم بقتل زوجته خنقا خلال مشاجرة بسبب خلافات أسرية فى شبين القناطر    صلاح عبد العاطي: إسرائيل تستخدم المساعدات أداة للتغيير الديموغرافي في غزة    هل النية شرط لصحة الوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الصحة يتفقد مشروعات تطوير مستشفيات الأورام والتل الكبير ومركز طب الأسرة    دراسة: الأمريكيون يحولون مدخراتهم إلى أدوات مالية ذات عائد    سعر الدولار أمام الجنيه المصري مساء اليوم الإثنين 21 يوليو 2025    بابا الفاتيكان يبحث هاتفيًا مع الرئيس الفلسطينى الوضع فى غزة    من المنصورة إلى الخشبة.. أحمد عبد الجليل يروي رحلته في ندوة تكريمه من القومي للمسرح    أبو.. من مهرجان الجونة إلى "توبة" في فرح شعبى    عماد أبو غازي يتحدث عن السياسات الثقافية في مصر بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب    بيراميدز يصل إلى ملعب مباراته الودية أمام باندرما سبور التركي    حسن شحاتة يخضع لجراحة عاجلة بعد أزمة صحية مفاجئة    ولادة نادرة لطفل شمعي بمستشفى سنورس.. والصحة: إنجاز طبي يعكس كفاءة أطقم الفيوم    صحة الدقهلية توضح حقيقة حالة الطفل المصاب إثر سقوط من علو    دارين حداد: "المداح نجح بالتعب مش بالكرامات"    الأمم المتحدة: يجب وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية    برلماني: مصر قطعت الطريق على "حسم" الإخوانية.. والأجهزة الأمنية تسطر نجاحًا جديدًا    لقطات حديثة لسد النهضة تكشف ما تخفيه إثيوبيا، البحيرة ممتلئة والأعمال مستمرة لتغطية التسرب    10 انفصالات هزت الوسط الفني في 2025 (تقرير)    لتعويض رحيل محمد إسماعيل ل الزمالك.. زد يطلب التعاقد مع مدافع المحلة    منتخب مصر للسلة يواجه إيران في بطولة بيروت الدولية الودية    محافظ المنوفية يتفقد شركة صيانة الآليات بميت خلف لمتابعة منظومة العمل.. صور    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا لرئيس الوزراء    طريقة عمل الشيش طاووق بتتبيلة لا تقاوم    "الدراسات العليا" بجامعة قناة السويس يفتح باب القبول والتسجيل لبرامجه "دبلوم - ماجستير - دكتوراه"    حدث في بنجلاديش .. سقوط 16 قتيلا جراء تحطم طائرة عسكرية سقطت بحرم مدرسة وكلية مايلستون    حزب الجبهة الوطنية يعقد مؤتمرًا حاشدًا بكفر شكر لدعم مرشحه لانتخابات الشيوخ    فريق طبي بمستشفى كفر الشيخ الجامعي ينجح في إنقاذ مريضة تعاني من ورم    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على نقل خبراتها المتراكمة في مكافحة الإرهاب لدعم القدرات النيجيرية    ما الضوابط الشرعية لكفالة طفل من دار الأيتام؟.. الإفتاء توضح    وصول الطفل ياسين مع والدته إلى محكمة جنايات دمنهور مرتديا قناع سبايدر مان    تجارة الهيروين تقود موظف للسجن المؤبد بالخانكة    الزراعة تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها للمواطنين بأسعار مخفضة فى الجيزة    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: حديث القرآن الكريم عن الليل والنهار شامل ودقيق لإظهار التعبير والمعنى المراد    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 39 متهما ب«خلية العملة»    الشركة الوطنية للطباعة تعلن بدء إجراءات الطرح فى البورصة المصرية    حسن الصغير رئيسًا لأكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والدعاة    أسامة الجندي يوضح حكم الأفراح في الشرع الشريف    وزير العمل: التأمين الطبي لعمال «الدليفري» من ضمن أشكال السلامة المهنية    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    السيطرة على حريق في مصنع زجاج بشبرا الخيمة    فات الميعاد.. أحمد مجدي: شخصية مسعد تعبتني.. وبحاول أتخلص منه لحد دلوقتي    الجامعة الألمانية تفتتح نموذجاً مصغراً للمتحف المصري الكبير في برلين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    أوكرانيا: مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في أحدث الهجمات الروسية    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    أحمد غنيم: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين فى الإسماعيلية.. فيديو    "صعبة".. وكيل مصطفى شلبي يكشف تفاصيل انتقاله للبنك الأهلي    "يريد أكثر من مبابي".. سبب تعقد مفاوضات تجديد فينيسيوس وخطوة ريال مدريد القادمة    الشناوي يتحدث عن صعوبة المنافسة على الدوري.. وتأثير السوشيال ميديا    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتبة المقدسية غادة نفاع: المرأة لها الحق في أن تعيش حريتها واستقلالها، في جميع مناحي الحياة، بالطريقة التي تراها مناسبة لها
نشر في شموس يوم 19 - 04 - 2013

ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، الثقافية، التي أقوم بها، مع مجموعة من السيدات والشابات العربيات، من المحيط إلى الخليج، بهدف تسليط الضوء عليهن، وشحذ هممهن، وإظهار، رقيْهن، ومدى تقدمهن، فكرياً، وثقافياً، ومدى احترامهن للرجل، وخصوصيته، َأتناول في هذه الحوارات دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم به، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، ووضع المرأة بشكل عام، في مجتمعها الذي تعيش فيه. وحقيقةً، طبيعة أسئلتي المطروحة، يتناسب مع مستوى، وعلم وثقافة وعمر، من أتحاور معها، وتجربتها بالحياة أيضا، كان لقائي هذه المرَّة، مع الشاعرة والكاتبة الفلسطينية المقدسية والمتألقة والتي تفيض حيوية ونشاطا، وتموت حباً وعشقاً، في مدينة قدس الأقداس، إنها الشاعرة والكاتبة الفلسطينية المقدسية: غادة نفَّاع، والتي تتصف شخصيتها بالذكاء والقوة والشجاعة، والصراحة والوضوح، والروح الوطنية العالية جداً، وروح التحدي والإصرار والصمود الأسطوري، وحبها لوطنها، وشعبها الفلسطيني، والطموحات الكبيرة التي تجول بخواطرها ودمها، والشخصية الراقية، ذات الثقافة والوعي الكبيرين، ولديها فكر وطني تحرري رائع، لديها ثقة بالنفس كبيرة جداً وعميقة، فهي مؤمنة حتى النخاع بعدالة قضيتها، وبحقها وبوجودها على هذه الأرض المقدسة، كأي فلسطيني آخر، يعشق أرضه وشعبه، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:
من هي السيدة غادة نفاع؟؟؟؟
غادة نفَّاع سيدة، مقدسية نشأت وترعرعتْ في البلدة القديمة في القدس، المكان الذي له أثر بالغ في عشقي للقدس، وأزقتها، حاصلة على شهادة بكالوريوس (أحياء وكيمياء) من جامعة بيت لحم
متزوجة وأم لأربعة أولاد، أعمل في شركة للمستحضرات الطبية، في قسم الإدارة العامة، وعملت سابقا في مؤسسة الصليب الأحمر الدولية في القدس، ومن ثم في شركة الطيران الهولندية، و تنوع العمل هذا عمل في صقل شخصيتي، حيث كل تجربة مختلفة تضيف للإنسان معرفة وقوة، ومن هواياتي بالإضافة إلى القراءة والكتابة، أعشق الموسيقى والسفر، استمتع بالاستكشاف في معالم وحضارات وثقافة الدول المختلفة، وكنت لاعبة كرة سلة متميزة، ولا زلت أحب الرياضة وأمارس رياضة المشي ورياضات أخرى.
@ ما هي الأفكار والقيم والمبادئ التي تحملينها وتؤمني بها ؟؟؟
أومن بجميع المعايير الإنسانية، التي تعطي الإنسان حريته وقيمته التي يستحقها، اومن بالحرية بكل أنواعها، حرية الوطن، حرية التفكير، وحرية التعبير، حرية الاختيار، ومن بأهمية احترام حقوق الإنسان، المساواة والعدالة، النزاهة والشفافية وأومن أيضا بالديمقراطية والانفتاح على كل القيم الفكرية والثقافية والاجتماعية وتقبلها. وأومن أيضا بالوحدة الروحية، كما نادي فيها جبران خليل جبران.
@هل يمكن القول أن شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
يمكن القول أن شخصيتي مزيج غريب من أشياء مختلفة، فأنا قوية الشخصية، لدرحة كبيرة، وقوة الشخصية نابعة من ثقتي في نفسي، أعتبر نفسي صريحة ولكن خجولة، منفتحة اجتماعياً نعم ضمن الحدود والتقاليد التي تربيت عليها، فالبيئة والتربية لها الدور الأكبر في شخصية الإنسان.
@ هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟
المرأة لها الحق في أن تعيش حريتها واستقلالها، في جميع مناحي الحياة، بالطريقة التي تراها مناسبة لها، فالمرأة لها كامل الحق، مثل الرجل في العيش بحرية واستقلالية، ولم تُخلق للعبودية والتبعية،قد يكون التركيب البيولوجي للمرأة، قد ألزمها بأمور تعيق تقدمها الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، كالولادة وتربية الأولاد، لكن هذا ليس عائقاً في تحقيق وإثبات نفسها في كافة المجالات، فهي لا تقل ذكاء عن الرجل، بل وقد تتفوق عليه، بدليل أن المرأة العربية عامة، والفلسطينية بشكل خاص، أثبتت وجودها وقدرتها على الإبداع في المجال الاقتصادي والسياسي، ووصلت إلى أعلى المراتب، وأصبحت وزيرة، ورئيسة بلدية، ومحافظ، وقاضي وغيرها، ولا ننسى أن المرأة، ومنذ القدم، شاركت الرجل في العمل الميداني والسياسي.
@ما هي علاقة السيدة غادة بالكتابة والقراءة؟؟؟؟ هل لديك مؤلفات شعرية ودواوين وقصص وخلافه؟؟؟
بدأت بالكتابة مؤخراً، ليس لسبب مباشر، ولكن لا أعرف لماذا بقيتْ الكتابة مأسورة في نفسي، وروحي، وقررت أن أفتح كل الأبواب الموصدة، والمغلقة أمام وجداني، ورومانسيتي، قد لا أكون شاعرة، أو أديبة، بالمعنى الحرفي للكلمة، وقد لا أكون محترفة، في تطويع اللغة، واختيار المفردات، ولكن أكيد، بأن لي القدرة على إيصال أحاسيسي للقارئ بانسياب شديد، لأنه لدي إحساس عالي جداً، وكل كلمة أكتبها، أشعر بأني رتبتها، ودللتها، وزينتها، حتى أصبحتْ بهذا الشكل، أشعر بأن لغتي مختلفة، يفهمها كل إنسان، يفكر بوجدانه، فكلماتي تعانق روحي، لقد نشرتُ بعض الكتابات، في المجلات المحلية، وبعض المواقع الالكترونية، فأنا أكرر أني بدأت الكتابة حديثاً جداً، وبصراحة اكبر، وجدت تشجيعا من الجميع، وأدرس الآن موضوع عمل ديوان، أو مجوعة شعرية، تريد شيئاً من كتاباتي التي لم تنشر بعد؟؟؟ قالت واليك هذه القصيدة الشعرية من قصائدي، أرجو أن تنال إعجابك، وهي بعنوان: همسات خريفية:
لملمتُ صفاتك المتناثرة في كل ركن من سمائك، تبلورتْ المسافات بيننا، فاختزلتها بوهج نظراتك،
علمتني عيونك، دروساً غامضة، فاستعنتُ بقاموسك، رسمتُ خيوطاً بيننا، ظللتها بوشم سحر رموشك، ترمقيني بكبرياء جميل، ويبتسم كل ما فيك، وثغرك، تمشي على عزف نبضي، وتتركين أثراً على الرمل، أحاسيس ليستْ بعبثية، تطلق العنان لأحلامي، انتظرتُ على قارعة الطريق، وإذا بي أرى القمر بدراً، عشقتُ الخريف من عشقك، وسكرتُ من ألوانه، وخمرُ عيونك، تتدفق الأفكار بك، في مخيلتي، كشلال مياه لا نهاية له، أحاول أن أترجمها للغاتي، لأعيد ترتيب ذاتي، غيابك ليس فقط يؤرقني، بل يبعثرني، ويعلن شتاتي، لقد أضاءتْ بك، غياهب الظلمات، وتلاشت بيننا الأزمان والمسافات، لم تعد الأيام والسنون في حسباني، لأنك آخر قصائدي وألحاني.
@ آنت سيدة من سيدات القدس، هل لك أن تحدثينا لماذا مدينة القدس مقدسة، ولماذا تغنَّى واهتموا بها الشعراء والعظماء؟؟؟
أنا فخورة بأني من القدس، التي أعشقها، والاهتمام بها كان منذ بدايات التاريخ، فالقدس، هي مهد الديانات السماوية، ومن هنا تنبع قدسيتها، ولذلك سميت بالأراضي المقدسة، هذا أيضا أعطاها أهمية سياسية، وتاريخية، وأصبحت مطمعاً للاستعمار عبر العصور، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، ومناخها المتميز.
@مدينة القدس، مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين، وليس لها أهمية دينية تذكر، لدى اليهود، كونها لا تحتوي أي مقدسات دينية يهودية، وليس لليهود صلة بها، هل لك، توضيح أهم المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية بها؟؟؟
بالنسبة للمسيحيين، فهناك المئات من الآثار والكنائس القديمة، منها ما دمر، ومنها ما هو موجود، ولكن من أهم المقدسات المسيحية في القدس، هو كنيسة القيامة، في البلدة القديمة، وتكمن أهمية هذه الكنيسة، في احتوائها على قبر السيد المسيح، وثانياً طريق الآلام، وهو الطريق الذي سلكه السيد المسيح، حاملاً الصليب، عندما ساقه الرومان، ويتكون درب الآلام من 14 مرحلة، تبدأ من مدرسة راهبات صهيون، حتى تصل إلى قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة، وهناك أيضا كنائس مهمة، منها كنيسة الجثمانية، وكنيسة الصعود، الذي صعد منها السيد المسيح. أما بالنسبة للاماكن المقدسة الإسلامية، فطبعاً أبرزها وأهمها الحرم القدسي الشريف، والذي يضم بداخله، المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهناك مسجد الخليفة عمر لن الخطاب قرب كنسية القيام، وعشرات المساجد منتشرة بكافة أنحاء المدينة.
@هل لك سيدتي توضيح معاناة أهل القدس، من الاحتلال الصهيوني المجرم، وما سببَّه من معاناة لهم، سواء في مجال التعليم أو بغيرها والتنقل بين مدن الضفة والقدس، وزيارة المسجد الأقصى وكنسية القيامة، وخلافها
المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني بشكل عام، وأهل القدس بشكل خاص، فهي لا حدود لها، ومستمرة حتى يومنا هذا، والهدف الأهم من هذه المعاناة، هو تهجير أهل القدس وتهويدها، يحاول الاحتلال الغاشم، طمس كل ما هو فلسطيني وعربي في القدس، بدءا بالأماكن الأثرية والشوارع والتاريخ، مرورا بالمناهج التعليمية، أما الحواجز التي وضعها الاحتلال، بين الضفة الغربية والقدس، وبين مدن الضفة نفسها، وذلك لتقطيع أوصالها، فهي حكاية بحد ذاتها، فأولا بذلك تمنع الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، وهو الصلاة في الأماكن المقدسة، وان حصل الفلسطينيون على التصاريح اللازمة لمرور الحاجز، للوصول إلى القدس، فتبدأ رحلة الذل والمعاناة، وحتى أهل القدس، يشعرون بالمهانة بالنسبة لهذا الموضوع، فوجود الجيش الإسرائيلي مثلا على باب المسجد الأقصى الشريف، للتحكم بمن يدخل أو يخرج، أو من يصلي أم لا، فهي معاناة حقيقية. والمعاناة من المستوطنين المتوحشين، واعتداءاتهم على السكان. أما بالنسبة للمعاناة الأخرى، بالنسبة للضرائب مثلا، المفروضة في القدس، فهي كفيلة بأن تجعل المواطن الفلسطيني، إما أن يهاجر من القدس، إلى أي دولة في العالم، أو أن يترك القدس، ليعيش في الضفة الغربية، فضريبة السكن التي تعرف ب(الارنونا)، وضريبة الدخل، وضريبة التلفزيون والتامين الصحي، وضريبة الأملاك، وطبعا مع التمييز العنصري الواضح، بين دخل الفلسطيني ودخل الإسرائيلي، وطبعا الاستحالة في الحصول على ترخيص للبناء، حتى لو امتلك الفلسطيني ارض، هي طبعاً سببها تعجيز المواطن الفلسطيني من البقاء في أرضه، ولا ننسى قطعان المستوطنين، الذين يزيدون من آلام الفلسطينيين، بالتعدي على أراضيهم، والعبث في مزروعاتهم وسرقتها، وضرب سياراتهم بالحجارة، والتعدي على أراضيهم، ومنعهم من جني محصول الزيتون، كل ذلك يتم بحماية الجيش الإسرائيلي للمستوطنين، وطبعا الكل ملم بما يحصل الآن في القدس ومن التعقيدات المتعلقة بلم شمل العائلات، وإضافة الأولاد، في هويات المقدسيين، وكل ذلك لتقليص اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في القدس، وزيادة عدد اليهود، فأنت تعلم بأن عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين، الذين يمتلكون بيوتاً في الضفة، ويحملون الهوية المقدسية اضطروا لاستئجار بيوت تابعة لبلدية الاحتلال، ودفع الضريبة، ضريبة السكن والكهرباء، وذلك للحفاظ على هويتهم المقدسية، وقد يطول شرح المعاناة هنا بالنسبة لأهل القدس، فهي تحتاج إلى فصول وفصول في كتب الحياة. هنا أود أن أقول عن المعاناة والألم: فلسطين يا لغة موجوعة، تبكي أنين السنين، وشهقاتك غير مسموعة، الموت فيك مُباح، وشهداؤك موسوعة،
اندثر فيك التاريخ بأيادٍ مزروعة، هدفها تشويه الحقيقة، وفيها الحرية مقلوعة، مهما تقلصت مساحاتك، فخارطتك بالقلب مزروعة، هيهات تعود لنا يا بحر بشواطئك المسكونة، لن نرضى بأن تكوني من الأطلال، وستبقى راياتنا مرفوعة، حضارات لا يمكن تجاهلها، ففي القرآن والإنجيل، القدس مقروءة.
@هل لديك سيدتي إمكانية لتوضيح ما يصرفه اليهود من اجل تهويد القدس، وما يصرفه العرب والمسلمين من اجل الحفاظ على قدسية القدس عربية إسلامية؟؟؟ واليس العرب والمسلمون مقصرين كثيرا بحق القدس؟؟؟
طبعا مليارديرات اليهود، يدعمون مشروع تهويد القدس، ويضخوا الملايين، وحتى المليارات لمشروع القدس الكبرى، وزيادة أعداد المستوطنين، وتقليص عدد الفلسطينيين، ومن أهم الممولين
ميسكوفيتش، الذي اعل عن مشروع القدس الكبرى، وبنى أكثر من 26 حي يهودي في البلدة القديمة، واشترى أيضا 560 دونماً في بلدة سلوان، ومنظمة (اليعاد) وهناك مع الأسف الكثير من المنظمات والأثرياء اليهود، الذي يدعمون هذا المشروع. أما بالنسبة للعرب، فمع الأسف برأيي الخاص، لا يصرفون أي شي،ْ وأصبح الآن دعم القدس شبه متلاشي، واصلاً لو كان هناك دعم يذكر، وأنا أشير إلى الدعم المعنوي، ووقوف العرب يداً بيد، للحفاظ على المقدسات، لكنا لم نصل إلى هذه المرحلة، لكن الشعارات والمؤتمرات والصناديق، وكل ما كنا نسمع به، لم يكن له التأثير الحقيقي، نحن نفتقد إلى الوحدة، ففي الوحدة قوة لنا، والإسرائيليين يعملون على مبدأ: (فرق تسد) وهذا ما يحدث، فعلاً الآن.
@كلمة تودي أن توجهها السيدة غادة نفاع، للعرب والمسلمين، من اجل القدس، فماذا تقولين لهم؟؟؟؟
أوجه كلمة ليس للعرب والمسلمين فقط، بل لكل إنسان، عنده ضمير وطني، وإنساني، أن يعمل كل ما بوسعه، ليتحقق السلام والأمان في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وفي فلسطين بشكل خاص، وأن نحقق ما درستاه طوال حياتنا، ولم نراه على أرض الواقع، ما يسمى بالوحدة العربية، فالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تمر بأخطر اللحظات، وأصعب الأوقات، فقد بلغ التعنت الإسرائيلي أوجه في القتل والتشريد، وهدم المنازل والحصار الاقتصادي، وفوق هذا كله هدم الأقصى المبارك، وبناء الهيكل على أنقاضه ؟؟؟ إلى متى الصمت هذا؟؟ إلى متى الصمت العربي والإسلامي؟؟ ماذا يمكن أن يحصل أكثر من ذلك، لنستعيد الشعور بالعروبة والكرامة؟؟؟
سؤال لن أستطيع الإجابة عليه، وآمل أن يستطيع ذلك كل من يقرأ هذه المعاناة والألم، بين حروفي، والتشاؤم والنزف بين سطوري. قالت واليك هذه القصيدة من أشعاري، أرجو أن تنال إعجابك وتقديرك:
اقتلعوني من أرضي، وطردوني من وطني، ولم يعرفوا أنهم لن، يستطيعوا طرد روحي، التي انغرستْ قبل ولادتي، في تراب بلادي، لم يعرفوا أن شهيقي وزفيري، يتوقفْ بدون أكسجين فلسطيني، رضعنا الشموخ والكبرياء، وتغذينا على الإخلاص والولاء، لا تستهين بقلبي الموجوع، لم ينبض إلا للأسير والشهيد، لذا، فهو ينبض باستمرار، يا نجمة فلسطين، يا قدس الأحرار، ستعودين في قلب الثوار، وتحتفي بك كل الأشعار.
@ما هي أحلامك وطموحاتك الخاصة والعامة؟؟؟
أحلامي العامة طبعاً، التحرر والعيش في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأحلم بأن نبني جيل فلسطيني واع، ومثقف، ليساهم في بناء العدالة المجتمعية، ويكون رائداً للتنمية وكل ذلك، ضمن إستراتيجية شاملة للدولة، لتخدم قضايا الشباب، الذين هم عماد المجتمع والمستقبل، أما بالنسبة لأحلامي الخاصة، فأحلم بأن أصل بمفرداتي إلى قلوب الناس، وأترك بصمة فارقة عبر كلماتي وقصائدي التي تنبع من أعماق وجداني، وأن أحقق ذلك من خلال عمل، إن شاء لله سيكون مميزاً ومشرقاً، ويعكس إيجاباً دور وقدرة المرأة الفلسطينية على العطاء والإبداع. وقالت إليك هذه القصيدة من قصائدي، وهي بعنوان: إلى متى ستستمر غربتنا:
نعيش في غربة وطن، في وطننا وأرضنا ولكن ! هل وُلدنا في غير زماننا؟؟ هل وُجدنا في غير مكاننا؟؟ نريد أن نسترجع التراب، الذي نعشق نكهته، نشتاق لوطننا، ونحن نعيش فيه، لأن الحنين لتاريخه يزداد، لن تبقى يا وطني جرحاً ينزف، ولا سحابة غيم تدمع، لن نسمح بأن تُقتل أحلامنا، ولن نسمح أن يعيش الموت بيننا، وأن نبقى هائمين على عبثية وجودنا، سأكتب هنا، ما يجول في خاطري، وما يموج في خيالي، في كل حالاتي واقتباساتي، أحاكي الغروب وزخَّات المطر، أرسم وجهك، ملامح ياقوتية، أبوح للشمس عن افتتاني، أما القمر، فقد ملّ من أشجاني، لا تظني أن هذا طيش أو جنون، بل هذه أسطورة العشق للعيون، تتسلسل الدموع والابتسامات، فهذه فصول الحياة، قد تكون ربيعية ومزهرة، أو خريفية متساقطة، وتنهمر الأمطار، وتتغير الأقدار، تفيض المشاعر وتلتحم الأسرار، تختلج في نفسي الحروف، وتنطق نظراتي بها بشغوف.
انتهى موضوع : حوار مع الشاعرة والكاتبة المقدسية غادة نفاع
ومعاناة القدس وأهلها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.