نشرت "البيت العربي"، وهي ملحق شهري لمجلة " العربي " الكويتية الشهيرة، في عددها الأخير لشهر آذار\مارس 2013 تحقيقاً مطولاً عن تصاميم الفنانة الأردنية لمى حوراني، مرفقاً بصور ملونة لأعمالها الاخيرة والتي عرضت في قاعة "فا" في الكويت في شهر شباط\فبراير الماضي. ففي تحقيق أعدته الصحفية سناء محمود مع المصممة لمى حوراني و إحتل أربع صفحات من ملحق" البيت العربي" ، وتصدر موضوعه الغلاف الذي زين بصور لقطع مجوهرات حديثة لها، كتبت سناء محمود: إن "الفن والمرأة والجمال والحياة عناصر أربعة إجتمعت في أعمال مصممة المجوهرات الأردنية لمى حوراني، والمستوحاة في أسفارها الكثيرة وثقافتها العربية الغنية بتراثها ما يفسر حماس جامع الحلي في أنحاء العالم لإقتناء أعمالها. وأضافت سناء محمود" انه منذ معرضها الأول في العام 2004 سعت لمى حوراني للحصول على الرابط السحري ما بين التصميم والعاطفة، ما يجعل قطعة الحلي سهلة الوصول، إضافة الى كونها مثيرة وتحريضية." وتنتهي الى القول بأن تصميمات ومجوهرات لمى حوراني مستمدة من إعتقادها بأن الحداثة والمعاصرة لا تُضَّحي بالضرورة بالتقاليد والميراث الجميل، مما يضفي على قطعها طابع الكلاسيكية المحدثة. ومما جاء في التحقيق:- "إختارت حوراني أن تسمي مجموعة حليّها الجديدة لخريف وشتاء هذا العام ب " الأيدي المباركة"، حيث تتشكل المجموعة من خلال تصاميم لطيور تتحول الى أياد بشرية مرصعة بلأحجار الكريمة والرموز الخاصة بالفنانة." تقول حوراني" أنها عملت بشكل عفوي على تخطيطات لطيور محلقة ما بين الأرض والسماء، متحدية الجاذبية، مدفوعة بقوة الحرية التي تمتلكها تتجاوز المسافات والارتفاعات، بعد أن رأت في هذه الطيور رموزاً للحرية والإنعتاق التي تتطلع اليها في المنطقة العربية". و تضيف الصحفية سناء محمود: "لا تلبث طيور حوراني أن تتخذ شكل اليد، وهي التي ترمز في الثقافة المحلية والشرقية الى التقية من الشرور والحسد، حيث كثيرا ما توضع على أبواب المنازل، أو بالسيارات أو تستخدم كحلية". وسَّعت حوراني نطاق إستنطاق رمزية اليد أكثر لتعني، في حالتنا العربية، القوة والعزيمة والمهارة، والطموح لاكتشاف فرص جديدة، كيف لا واليد هي أداة الإنسان الأولى لتغيير بيئته وصنع قدره ومصيره، وتقول " هل هناك أجمل من اليد لإستثارة الحماس وبعث العزيمة؟! إننا نرى نساءنا المبدعات في بيوتهن يعتمدن على أيديهن في صناعة المطرزات والصناعات اليدوية الجميلة، من أجل العيش الكريم والإنفاق على الذات وعلى العائلات". و ترى لمى حوراني في تصاميمها الجديدة شارات مميزة وهوية خاصة للشباب والنساء ذوي الإرادة والتصميم والثقة بالنفس. أما الاحجار المستخدمة فتضم حجارة كريمة وشبه كريمة، مثل المرجان والفيروز والعقيق واللؤلؤ، واللابيز والمالاكايت والأونكس وغيرها وهي حجارة تحفل بالألوان الدافئة والصريحة التي تضفي على مرتديها شعوراً بتحدي أجواء الخريف والشتاء الباردة. مصادر الإلهام:- وعن مصادر الهامها تقول لمى حوراني إن الإلهام يأتي من رحلاتها: " مثلما يلهمني الفن والهندسة المعمارية، ولكن البشر هم مصادر إلهامي الدائم! يمكن أن تكون شرارة الإلهام نابعة من جدار ملون، أو سوق للخضر، أو من امرأة جميلة أو مشهد فني يستنسخ الشارع فيلطلق فيَّ المشاعر، أو ربما تكون صورة من الذاكرة". آليات التصوير:- تحمل لمى حوراني معها آلة التصوير لالتقاط صور الأشياء التي تحبها ؛ ومن ثم تقوم بإعداد لوحة للألوان المختارة، حيث تجمع الصور التي التقطتها لتكون "باليتة" الألوان. بعد ذلك تبدأ بتنفيذ رسومات أولية، تحمل اتجاهات ومكونات تتحول بعد ذلك إلى رسوم بالحجم الحقيقي يتم تطويرها تقنيا وتجميعها يدويا في ورشة عملها بعمّان، حيث يتم إدخال قطع الحلي ضمن تصميمات تحدد درجات وثيمات الألوان التي إختارتها لكل مجموعة. وتحرص لمى حوراني دائما ليكون تصميمها أصليا، وفريدا. وعادة يستغرق تنفيذ كل مجموعة بين 3 و 6 شهور، وكل قطعة واحدة من المجوهرات يمكن أن تستغرق صناعتها ما بين ساعتين وعشرين ساعة. بين الأسفار والعمل:- حين سئلت عن كيفية موازنتها بين عملها وحياتها وسفرها؟ قالت: " أنا محظوظة جدا بأن يرتبط السفر مباشرة بالعمل وتوفير المصادر، إني أجمع المواد التي أريدها من كل بلد أزوره، ويلهمني الناس المذهلون الذين ألتقيهم. أخصص وقتا لكل شيء أحبه. ولقد التقيت خطيبي حين كنت أبحث عن مصادر عملي خلال رحلة إلى بالي ( إندونيسيا )! أعتقد أن كل الأمور تتصل ببعضها اتصالا تاما، ويخلق كل شخص توازنه الخاص! بالنسبة لي أخد أن مفتاح وجود حياه متوازنة هو الراحة لبعض الوقت من حين لآخر. لدي قائمة من البلدان والثقافات التي أحب أستكشفها، لتقدم لي تجارب ترتقي بروحي وتحفز حواسي! إن من السهل أن تتخلي عن الأحلام والتطلعات، وتقولين لا أستطيع أن أفعل هذا أو ذاك حقاً ، إنها أمور تتطلب الكثير من الجهد والعمل الشاق، ولكن يمكنك إنجاز كل ما جعلت عقلك وقلبك مؤهلين له... يجب أن تؤمني بإمكان تحقيق ذلك ! لدي "جدار أحلام" في بيتي، أضع كل شيء فوقه، من حذائي المفضل، إلى منزل الأحلام، مع الشخص الملهم! يجن أن أقول أن الثقافة العربية غنية جدا وملهمة، وهذا هو السبب في أنني أسافرلأمزج بين هذا الثراء في ثقافتنا مع نداء المعاصرة/ وصولاً إلى قطعة فريدة من نوعها تلبى توقعات جمهوري."