الداعية د. خالد راتب يقدم تفسيرا لمقاصد سورتي ” مريم ” و” طه”

يواصل الداعية الدكتور خالد راتب تقديم شرح وتفسير مجمل ومبسط لمحاور ومقاصد القرآن الكريم(15)
الجزء (16)ويقول |:
أولا: (سورة مريم) :
محا ور السورة تدور حول الإيمان بوجود الله تعالى ووحدانيته وبيان منهج المهتدين ومنهج الضالين، وبيان القدرة الإلهية التي تعطى في وجود الأسباب وعند انعدامها، فالسيدة مريم تنجب دون زواج، وزكريا يرزقه الله الولد بعدما بلغ من الكبر عتيا.
1- عرضت لقصص بعض الأنبياء مبتدئة بنبي الله زكريا -عليه السلام- الذى بلغ من العمر عتيا ،وكانت امرأته عاقراً فدعا الله تعالى دعاء الملهوف بأن يرزقه غلاما صالحا، فاستجاب الله له ووهبه يحيى -عليه السلام-رغم انعدام الأسباب ،ثم ذكرت الآيات المعجزة الإلهية في قصة السيدة مريم ،وإنجابها لطفل من غير أب؛ ليدل ذلك على قدرة الله وعظمته من الآية:(1-39).
2- تحدثت عن قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه ، ثم أثنت على رسل الله:(إسحاق ،ويعقوب، وموسى، وهارون ،وإسماعيل، وإدريس، ونوحاً ) عليهم السلام ، وذلك لإثبات وحدة الرسالة وتوحيد الدعوة إلى الله ،وذكرت قصة موسى -عليه السلام- ونداء الله تعالى له ،كما تطرقت الآيات للحديث عن بعض الأنبياء وصفاتهم العظيمة، من الآية:(40-58).
3- حذرت الآيات من إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ورغبت بالتوبة وأن جزاء التائبين الجنة، ثم تحدثت عن بعض شبهات المكذبين للبعث والنشور وردّت عليها بالحجج والبراهين ،وختمت السورة بمآل السعداء والأشقياء، من الآية:(59-98).
ثانيا: (سورة طه):
المحور الأساسي الذى تدور حوله سورة طه هو القرآن الكريم، وموقف الناس من هذا الكتاب، والتذكير بالعناية الإلهية التي يتحصل عليها العبد.
1- تثبيت وتركيز أصول الدين عن طريق القرآن الذى نزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-لتسعد البشرية به، ولم يكن فيه شقاء؛ وذلك لأن الذى أنزله الرحمن، ثم تتابعت الآيات لتشد من أزره –صلى الله عليه وسلم-وتقوّي روحه حتى لا يتأثر بما يُلقى إليه من كيد وعناد واستهزاء وتكذيب، ولإرشاده أن وظيفته الأساسية الإرشاد والتبليغ لا إجبار الناس على الإيمان، الآيات من:( 1-8).
2-عرضت الآيات لقصص الأنبياء –تسلية وتسرية للدعاة والسائرين على الحق وعلى رأسهم –  -فذكرت قصة موسى -عليه السلام- ونعمة الله عليه باستجابة دعائه وإعطائه سؤله، ومن هذه النعم:
اختياره للذهاب مع أخيه إلى فرعون لتبليغ الدعوة ، ثم ذكرت الحوار الذي دار بين موسى وفرعون، وما كان من أمر السحرة وسجودهم لرب العالمين.
العناية الإلهية لموسى وقومه وإنقاذهم وإهلاك عدوهم، وتذكّرهم بنعم الله الكبرى ومننه عليهم ، حيث وصَّاهم بشكره عليها .،الآيات من:(9-76).
3- تذكر الآيات انتكاس بني إسرائيل، ورجوعهم عن الحقّ بعبادتهم العجل، من الآيات:(77-98).
4- ذكر الله تعالى هذه القصص للتأسي بها والاعتبار وهددت الآيات الجاحدين المعاندين لله تعالى بعذاب شديد يوم القيامة ، وجاءت الآيات بعدها لتتحدث عن أهوال القيامة ، الآيات من:( 99-112).
5- تحدثت الآيات عن معجزة القرآن الكريم ، منبهة رسول الله  بألاَّ يعجل ويشق على نفسه في حفظه من قبل انقضاء الوحي ، ثم تحدثت الآيات عن قصة سجود الملائكة لآدم عليه السلام وإغواء إبليس له وهبوطه للأرض، وحذّرت الآيات المعرضين عن ذكر الله بعذاب أليم يوم القيامة ،ثمّ أتت الآيات تصبّر رسول الله وتأمره بالتسبيح لله في كل حين، وأن يأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها ، وختمت ببيان عاقبة الأمم السابقة، الآيات من:( 99-135)