ما بين ارتفاع وانخفاض السهم البياني لضحايا وباء “الكورونا” بشكل جنوني حول العالم، وبين ارتجال بعض حكومات الدول المتقدمة في إدارة الأزمة الكارثية، وتبادل الإتهامات بين البعض الآخر، مع تسابق العلماء والباحثين للوصول إلى عقار أو مصل للقضاء على الفيروس القاتل، ثم إنغماس الشعوب في الدين ، وتهافت الدعوات إلى الدعاء الخالص لله سبحانه وتعالى لإزالة الغُمة ، والخلاص من الجانحة التي يعاني منها البشر على امتداد الكرة الأرضية ، إيماناً بإن الدعاء الصادق والتقرب إلى الله هو ملاذنا الوحيد، فهو وحده من يمتلك القدرة على طهارة النفوس بل الكون كله ، ثم نرى من أصابهم الهوس بنشر التنبؤات بقروب نهاية العالم تارة، وتارة أخرى يتفننوا في نشر أخبار عن نيازك وتغيرات فلكية كارثية قادمة، محددين التاريخ باليوم والساعة والثانية ، فنرى الذعر يجتاح شرائح من البشر إيماناً منهم بعلم الفلك والأبراج وأيضاً ايماناً بالغيبيات وغيره .. !! العالم اليوم في حالة هوس وجنون لعدم قدرته على السيطرة، أوالقضاء على فيروس يصفونه بالتافه والصغير!! في حين أنه جعل أحياء الكون من البشر بمختلف الجنسيات، والأعمار، والقوى يقفون يؤدون له “تحية رعب واحترام ” .. حتى أصبحنا نلحن له الأغانى، ونصنع عليه النكت والفكاهات، أصبحنا نتنفس أخباره كالماء والهواء، بعدما أجبرنا على المكوث في مساكنا لا سيرة لنا إلا هو ( وكيف لا يكون ذلك كذلك ونحن قابعون أمام وسائل الإعلام المختلفة ليلاً ونهاراً) نتلقف آخر أخبار الكورونا ، مشدوهين أمام مؤشر الوفيات، وخطه البيانى وهو يكاد يخترق سقفه بلا حدود في مناطق وينخفض بمناطق أخرى في ثواني معدودة .. ! نفس الوقت الذى تدار فيه الحروب من حولنا، هو نفس الوقت الذى ينتهز فيه الإرهاب انشغال الجميع بالجانحة فيخطط، ويقبع داخل مربعات سكنية ليمارس إرهابه على مواطنين مسالمين كما حدث بالأميرية .. ولولا يقظة الأجهزة الأمنية المصرية التي كانت للإرهاب بالمرصاد لراح المئات ضحايا للإرهاب في تلك العملية، بعدما فقدنا شهيد بعمر الزهور هو المقدم محمد فوزي الحوفي- في الجنة ان شاء الله- ووقوع ضحايا من خيرة أبناء مصر، والداخلية المصرية دفاعاً عن المواطنين وحفاظاً على الأمن .. ونقيس على ذلك استمرار مثل هذه العمليات في مناطق أخرى بالعالم، فهى لم تتوقف رغم جانحة الكورونا !! السؤال هنا : هل ما يحدث من استمرار للحروب وزعزعة الأمن الداخلى في مصر و المنطقة العربية يوضع تحت عنوان هوس وباء الكورونا ؟ !! بالطبع لأ .. ان ما يحدث هو شيء مدروس ولم يقف امامه وباء عالمي، بل إنه إصرار متعمد للسيطرة على خيرات ومقدرات لموقع عالمي متميز، انها حرب البقاء، انها حرب قذرة – تسعى للتخلص من زيادة الحمولة لتفسيم ثروات العالم-، لا فارق فيها لجنسية أو موازين قوة .. الفارق الوحيد سيكون مع صاحب الوعي والنظرة الثاقبة، وسينجو لأنه سيكون الأثبت إقتصاداً ، والأقوى والأركز عسكرياً . لنتجنب كل الإحتمالات التي وضعت أمامنا، وإذا كانت الكورونا لم توقف الحروب و المعارك ، فدعونا نقف أمام الموت والفناء بكل شجاعة، نحن نواجهه من خلال الحروب ومواجهة الإرهاب، ونواجهه من خلال وباء الكورونا، إذن لنواجه الموت ونحن على قيد الحياة بشجاعة وإيجابية ، لنكن قدوة امام من سينجو من أجيال المستقبل، لنلتزم بأسلوب الحياة الواعية ونأخذ بمعطيات النجاة ، العمل الجاد والإستمرار في الإنتاج مع الإلتزام بالحيطة التامة، فالإنتاج هو السبيل الأمثل للعبور من الأزمة، الاهتمام والتسابق لتحقيق قفزات بالبحث العلمي وبراءات الإختراع ضرورة حتمية آنية، تماسك قوى الشعب المتكافل مع الدولة واجب وطنى وطوق نجاة ، والسبيل الوحيد لوصول السفينة لبر الآمان وحجز مكانة عظيمة بخريطة العالم الجديد .. عالم لا يعترف بالضعفاء، أوالجهلة والفقراء . كن قوة إيجابية لبلدك واستغل وقتك للعمل على زيادة دخلك، إدعم اقتصاد بلدك حتى من داخل بيتك ، استخدم لغة العصر قم بالتسويق، والعمل من خلال الإنترنت .. نمى وطور قدراتك بدلاً من الجلوس والبكاء على الحال، فمتابعة أخبار محبطة على مدار الساعة سيجلب نهايات محزنة، ويضعف مناعة المقاومة على الصعيد الإنسانى، والأمنى لنا كشعب مصر الصامد .. القادر على تحدى الصعاب وعبور الأزمات .. كن طاقة إيجابية متفائلة لك ولمن حولك .. إيجابيتك سر نجاتك .. حفظ الله مصر والوطن .