هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما النظام السوري بالتدخل عسكريا إذا ما نقلت دمشق أو استخدمت أسلحة كيمائية مؤكدا أن واشنطن تعتبر ذلك "خطا أحمر" قد تكون "عواقبه هائلة". وعلى صعيد آخر أكدت وزارة الخارجية اليابانية مقتل الصحافية اليابانية بميكا ياماموتو أمس الإثنين خلال تغطيتها للمعارك في حلب . هدد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين بالتدخل العسكري في سوريا في حال قام نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام او نقل اسلحة كيميائية معتبرا هذا الامر "خطا احمر". وحذر الرئيس الاميركي من ان اي نقل او استخدام للاسلحة الكيميائية في سوريا يشكل "خطا احمر" بالنسبة الى الولاياتالمتحدة وقد تكون له "عواقب هائلة"، في انذار واضح لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال اوباما في مؤتمر صحافي غير متوقع "حتى الآن لم اعط امرا بالتدخل عسكريا" في سوريا. وتدارك "لكن اذا بدأنا نرى نقلا او استخداما لكميات من المواد الكيميائية فذلك سيغير حساباتي ومعادلتي". واضاف ان مسألة هذه الاسلحة التي اقرت دمشق بحيازتها لمخزون مهم منها لا تعني "فحسب (...) سوريا بل ايضا حلفاءنا في المنطقة ومنهم اسرائيل. هذا الامر يقلقنا. لا يمكن ان نشهد وضعا تقع فيه اسلحة كيميائية او بيولوجية بين ايدي اصحاب السوء". وتابع "كنا واضحين جدا مع نظام الاسد، وكذلك مع قوات اخرى موجودة على الارض". واكد الرئيس الاميركي "اننا نراقب الوضع عن كثب، ووضعنا خططا عدة ، كما ابلغنا بوضوح وحزم جميع القوى في المنطقة ان المسألة خط أحمر بالنسبة الينا وستكون لها عواقب هائلة". من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين امام المبعوث الدولي والعربي الجديد الاخضر الابراهيمي ان لا حل سياسيا في سوريا مع بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة، في حين ردت دمشق على الابراهيمي معتبرة عكس ما قال ان لا حرب اهلية في سوريا. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن انه يجب اجراء مباحثات مع روسيا لتضييق الخناق ماليا على نظام الاسد، مؤكدا ان النزاع الدائر في سوريا يكلف دمشق مليار يورو شهريا. وندد بنظام "غير انساني يديره مرتكب مجازر"، مؤكدا ان فرنسا لا تعتزم التحرك عسكريا في سوريا خارج اطار دولي سواء أكان الاممالمتحدة ام حلف شمال الاطلسي. وتعارض روسيا والصين اتخاذ اي اجراء في مجلس الامن الدولي ضد النظام السوري، لا سيما لجهة فرض عقوبات عليه. ميدانيا، لا يزال المقاتلون المعارضون للنظام السوري يسيطرون على عدد كبير من احياء حلب ثاني اكبر المدن السورية، منذ ان اعلنوا في العشرين من تموز/يوليو "معركة تحرير حلب" التي وصفها الاعلام الرسمي بانها ستكون "المعركة الحاسمة". ومنذ ذلك الوقت، احرزت قوات النظام تقدما على الارض في حي صلاح الدين الذي لا يزال يشهد "حرب كر وفر وحرب شوارع" بحسب المعارضين. بينما شهدت احياء اخرى من المدينة التي بقيت لفترة طويلة في منأى عن الاضطرابات التي تهز البلاد منذ 17 شهرا، تدميرا كبيرا نتيجة القصف العنيف الذي تستخدم فيه الطائرات المروحية والحربية. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات الاثنين قرب المحكمة العسكرية ومقر حزب البعث العربي الاشتراكي في حي الجميلية القريب من وسط حلب، تلت اشتباكات في حي سليمان الحلبي في شرق المدينة. كما افاد عن تعرض احياء بستان الباشا (شمال) والشعار وطريق الباب (شرق) وسيف الدولة والاذاعة (غرب) وبستان القصر ومناطق في حي صلاح الدين (جنوب غرب) للقصف من القوات النظامية. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان "قصفا بالطيران الحربي" استهدف عصر الاثنين حي الفردوس في جنوب حلب وتسبب بتدمير قسم كبير من مدرسة الوليد بن عبد الملك. في حي سيف الدولة (غرب)، قالت صحافية في وكالة فرانس برس انها شاهدت اشتباكات عنيفة، و"دبابة تطلق النار على كل ما يتحرك". في حي الانصاري (غرب)، رأت الصحافية عددا من النساء والاطفال يحتمون في مدخل منزل تحت السلالم. وقالت احداهن وهي في الاربعين من عمرها بعصبية لفرانس برس "الى اين نذهب؟ لا مكان لنا لنهرب اليه. الاطفال بدأوا يعتادون على اصوات القذائف، لكنني اخشى عليهم كثيرا". وذكر المرصد السوري نقلا عن ناشطين قولهم ان صحافية يابانية اصيبت بجروح بالغة الاثنين عندما كانت تغطي المواجهات في احد احياء حلب. وقال ناشطون في حي سليمان الحلبي في وسط حلب حيث كانت تدور المعارك، ان الصحافية اصيبت بجروح بالغة ثم نقلت الى المستشفى بحسب المنظمة غير الحكومية التي تسعى الى التحقق من "معلومات متناقضة" عن مصيرها. في ريف دمشق، نفذت القوات النظامية حملة عسكرية في بلدتي معضمية الشام وداريا جنوب العاصمة اعتقلت خلالها اكثر من 150 مواطنا. وقتل في العمليات 21 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين وعدد من الجنود النظاميين. وكانت احياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب العاصمة وجوبر في شرقها شهدت اشتباكات. كما افاد المرصد عن العثور على 12 جثة مصابة بطلقات رصاص لعشرة رجال وطفلين في حي القابون في جنوب العاصمة، ولم تعرف ظروف قتل هؤلاء الاشخاص. وتدور اشتباكات في مدينة درعا (جنوب) بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية قتل فيها ستة مدنيين، وجاءت بعد قصف مركز وعنف طال قرى وبلدات في ريف درعا لا سيما بلدة الحراك التي وقعت فيها اشتباكات عنيفة بعد ساعات من القصف. وذكر المجلس الوطني السوري المعارض ان النظام السوري "يشن لليوم الثاني هجوما وحشيا على المدينة، مستخدما الطائرات المروحية والدبابات والمدفعية الثقيلة"، موضحا ان الهجوم يأتي بعد "قرابة ثلاثة أشهر من الحصار الخانق". واعلن المجلس الحراك "مدينة منكوبة"، مشيرا الى انها "تعاني كارثة انسانية". وقال المرصد انه تم العثور في الحراك على ست جثث "اعدم اصحابها ميدانيا"، من دون ان يذكر منفذي هذه الاعدامات. في هذا الوقت، انتهت منتصف ليل الاحد الاثنين المهمة الرسمية لبعثة المراقبين الدوليين الذين انتشروا في سوريا منذ منتصف نيسان/ابريل بتفويض من مجلس الامن للتحقق من وقف لاطلاق النار لم يدخل حيز التنفيذ بتاتا. وعلق المراقبون دورياتهم على الارض في حزيران/يونيو بسبب ارتفاع وتيرة العنف. في انقرة، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان بلاده لا يمكنها ان تستضيف اكثر من مئة الف لاجئ سوري، مؤكدا انه لا بد من اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين. ووصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى 70 الف لاجىء. اكدت وزارة الخارجية اليابانية صباح الثلاثاء مقتل صحافية يابانية الاثنين خلال تغطيتها المعارك الدائرة في مدينة حلب السورية. وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس "لدينا تأكيد بان الامر يتعلق بميكا ياماموتو" البالغة من العمر 45 عاما. واضاف ان رجلا كان يسافر معها تحقق من جثتها. وكانت وكالة الانباء اليابانية كيودو ذكرت في وقت سابق ان السفارة اليابانية في سوريا والتي تعمل حاليا من الاردن، اكدت مقتل ميكا ياماموتو. ولم تذكر الوزارة ولا الوكالة اسم الوسيلة الاعلامية التي تعمل لها الصحافية. وحسب المعلومات الاولية التي نشرها المرصد السوري لحقوق الانسان فان الصحافية اليابانية اصيبت بجروح خطيرة الاثنين خلال تغطيتها المواجهات في احد احياء حلب. ونقلت وكالة كيودو عن موظف في في فندق بمدينة كيليس التركية بالقرب من الحدود السورية قوله ان يابانيين، رجل وامرأة، غادرا الفندق صباح الاثنين وقالا انهما ذاهبان الى سوريا. واوضح انهما تركا حوائجهما في الفندق. المصدر: فرانس 24.