صدق المثل اللي بيقول.. عيني فيه واقول” إخييه “، المثل ده باختصار هو اللي بيلخص حالة الهجوم العنيف من النقاد والمفكرين على الممثل الشاب محمد رمضان.. وهي الحالة التي أتابعها منذ فترة طويلة، وفي رأيي المتواضع ان محمد رمضان لم يقدم نفسه للجمهور على أنه خريج طب ولا حاصل على دكتوراة من السوربون، بقدر ما حرص على تقديم نفسه في أدوار تليق بيه وعليه، فهو غالبا ابن الناس الغلابة المطحونين ممن أكلت عليهم الدنيا وشربت، وهو البطل الشعبي القادم من قاع المجتمع الذي تأتيه الفرصة ليلعب مع الكبار.. فيصبح اللص أو المجرم العنيف النبيل نصير الغلابة والمساكين ، فأصبح في نظر الشباب نموذج مبهر في قهر الظروف والصعاب.. خاصة لأنه يشبههم، فلا هو حسين فهمي بوسامته الباشاواتي، ولا هو عمر الشريف أبو عيون جريئه. واللي يجننك في الموضوع أن محمد رمضان بالفعل ممثل موهوب لمع في بداية ظهوره في دور الشاب المطحون في مسلسل إبن حلال، وكان مقنع جدا في دور المجرم ابن البلد فى الأسطوره، و أيضا وهو ضابط المباحث الصعيدى ابن الأصول في نسر الصعيد. وبرغم أن النقاد يرفضون أدوار العنف التي يقدمها رمضان، إلا أنها لون فني مطلوب أحيانا ومعروف في صناعة أبطال السينما العالمية والمصرية، لمن يبحثون عن الشهرة والإنتشار في بداياتهم الفنية، وياما صنعت هذه الأدوار شهرة عالمية لبعض الممثلين، فأصبحت تيمة افلامهم مثل وحش الشاشة، ورامبو، وجيمس بوند . وما يثير العجب أن محمد رمضان الذي يرفض النقاد أدواره، هو من كرمته هيئات الدولة وجامعاتها، وهو النجم الذي نجح في أن يصبح أيقونة شبابية، والذي يدفع عشرات الآلاف من شباب المجتمع الراقي مئات الجنيهات لحضور حفلاته، برغبتهم وبفلوس أهاليهم، لأن كل واحد فيهم وجد فيه بطل صنع نفسه بنفسه، ونجح رغم الهجوم، ورغم ملامحه الخشنة، ورغم جذوره المتواضعة وظروفه المادية المعدمة. يا سادة.. إن جريمة محمد رمضان الحقيقية أنه وجد مقعد النجوميه شاغرا، فاحتله بجدارة وحرفيه وقعد وربع، بذكاء يحسد عليه، وبقلة حيلة من آخرين.. لا يحسدون عليه