من منا صاحب الأداء الجيد الصادق ؟ !! دعونا نواجه أنفسنا بهذا السؤال ، وأيضاً بسؤال آخر: هل مر يوم علينا دون الشكوى من أسلوب تعامل فيه تقصير أو أداء منتقص من الغير عند قضاء أي مصلحة ؟! الإجابة بالسلب قطعاً ،لأن الداء الذى تعانى منه مجتمعاتنا العربية (في العموم وليس بالمطلق ) عدم الجودة في الأداء وهذه حقيقة وواقع ، نراه مترجم من حولنا في تأخر المجتمع المصرى ،والعربي بوجه عام ، مع اختلاف مستويات الأداء، ففي بعض دول الخليج “ولنكن صرحاء مع انفسنا”، نجد ان التعامل والأداء يأتي بمتابعة وإشراف من شريك أجنبي يتمتع بالخبرة، واحترام للنظام، وقواعد العمل، لا يقبل بصغائر الأخطاء لأنه يُعاقب عليها من خلال تقليل الحوافز، أو الثبات في المنصب، أوالنقل لمكان يحتاج لخبرة أقل .. أما باقي المنطقة بما فيها مصر فالمشكلة عظيمة .. !! عندما نقيس تقدم الشعوب وحضارتها في العالم ، يكون الحكم الحقيقي على أداء الشعب، بداية من سلوك الأفراد وكيفية التعامل، و التعايش مع الآخر على المستوى الإنسانى، ثم مستوى الأداء و الكفاءة في العمل والإنتاج، اللذان يؤديان إلى زيادة في دخل الفرد والدولة .. إذا تحدثنا على الأداء الجيد على المستوى الإنسانى يجب أن نبدأ بالأسرة وكيفية صناعة الإنسان، وهى مسئولية الأب والأم، لوضع بذرة الإنتماء الأسرى وبث روح الصدق، والتكافل، والأداء الجيد المخلص في المدرسة، واعمال المنزل ومساعدة الغير. هناك مناهج كثيرة من المفيد الإستعانة بها، مثل تعاليم الديانات السماوية المختلفة واجتماعها على حسن الإستماع والأداء، طرح ثقافتنا وموروثاتنا عن طريق حكايات الجَدة، والخالة والعمة، وبالطبع هناك امثلة، ومقولات مأثورة من أشهر الكُتاب والأدباء لكى نرسخ في ذاكرتهم حب القراءة، البحث والمعرفة، وعلى الوالدين التقرب الى أطفالهم، والسباحة في أغوار أفكارهم قدر الإمكان، والتأكيد على احترام الذات من خلال زرع هذه الصفات بداخل الطفل الصغير، فتصبح في صلب تكوين الشخصية، من هنا يصنع الإنسان السَوى، المواطن الذى يستطيع أن يساهم في بناء دولته، مواطن “متصالح مع نفسه مهما كانت الظروف من حوله ،فهو نبتة قوية صالحة تأتى ثمارها بالخير لنفسها ولكل من حولها ” .. إهتمام ورعاية الأسرة المحيطة لا تقل أهمية عن المدرسة والتعليم سواء حكومي أو باهظ المصاريف بل هو أهم .. ان نعطى لأجيالنا القادمة وفلذات أكبادنا ساعتين كل يوم، بصدق واهتمام صادق ، وتوجيه سليم، فإننا نساهم بخلق مواطن يمتلك من كفاءة الأداء الجيد، والضمير اليقظ ما يستطيع أن ينفع به نفسه والدولة، أكثر من عشر مواطنين، لا يمتلكون من أدوات العطاء ما يساهم في دوران عجلة التنمية، سواء على المستوى الإنسانى أو العملى . الثواب و العقاب لغة يجب أن يتقنها الجميع ، الأسرة وقيادات العمل المختلفة، يجب ان يكون الإصلاح من داخلنا، وليس لأننا نتعامل مع شعوب أكثر تحضراً ، فإن على من صنع الحضارات التي أبهرت العالم، عليهم أن يستفيقوا من كبوة العقود الماضية، من ممارسة السلبية، الإتكالية والفساد .. علينا ان نستعيد احترامنا لأنفسنا، وان نكون قدوة للعالم بدلاً من أن نكون ضعفاء ومطمع من الجميع .. وليكن لنا في جيش مصر قدوة حسنة، أينما حل كان الإنضباط والإصلاح، والأداء الجيد كما ينبغي (هنا نتحدث عن المؤسسات المدنية) .. لنكن نحن قيادات صالحة داخل مواقعنا، ونجعل من النزاهة و الإلتزام منهجاً لأولادنا .. لنكن رقباء على انفسنا ونراعى الله في مجتمعنا وفى بلادنا .. تحيا مصر بصحوة الضمير وكفاءة الأداء، والعطاء بلا أعذار ” فنحن الحاصدون ” .. تحيا مصر