يمر العالم يومياً بأحداث كثيرة ومتنوعة منها ماهو إيجابيا وكثير منها مأساويا ,ومع كل حدث جلل أو خبر عاجل أو أزمة تحدث على الساحة المحلية أو العالمية يصاب المهتمين بمتابعة المادة الإخبارية فى مصر بحالة من التوتر والعصبية ويبدأ مسلسل التنقل بين القنوات الإخبارية العربية والعالمية بحثا عن أخر التطورات بعد أن يصيبهم حالة من السخط والإحباط والملل الناتجة من عدم قدرتهم على الوصول الى الأخبار بالدقة والسرعة المطلوبة من خلال القنوات الإخبارية المحلية . ثم تنهال الانتقادات على القنوات المصرية عقب كل حدث داخلى او خارجى ووصفها بأنها قنوات كسولة غير مهنية ولا احترافية وانها لا تواكب المجريات بالسرعة الكافية ناهيك عن الدقة والمصداقية. ويتكرر السؤال الذي يردده الكثيرين .. متى يكون لمصر قناة إخبارية قادرة على منافسة تلك القنوات؟؟ ولماذا لاتكون القنوات الإخبارية الموجودة فعليا على الساحة المحلية مثل (قناة النيل للأخبار وهي القناة الرسمية المصرية ، وأيضا قناة إكسترا نيوز وهي قناة الأخبار التي تتبع قنوات سي بي سي) فى قوة ومصداقية وحرفية القنوات الآخرى؟ والى متى سيكون الاعلام العربى والعالمى هو المسيطر على بث المادة الإخبارية والتى فى أغلب الأحيان يتم بثها من وجهة نظر دولها؟؟ وهل وجود قناة اخبارية مصرية قوية قادرة على المنافسة أمر صعب ؟؟ الواقع يؤكد أن البعض يلجأ الى متابعة بعض القنوات الاخبارية الاخرى مثل قناة الجزيرة القطرية والتي تبث من تركيا الاكاذيب ليل نهار لأن المشاهد فقد الثقة في معظم إعلامه، ولا يجد أي خبر أو تعليق يشفي غليله ويرضي فضوله على قنواتنا، ودي مصيبة كبرى في عصر التكنولوحيا والمعلومات. هذا الى جانب بعض القنوات الآخرى مثل قناة العربية والحدث اللتان يتم بثهما من دبى وقناة سكاي نيوز عربية وهي النُسخة العربية من قناة سكاي نيوز العالمية ولكن بنكهة وإهتمامات عربية، وتدخل على خط المنافسة بقوة قناة بي بي سي العربية وتستند إلي رصيد الثقة من جانب المستمعين لشبكة بي بي سي الإذاعية، وقناة فرانس 24 الناطقة بالعربية وهي تحمل الرؤية الفرنسية تجاه القضايا العربية، وقناة روسيا اليوم الناطقة أيضا بالعربية وقناة الحرة الأمريكية الناطقة بالعربية وقناة يورو نيوز بالعربية وهي النسخة المُعربة من قناة يورو نيوز الأوربية بالإضافة إلي قناة دوتش فيلا الألمانية الناطقة بالعربية أيضا وأخر القنوات قناة الغد العربي التي تتخذ من القاهرة مقرا رئيسا للبث وهى قنوات لديها رصيد كبير لدى المشاهد . فكرة إنشاء قناة إخبارية محلية منافسة لتلك القنوات ليس أمرا مستحيلا خاصة ونحن نمتلك من الكوادر الفنية والخبرات مايكفي لقيادة أي قناة للريادة ، وضيوف خبراء ومتخصصون في كل المجالات المختلفة ، بل وتلجأ لها تلك القنوات عند وجود حدث يحتاجون فيه إلى متخصص أو خبير. وأعتقد أن فكرة انشاء قناة اخبارية محلية ليس أمرا مستحيلا ويمكن تحقيقة فقط اذا تمت الاستعانة بالخبراء المتخصصين فى هذا المجال ولا عيب مطلقا من الاستعانة بخبراء أجانب يضعون حجر الاساس للقناة الإخبارية وسياستها التحريرية بحيث تتمتع بالمصداقية لكل أبناء الوطن العربي على ان تكون ذكية في تناولها للمواضيع،وتحترم عقل المشاهد وشغفه فى المعرفة. كما لابد من توفير إمكانيات مادية ضخمة وميزانية مالية لتوفير كل عوامل المنافسة ، وأهمها وجود مراسلين في كل الأماكن الملتهبة وأن يكونوا مدربين ومتفرغين ، اضافة الى مكاتب وفرق متكاملة في المدن الكبيرة حول العالم ، وتغطية كل الاحداث المحلية والعالمية الهامه قاطبةً ، ومن اهم العناصر التي يجب توافرها كوادر مدربة ويتم تدريبها بإستمرار ويجيدون أكثر من لغة وإدارة مهنية متخصصة احترافية لإدارة القناة بعيداً عن الروتين والمصالح وتطبيق معايير المهنية والموضوعية في جميع التغطيات دون تحيز . لذا فالامر ليس صعبا لكنه يحتاج الى بعض المال وبعض العقول الذكية وكثير من العاشقين لتراب هذا الوطن.