أكد المشاركون فى ندوة بهيئة الكتاب أنه لولا الترجمة لما قامت حضارة ولا يوجد ترسيخ لاى حضارة دون الترجمة ، وأن مشروع سلسلة الجوائز الصادر عن الهيئة هو المشروع الوحيد المنهجى بين كل مشروعات الترجمة وكشف المشاركون فى الندوة عن ان إسرائيل تترجم أكثرمن مرة ونصف ما يترجمه الوطن العربى مجتمعا، وان مصر تحتفل باصدار العدد المائة من السلسلة فى الوقت الذى بلغ فيه الإنتاج الغربى فى الأدب و الفلسفة يتعدى 10 آلاف كتاب فى السنة. جاء ذلك خلال احتفالية هيئة الكتاب بصدور مائة كتاب من سلسلة الجوائز التى تصدرها هيئة الكتاب ، وشارك فى الاحتفالية سحر توفيق ، والشاعر رفعت سلام ، ومصطفى محمود ، ود. ناجى رشوان ، ومحمد إبراهيم مبروك ، ومحمود طه ، وأدارتها د.سهير المصادفة رئيس تحرير السلسلة . وقالت د. سهير المصادفة أن مصر لن تكون امة نباهى بها الأمم إلا إذا كانت الترجمة عمود اساسى فى بنيتها ، ولولا الترجمة لما قامت حضارة وما كانت لتقوم ، ولا أقول أن سلسلة الجوائز تحتوى كل المشهد الادبى وإنما حاولت ونجحت وبالطبع أوجه الشكر لهيئة الكتاب ولكل من ذلل العقبات التى واجهتنى ،ويجب أن لا تعامل سلسلة الجوائز مثل باقى السلاسل فى هيئة الكتاب وتعامل معاملة خاصة جدا وقد أصبحت كتب السلسلة الآن موجودة عند بائع الجرائد . وأضافت المصادفة : علينا تجاوز سنوات من الانجاز ، لكى نلحق بقطار الترجمة فى العالم ، مشيرة الى أن إسرائيل صاحبة اللغة العبرية الميتة تترجم أكثر مرة ونصف مما يترجمه الوطن العربى بأكمله ، وسلسلة الجوائز تحتاج إليها المكتبة العربية ، وأتمنى أن تلقى هذه السلسلة صدى جيد عند القارئ وتكون من احتياجاته. وقالت سحر توفيق أن سلسلة الجوائز مهمة وكنا محتاجين لها وكان يجب أن يكون لها شأن آخر لولا الظروف السيئة فى المجتمع الذى يفتقد أبنائه لفكرة القراءة وتعرض لتجريف الوعى ، وقد قمت بترجمة كتابين فى السلسلة لدوريس ليسنج واستفدت من ذلك على المستوى الشخصى . وقال محمد إبراهيم مبروك أن السلسلة تعد علامة بارزة فى تاريخ هيئة الكتاب لأنها انجاز ونسخها تنفذ من المكتبات ، وعن الترجمة قال مبروك : لا يوجد ترسيخ لاى حضارة دون الترجمة وان كان القارئ الآن يهتم بالسياسة والدين فقط ولا يقرأ أدب مترجم، مشيرا الى أن هذا وضعا مؤقتا. وقال رفعت سلام :أصبحت سلسلة الجوائز نموذجا قادرا على أن يتحول إلى مرجع إذا أردنا عمل اى مشروع مماثل للترجمة ، وليس لدينا مشاريع ترجمة كثيرة ففى النصف الأول من القرن العشرين لدينا مشروع "الترجمة والتأليف والنشر" ، و مشروع "الألف كتاب" ، وفى النصف الثانى "المشروع القومى للترجمة" ولكن النتيجة شديدة العفوية فهناك أعمال رفيعة الشأن تم هدمها فى الترجمة أو فى التنفيذ دون مراجعة أو تحقيق أو اى شئ ،وكذلك مشروع الألف كتاب الثانى ، وبلا مبالغة يمكننى أن أقول أن مشروع سلسلة الجوائز هو المشروع الوحيد المنهجى ، وعن "ثلاثية نياما" التى ترجمها سلام فى سلسلة الجوائز قال : أشفقت عليها لان المؤلف واحد وثلاثة مترجمين فبالطبع سيختلف أسلوب الترجمة وكان بالضرورى أن يوجد من يقرأ الثلاثة كتب ويصيغهم بأسلوب واحد وهذا كان دورى . وقال د. ناجى رشوان : اعتدنا القول فى مجتمعنا بان كل من يقوم بفعل ضميرى يقابل كمية كبيرة من المعوقات واسهامى لم يكن إسهاما كبير ا نما هو محاولة والترجمة ليس فقط دورها تعريفى ولكن الترجمة هى ضرورة إنسانية وفكرية وثقافية للمجتمع لكى يستمر فالأدب ليس ترفا أو شكل من أشكال الترفع ، والأدب بشكل عام ترجمة للحالة الإنسانية وقدرة على النفاذ لهذه العقلية الانساينة ، وأضاف ناجى أن الإنتاج الغربى إذا كان فى الأدب أو الفلسفة يتعدى 10 آلاف كتاب فى السنة ونحن نحتفل بالمائة كتاب فنحن نتحدث عن نقاط فى محيط ، وهناك فعلا هجمة تحتية موجودة على الثقافة وعلى اى نافذة للنور وأتمنى أن لا تخنق الثقافة . وقال مصطفى محمود أن الإنجازالذى صنعته د. سهير وهيئة الكتاب ومجموعة المترجمين يعد عملا رائعا وستكون السلسلة من أسس الترجمة وأثرها تراكمى لن يظهر الآن ،وسيكون له تأثير السحر فى تغيير المجتمع وإرساء كل القواعد التى نطمح إليها ، وهذه السلسلة قائمة على ترجمة الرواية التى هى العالم كله فالخبرات الحياتية والإنسانية تنتقل من خلال الرواية وإذا جاز التأريخ للعالم فسيتم عن طريق الرواية ،وما بالنا أن تكون السلسلة متخصصة فى الرواية وليس هذا فحسب وإنما الرواية الحاصلة على جوائز ، وفى وقت نعانى فيه من الحد من حرية التعبير كانت السلسلة لا تضع سقفا رقابيا ، وكل ذلك لن يظهر أثره الآن فالسلسلة تستحق التهنئة بالفعل. وقال مدحت طه : أن د.سهير تسعى دائما لان تنشر أعمال هامة وذات قيمة للمكتبة العربية وأهمية الكتاب المائة انه يعبر عن أوساط الفن فى أوروبا وهى تعبر عن روح حرة .