بعدما قامت جماعة تطلق على نفسها اسم " الدين الحقيقى " بتوزيع أعداد من المصحف الشريف مجانا فى ألمانيا ، حدث قلق للحكومة الألمانية التى اعتبرت أن توزيع المصاحف فيه نوع من استغلال القرآن لنشر الأفكار المتطرفة . وكانت جماعة " الدين الحقيقى " أعلنت أنها تهدف لتوزيع 25 مليون نسخة مترجمة من المصحف الشريف في ألمانيا وسويسرا والنمسا، وقامت بتوزيع 250 ألف نسخة بالفعل. زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل أدان "بشدة" هذه المبادرة، قائلا "إنها تستغل القرآن في نشر الأفكار المتطرفة". و دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض إلى الاستمرار في مراقبة السلفيين، وقال المتحدث باسم الحزب مايكل هرتمان إنه "إذا اكتشفت السلطات أن هناك انتهاكا للقانون والنظام سيكون من الضروري التفكير في الحظر" لكنه استبعد إمكانية أن "تؤدي مجرد عملية توزيع للمصاحف إلى تحويل أناس إلى إرهابيين". المتحدثة باسم الحزب الليبرالي الشريك في حكومة الأقلية اعتبرت إن توزيع هذه المصاحف المترجمة أمر "غير مقبول على الإطلاق"، منددة ب"استخدام القرآن وسيلة دعاية في خدمة التطرف". وتقدر أجهزة المخابرات عدد السلفيين في ألمانيا بنحو 2500 شخص. وقال مصدر أمني إن "توزيع المصاحف مسموح به باسم الحرية الدينية إلا أن الحركة التي تختبئ وراءه تخضع للمراقبة". كما تشككت خبيرة الحزب الديمقراطي الحر في الشؤون الداخلية جيزلا بيلتس في فرص منع السلفيين من تنفيذ حملة توزيع المصحف في ألمانيا. وقالت بيلتس إن هذا المنع ليس له سند قانوني. وأوضحت أنه "طالما لم تنتهك قوانين عند توزيع المصحف في مناطق المشاة في وسط المدن الكبرى أو في أي مكان آخر فلا يمكن أن يتم التوفيق بين حظر التوزيع ودولة القانون". وقالت بيلتس إن الدستور يحمي ترويج أي شخص لدينه طالما أن هذا الدين لا يرفض الدستور. وفى توضيح المتحدث باسم الدار أن الدار تدرك أن أصحاب حملة توزيع المصاحف داخل دائرة النقد في ألمانيا، مضيفا "طلبنا من هيئة أمن الدولة والشرطة الجنائية دراسة مدى قانونية توريد هذه المصاحف". وقال إنه تم تصنيف طباعة القرآن على أنها "أمر لا غبار عليه وهذه المهمة بالنسبة لنا مثل أية مهمة أخرى، نحن ننتج الكتب لعملائنا، ولكن ليس لنا تأثير على توزيع هذه الكتب وتسويقها".