إشادات برلمانية وحزبية واسعة بجهود الداخلية في إحباط مخطط "حسم"    دارين حداد: "المداح نجح بالتعب مش بالكرامات"    برلماني: مصر قطعت الطريق على "حسم" الإخوانية.. والأجهزة الأمنية تسطر نجاحًا جديدًا    لقطات حديثة لسد النهضة تكشف ما تخفيه إثيوبيا، البحيرة ممتلئة والأعمال مستمرة لتغطية التسرب    تهنئة من هيئة قضايا الدولة لرئيس مجلس الدولة بمهام منصبه    وزير الكهرباء: نعمل على توطين صناعة المهمات ولدينا فرص استثمارية    تراجع سعر الريال السعودي في ختام تعاملات اليوم 21 يوليو 2025    محافظ المنوفية يتفقد شركة صيانة الآليات بميت خلف لمتابعة منظومة العمل.. صور    وزير التعليم العالي: "كن مستعدا" مبادرة متكاملة لتأهيل مليون شاب لسوق العمل    صور| عشرات القتلى والجرحى إثر سقوط طائرة تدريب عسكرية في بنجلاديش    بابا الفاتيكان يحذر من التهجير القسري لسكان غزة: «نناشد وقف الحرب»    الأمم المتحدة: يجب وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية    يخضع لجراحة عاجلة| وعكة صحية مفاجئة لحسن شحاتة    لتعويض رحيل محمد إسماعيل ل الزمالك.. زد يطلب التعاقد مع مدافع المحلة    الأهلي بالزي الأساسي اليوم أمام الملعب التونسي    منتخب مصر للسلة يواجه إيران في بطولة بيروت الدولية الودية    ب قطار مخصوص.. كيف سهلت «السكة الحديد» عودة السودانيين إلى وطنهم؟    جريمة أسرية في القليوبية.. والمباحث تكشف اللغز    «افتح ستاير مسارحنا».. خالد جلال يفتتح الدورة ال18 للمهرجان القومي    وزير الثقافة يجتمع بمقرري لجان المجلس الأعلى ويؤكد: آلية جديدة تعيد للمجلس دوره كعقل مفكر للوزارة    10 انفصالات هزت الوسط الفني في 2025 (تقرير)    شعبة الأدوية تحذر من بوادر أزمة في سوق الدواء وتستغيث برئيس الوزراء    وزير الدولة للإنتاج الحربي يتفقد المركز الطبي التخصصي التابع للوزارة    طريقة عمل الشيش طاووق بتتبيلة لا تقاوم    آمال ماهر تتصدر تريند يوتيوب ب3 أغنيات بعد طرح ألبومها الجديد    "الدراسات العليا" بجامعة قناة السويس يفتح باب القبول والتسجيل لبرامجه "دبلوم - ماجستير - دكتوراه"    حزب الجبهة الوطنية يعقد مؤتمرًا حاشدًا بكفر شكر لدعم مرشحه لانتخابات الشيوخ    حدث في بنجلاديش .. سقوط 16 قتيلا جراء تحطم طائرة عسكرية سقطت بحرم مدرسة وكلية مايلستون    فريق طبي بمستشفى كفر الشيخ الجامعي ينجح في إنقاذ مريضة تعاني من ورم    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على نقل خبراتها المتراكمة في مكافحة الإرهاب لدعم القدرات النيجيرية    27 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم    ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: حديث القرآن الكريم عن الليل والنهار شامل ودقيق لإظهار التعبير والمعنى المراد    ما الضوابط الشرعية لكفالة طفل من دار الأيتام؟.. الإفتاء توضح    المفتي يوضح حكم كيِّ الماشية بالنار لتمييزها    الزراعة تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها للمواطنين بأسعار مخفضة فى الجيزة    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    وصول الطفل ياسين مع والدته إلى محكمة جنايات دمنهور مرتديا قناع سبايدر مان    المؤبد لطالب وشقيقه بتهمة قتل سيدة بمركز البلينا فى سوهاج    فات الميعاد.. أحمد مجدي: شخصية مسعد تعبتني.. وبحاول أتخلص منه لحد دلوقتي    الجامعة الألمانية تفتتح نموذجاً مصغراً للمتحف المصري الكبير في برلين    السيطرة على حريق في مصنع زجاج بشبرا الخيمة    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 39 متهما ب«خلية العملة»    التنمية المحلية تستعرض أبرز ملامح التجربة المصرية في توظيف نظم المعلومات الجغرافية    أسامة الجندي يوضح حكم الأفراح في الشرع الشريف    الشركة الوطنية للطباعة تعلن بدء إجراءات الطرح فى البورصة المصرية    حسن الصغير رئيسًا لأكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والدعاة    وزير العمل: التأمين الطبي لعمال «الدليفري» من ضمن أشكال السلامة المهنية    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    استمتع بمذاق الصيف.. طريقة عمل آيس كريم المانجو في المنزل بمكونات بسيطة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    أوكرانيا: مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في أحدث الهجمات الروسية    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    ألونسو.. الأمل في استعادة فينيسيوس لتألقه مع ريال مدريد    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين فى الإسماعيلية.. فيديو    "صعبة".. وكيل مصطفى شلبي يكشف تفاصيل انتقاله للبنك الأهلي    الشناوي يتحدث عن صعوبة المنافسة على الدوري.. وتأثير السوشيال ميديا    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع مختار لغزيوي صحافي ومديرنشر جريدة “الأحداث المغربية”
نشر في شموس يوم 23 - 10 - 2018


شموس نيوز – خاص
تقديم : بمناسبة مرور عشرين سنة على ميلاد جريدة الأحداث المغربية التي كان لظهورها وتأسيسها على يد أحد الصحفيين التقدميين بالمغرب الأستاذ محمد لبريني وهي الجريدة التي حركت كثيرا من الثوابت المتكلسة في ذهنياتنا العقائدية والسيكولوجية والإجتماعية والثقافية كان لها الأثر العميق في تحديث مجتمعنا وارتقائه نحو القيم الكونية المتوازنة …
وبهذه المناسبة نعيد نشر هذا الحوار الذي أجريناه مع أحد الشباب الصحفيين السباقين للإشتغال في هذا المنبر الورقي والإلكتروني المتميز الأستاذ مختار لغزيوي والحوار نشر بتاريخ 24 يونيه 2014 بمناسبة إطلاق موقع (أحداث أنفو)
الأستاذ مختارلغزيوي من جيل الصحافيين الشباب التسعينيين , إحتضنته جريدة الأحداث المغربية منذ ولادتها أواخرالتسعينات واحتضنها هوأيضا بالقلب وبالعقل وبالقلم المقاوم منذ ذلك التاريخ إلى أن تقلد مؤخرا مسؤولية الإدارة بها.
وكان الحوار كالآتي :
س : شكرا لكم على تلبية دعوتنا لإجراء هذا الحوارالهام الذي يأتي بعد شهورإ قليلة على تحملكم مسؤولية إدارة جريدة “الأحداث المغربية” اليومية وبداية لننطلق من آخرمقال نشرتموه في عمودكم اليومي حول الموقع الإلكتروني الجديد “الأحداث آنفو” وقد تبين من خلال المقال نوع من المهادنة والذهاب بالرأي أبعد إلى القبول بواقع الصحافة الإلكترونية عكس العديد من مواقفكم وتصريحاتكم السابقة خصوصا في إحدى مشاركاتكم في حلقة “ملف للنقاش” الذي تبثه قناة ميدي1 تيفي ، هل حان الوقت للقبول والإقراربوجود الغريم الحاسوبي ؟
ج : الشكر لكم أولا على الدعوة الكريمة، للإجابة عن سؤالكم أٍقول إن الإقرار بوجود من أسميتموه الغريم الحاسوبي هو أمر يتجاوزني بكثير لأنه واقع لا يرتفع، بل هو اليوم المستقبل الأكيد والمضمون للصحافة إذ الورقي سائرإلى زوال، والوسيط الرقمي سيتولى المجال في نقل الأخبار والآراء لفترة من الزمن قبل أن تخترع البشرية وسيطا آخر يفوقه أداء.
لكن الإقرار لايعني المهادنة مع النماذج المتواضعة من هاته الصحافة التي تسمي نفسها إلكترونية اليوم وتغتنم فرصة فراغ السوق لكي تقدم نفسها باعتبارها الأولى في المجال، مستغلة عديد العوامل، ومستغلة أساسا أن أساتذتنا ممن كانوا يشرفون على الصحف الورقية لم يفهموا أهمية الوسيط الرقمي، بل ربما استهتروا به قبل أن يجدوا أنفسهم متجاوزين من طرف الأحداث، ومضطرين للركوب متأخرين على الموجة.
أتصور أن الفعل الأفضل اليوم هو تقديم بديل إلكتروني حقيقي عوض الاكتفاد بالانتقاد وضم اليدين. وأتصور أن الميدان مفتوح لكل المبادرات وعلى المرء أن يقدم فيه مايعرف فعله أو مايتصور أنه يعرف فعله
س : جميع الجرائد والصحف اليومية والأسبوعية المغربية أطلقت نسخها الإلكترونية مما سيخلق وضعا إعلاميا جديدا يفرض فيه النشرالإلكتروني نفسه كفاعل ضروري بموازاة مع صنوه الورقي ألايضايقكم وزملاؤكم بداية أفول رمزية وهيبة الصحافي الورقي التي تكرست منذ عقود ، ثم من جانب آخروكيف تنظرون إلى إغراق المشهد بالمئات من المواقع الإلكترونية وصعود جيل من الصحفيين الهواة أغلبهم من الشباب العاطلين عن العمل ؟
ج : الإغراق في نهاية المطاف جيد، وبدونه لن نتمكن يوما من التمييز بين الطالح وبين الصالح. لابد من تحقيق تراكم كمي كبير ووسطه سنعثر على بعض الفلتات النوعية الجيدة. أيضا قضية أن يمارس الكل الصحافة أنا لست ضدها في الختام. جميل أن يتصور الكل بأن الصحافة مهنة سهلة وبدون قواعد ولا ضوابط وأن فعل الكتابة متاح للكل وأنه لافرق بين أحد وأحد إلا بالإقدام حد الصفاقة والوقاحة أحيانا على ميادين لابد من إتقان عديد الأمور قبل الخوض فيها.
لماذا أقول جميل؟ لأنه من الصعب أن تقنع من يريد فعل ذلك بألا يفعله. لذلك أفضل أن أدعوه معي للنزول إلى الميدان، وأن يجرب معنى الكتابة يوميا ومعنى البحث عن الخبر يوميا ومعنى البحث عن الروبرتاج يوميا ومعنى مواجهة كل ماتفرضه الحرفة الحقيقية يوميا، وبعدها، وإذا مااستمر على نفس عناده وادعائه أنه هو الآخر قادر على أن يكون صحافيا فاعلم أنه صحافي بالفعل. إذا ألقى أسلحته في اليوم الثاني أو الثالث أو الشهر الثاني أو الثالث أو العام الثاني أو الثالث فاعلم أنه جرب معنى مهنة المتاعب وأعطاها “شبر ديال التيساع” بعد اقتناعه أنه لايصلح لها وهي لاتصلح له.
س : العديد من الصحف والأسبوعيات العالمية الشهيرة علقت نسخها الورقية وتسيرالتوقعات إلى نهاية النسخة الورقية مع حلول سنة ألفين وثلاثين 2030 كيف تتلقون مثل هذه الأخبارنفسيا ومعنويا إنطلاقا من علاقتكم الحميمية مع “الأحداث المغربية ” الورقية والتي تمتد إلى مايناهزخمسة عشر سنة ؟
ج : أتلقى كل أخبار ميداننا ونتلقاها هنا في “الأحداث المغربية” وفي موقع “أحداث.أنفو” بعين تتوقع كثيرا مما يحدث فيه. لا يخفى عليكم أن مهنيي الصحافة اليوم لاتفاجئهم هاته الأخبار ولا تعد صادمة بالنسبة لهم لأنهم توقعوها منذ سنوات، ولأن كل الدراسات الجادة التي أجريت في المجال تؤشر إلى أن الورقي يخوض معركة شبه محسومة مع الرقمي لاعتبارات لوجيستيكية مرتبط بتكاليف الطبع والنشر والتوزيع أولا وقبل كل شيء، ولاعلاقة لها بجودة مايقدمه الورقي مقارنة مع الرقمي. لذلك أتصور أنه من الجيد عوض مواجهة الموجة العاتية المقبلة أن يبحث الإنسان عن طريقة ذكية لتلافي إصابته بأكبر قدر من الأضرار حين لقائها، ثم التفكير في طريقة معينة لجعل تلك الموجة العاتية القادمة إليه طريقة لإيصال مايقدمه من منتوج إلى جمهور آخر بطريقة أخرى، وأتخيل أن المجال مفتوح وهو يصرخ ملء قوته “فليتنافس المتنافسون”
س : العشرات من الصحفيين المغاربة الشباب من جيل التسعينات من هاجروا السند الورقي وأسسوا لهم مواقع إلكترونية في نظركم (كيفاش ، كود ، فبرايركم ، أكورا ، أخبركم ..إ) إلى ما تؤشرهذه الهجرة إلى السند الإلكتروني ؟
ج : تؤشر إلى ضيق المجال الصحافي التقليدي في المغرب أولا، وتؤشر أساسا إلى أنه مجال لابد أن تكون قادرا على البقاء فيه، ومن أجل ذلك لابد من تضافر عوامل عديدة أهمها العامل الاقتصادي، ثانيها قوة المؤسسة التي تقف وراءك، ثالثها القدرة على التخطيط الاستراتيجي الذي يضمن لك البقاء في الساحة، وليس العبور أو فتح جريدة وإقفالها في ظرف أشهر ثم إطلاق عنوان آخر وقتله وهكذا دواليك.
المسألة فعلا صعبة ومعقدة، وزملاؤنا سواء من ذكرت مواقعهم أو آخرين قدموا إضافات فعلية قد نتفق مع جزء منها وقد نختلف مع الجزء الآخر، لكنهم هم أيضا – بغض النظر عن كل شيء – أسسوا للبنات بناء هذه الصحافة المغربية التي لازالت تبحث عن نفسها، وتحبث عن التخلص من تبعات مراحل تأسيسها الأولى التي استندت على السياسة وهو مالم يتخلص منه العديدون إلى اليوم . أيضا لابد من التنويه بمسألة ظللت أقولها دوما: القادمون من التجارب المكتوبة في الصحافة انتقلوا بشكل أفضل إلى الإلكتروني من القادمين من المجهول. لكن هل الأمر مفاجئ حقا؟
س : في ظل هذا المشهد الملتبس يعيش الجسم الصحافي المغربي “المستقل” وضعا قاتما حيث فاحت مؤخرا روائح ملفات فساد صحفية فجرتها تصريحات مسؤولين وتسريبات كتب وقضايا إحتيال ونصب مزعومة ومساومات وتواطؤات صحفيين ..إلخ كلها تضرب في العمق المكون الأخلاقي والمهني لمهنة المتاعب في ظل هذا السواد ولعنة الفساد هاته كيف تنظرإلى عملية التطهيرحتى تتصالح الصحافة الورقية مع المواطن والمتلقي بشكل عام ؟
ج : أنا مع التشدد الكامل في هذه المسألة. لايعقل أن تكون صحافيا وأن تمضي يومك بأكمله في مطالبة المجتمع بالابتعاد عن الفساد، ومطالبة الحكومة بأن تكون معصومة من الأخطاء وبمطالبة المسؤولين الآخرين بأن ينزهوا أنفسهم عن كل شيء وفي الوقت ذاته تجد أنه من العادي أن ترتكب الزلات تلو الزلات، وألا يقول لك أي شخص ولا أي جهة أي شيء.
الأمر صعب فعلا وسيء، وإذا ماهربنا كل مرة وجهت إلى أحدنا تهم بفساد ما إلى الشعارات الكبرى الكاذبة عن استهداف الصحافة والصحافيين فسنكون جزءا من منظومة فساد ندعي يوميا أننا نحاربها.
الأفضل هو أن نحترم عمل القضاء المغربي وأن ننتظر أحكامه، وأن نوجه إلى بعضنا البعض النصيحة بالابتعاد عن المتشابهات فالحلال بين والحرام بين، ومن يريد الاغتناء المشروع عليه أن يقصد مجالا آخر غير الصحافة لأنها ليست مجالا للمجال. من يريد أشياء أخرى فعليه أن يتحمل تبعات هذه الأشياء…
س : بعلاقة مع السؤال السابق هل تنزيل قانون الصحافة القادم قادرعلى الحد من هذه الكولسات والإنزلاقات الخطيرة ؟
ج : البلد مليئ بالقوانين، يلزمنا ماهو أهم من القانون. تلزمنا القدرة والرغبة والإيمان بأن نطبق القانون. ثم يلزمنا أمر آخر هام وأساسي قلته باستمرار لوزير القطاع في كل اللقاءات التي جمعتنا: يلزمنا الاستماع لصوت المهنيين. لا أتخيل شكل هذا القانون الذي لاتصوغه كل هيئات تحرير المغرب، ولا أتخيل كيف سيكون و99 في المائة من الصحافيين المغاربة لايعلمون عنه إلا مايصلهم من نتف وشذرات من هنا ومن هناك
إشراك العاملين والمهنيين في النقاش كله، وليس في بعضه فقط هو الكفيل بإخراج قانون قابل أولا للتطبيق وقادر على الاستجابة لكل مانريده لهذ القطاع من أشياء جيدة يستحقها من أجل أن يكون رافعة انتقال أكبر في المجتمع لا أداة نزول أكثر فأكثر إلى حضيض تعبنا منه جميعا، نحن منتسبو هذا الميدان قبل القراء وعموم المتتبعين
س : ماخطورة ومعنى أن تكون اليوم مديرجريدة مستقلة “الأحداث المغربية” في هذا المشهد الصحافي القاتم والملغم ؟
ج : معناها أن يكون صراعك اليومي قائما على جعل الجريدة تعكس أحداث المغرب مثلما يقول إسمها، وأن يكون ارتباطها بمايشغل بال المغربية والمغربي، لا بما يشغل بال هذه الجهة أو تلك.
أعترف أننا نحزن حين نرى انشغالات أخرى تحرك الناس في جرائد أخرى، ونفهم أن زر الوصل بهاته الجهة أو بتلك هو الذي اشتغل، لكننا وبقدر الحزن بقدر الفخر أننا نتحرك من تلقاء مصلحة بلادنا أولا وحبنا لهذا المغرب العظيم، ومن تلقاء هم المهنة وماتفرضه من احترام لأخلاقياتها وأبجدياتها واضعين نصب العين والإحساس والإدراك شعار الجريدة الجديد “الأحداث المغربية: من العقل إلى القلب” لاقتناع أساسي لدينا أن المغربية والمغربي اليوم يحتاجان لمن يقول لهما كلاما يدخل ذهنهما لا لمن يبيعهما الوهم والعناوين البراقة المليئة بالكثير من الفراغ.
س : الحق في الوصول إلى المعلومة هذا هوالسؤال الطويل والعريض الذي كان ومازال يؤرق الصحافي والإعلامي بشكل عام منذ عشرات السنين في نظركم أستاذ مختارلغزيوي هل تغيرالوضع نسبيا مع تنزيل دستورسنة 2011 ؟
ج : أعتقد أن معركة هذا الحق ستبقى مطروحة إلى أن يقتنع أصحاب القرار السياسي والاقتصادي أن المعلومة إذ تضحى متداولة بين الناس ومعروفة وسهلة الوصول إليها تعفينا من عوالم الإشاعات أولا، وتمكن من تدبر أمر جو نقي صاف من الشوائب، قادر على أن يقنع المغربي أنه يعيش في مجتمع غير خائف من تداول أي معلومة من معلوماته، وأتصور أن المعركة تستحق الصراع الذي يخاض من أجلها، وأننا سنقنع أنفسنا في الختام بأنه لا يصح إلا الصحيح، وأن المغربي يستحق فعلا أن يقرأ كل صفحات مجتمعه ككتاب مفتوح لامبرر إطلاقا لإخفاء أو تغطية أى صفحة من صفحاته
س : التواصل مع الفيسبوك عملية مد وجزر، أخذ وعطاء .. على المستوى المهني ماذا إستفادت جريدة “الأحداث المغربية” من تفاعل الفيسبوك والتويتر، مثلا هل إرتفع عدد قرائها الورقيين وزوارها الرقميين ؟
ج : أنا أحرص بقوة على هذا التفاعل وإن كان يجلب في جزء منه بعض المتاعب الناجمة عن لجوء بعض الأسماء المستعارة أو بعض المتضايقين منا أو من الجريدة إلى أساليب سب غير مقبولة، لكننا مقتنعون أن الزمن هو زمن هذا التواصل الاجتماعي، وهو أمر أتاح لنا بالمقابل ولوجا حقيقيا لشريحة من القراء لاعلاقة لها بالشريحة التقليدية القارئة للأحداث المغربية، وهو أمر نسعى إلى تعزيزه أكثر وإلى جعله رافدا أساسيا من روافد علاقتنا بالمغربيات والمغاربة
س : التطورالتكنولوجي والرقمي أسهم كثيرا في تعدد الأسانيد مثل الحواسيب والألواح الذكية والسمارتفون ، ماذا أعدت مؤسسة الجريدة على مستوى التكوين وإعادة التكوين لفريق التحريرالذي مازال أغلب أعضائه يستعملون البيك والورق ؟
ج : أكتفي هنا بالقول إن مفاجأة الموقع وطريقة وصوله إلى كل هاته الوسائط التي تحدثت عنها سيجيب عن السؤال. ترقبوا معنا “أحداث.أنفو” في الحواسيب العادية، وترقبوه في الهواتف الذكية وترقبوه في الألواح المشابهة، وسنطلب منكم رأيكم منذ اليوم الأول لإطلاق الموقع في نسخته الجديدة
س : من القلب إلى القلب وأخيرالشعارالجديد من “العقل إلى العقل” هل يعني هذا أن الجريدة دخلت سن الرشد والإبتعاد عن مواضيع الإثارة المجانية ؟
ج : أتصور دونما مبالغة أن الجريدة الوحيدة التي انطلقت راشدة هي الأحداث المغربية إذ استجابت لحاجة كانت موجودة لدى القراء المغاربة سنة إطلاقها والدليل هو أنها الجريدة التي حققت نسبة ارتفاع واضطراد في أرقام مبيعاتها لم تبلغها أي جريدة مغربية إلى حد الآن مع احترام كل العناوين التي جاءت بعدنا والتي استوحت أساسا وأولا وآخرا تجربة “الأحداث المغربية”.
الذي وقع بكل صراحة هو أن قارئ 1998 الذي لم تكن علاقته بالأنترنيت مثلما هي عليه الآن وجد في الأحداث المغربية مالم توفره له جريدة أخرى حينها، وأتصور أيضا أن موضوع التربية الجنسية وإخراج مجتمعنا من كبته ومن علاقته الظاهرية الملتبسة بالجنس هو نقاش مجتمعي محترم لايكن أن نلغيه بمجرد الاستهزاء منه لأن عدم التعامل السوي معه أساس كثير من المشاكل والجرائم التي نسمع عنها كالتحرش أو اغتصاب الصغار.
اليوم نتصور أن قارئ 1998 انقرض وأن حديث القلب إليه قد استوفى كل أغراضه لكنه لم ينته، وعوضه سنغلب حديث العقل بعد أن اكتشفنا في مشهدنا الصحافي أن العاطفة تغلب في اتجاه غير سليم كثيرا.
س : بعد أيام قليلة سيحل شهر رمضان الأبرك وسوف تشتعل من جديد الأسئلة القديمة الجديدة السطحية والشائكة حول قضايا الإسلام الراهن عن التسامح والتطرف عن الجنة والناروالملائكة والشياطين أولا مادلالة إطلاق النسخة الإلكترونية مع فاتح هذا الشهر، ثانيا ماهي الإضافة النوعية التي ستأتي بها وثالثا ماهي الرسالة التي تود توجيهها بهذه المناسبة الكريمة خصوصا أنكم تتلقون بين الحين والآخر بعض المناوشات والمضايقات الإرهابية بسبب توجه منبركم الحداثي المتفتح ؟
ج : إطلاق الموقع في فاتح رمضان قاعدة مغربية أخذناها من تربيتنا في مجتمع يتبرك بأيامه المفترجة والمباركة. نحن أبناء هذا البلد وأبناء هذا الدين، تربينا في دروب وأزقة مغربنا القديمة، دلفنا إلى مساجدنا العتيقة، وحفظنا ماتيسر من قرآن كريم ومن سنة نبوية ومن كل ماله علاقة بدين الرحمة المهدى إلى العالمين، لذلك لا مشكلة لدينا في قولها بكل قوة وبكل صراخ: نحن نميز بين الإسلام العظيم، وبين من يوظفون الإسلام لأغراض سياسوية صغيرة.
ديننا فوق الرأس والعين، وهو تاج على هاماتنا وندافع عن انتسابنا إليه بكل قوة، ولا نقبل أي دروس من أي كان في هذا الموضوع خصوصا وأننا معتزون ومفتخرون بإمارة المؤمنين في المغرب التي تتوج هذا الارتباط المغربي المعتدل والمتسامح والوسطي بالإسلام. بالمقابل لدينا مشكل حقيقي مع من يريدون تشويه صورة ديننا وبث المشهد المؤسف والدامي عنه الذي نراه اليوم في سوريا أو العراق أو غيرها.
هؤلاء معركتنا معهم فخر لنا ونحتسبها أجرا عن الله سبحانه وتعالى لأننا نحفظ الآية الكريمة “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، ونعرف أن المغالين والمتشددين يطبقون عكس هذه الآية تماما، ونقولها لهم بالصوت العالي المرتفع : سنبقى شوكة في حلوقكم، تأكدوا من هذا الأمر جيدا
س : رأيكم في الأسماء التالية
محمد لبريني
أستاذ لنا قدم الكثير وهو يرتاح اليوم راحة مستحقة.
المهدي المنجرة
رحمه الله تعرض لكثير من الاستغلال الصغير لإسمه، وأهم شيء يقال عنه أنه كان عاشقا كبيرا للمغرب ولتمغربيت
مصطفى الخلفي
وزيرنا في القطاع، زميلنا سابقا الذي يجب عليه أن يتذكر أنه كان إبن هذا القطاع قبل أن يصبح وزيره .
وكما يعلم كل متتبعي الحقل الصحافي الورقي المغربي أن جريدة “الأحداث المغربية” كانت أول جريدة يومية مستقلة وقد إستطاعت بجرأتها النادرة أن تفجرالعديد من الأسئلة الشائكة حول بعض الطابوهات التي ظلت جل الجرائد التقليدية تخشى إثارتها بكل شجاعة مما جعل “الأحداث المغربية ” جريدة تسبق زمنها بكثيرمن السنين .
في هذا الحوارمع مديرها الجديد الأستاذ مختارلغزيوي نكتشف رؤية جديدة ودينامية متحمسة لمواصلة التألق ومواكبة تطورالعصرالرقمي .
الدراسات الجادة التي أجريت في المجال تؤشر إلى أن الورقي يخوض معركة شبه محسومة مع الرقمي لاعتبارات لوجيستيكية .
ومن يريد الاغتناء المشروع عليه أن يقصد مجالا آخر غير الصحافة
قارئ 1998 انقرض وأن حديث القلب إليه قد استوفى كل أغراضه لكنه لم ينته
نحن نميز بين الإسلام العظيم، وبين من يوظفون الإسلام لأغراض سياسوية صغيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.