أجمع عدد من خبراء الإعلام وكبار الصحفيين على أن الصحافة التليفزيونية أداة تختلف عن الصحافة المكتوبة وكذلك الصحافة الالكترونية ولكنها فى النهاية تمثل أداء تكامليا يخدم القارىء والمشاهد على حد السواء. جاء ذلك فى الندوة التى أقامها مركز أخبار مصر على هامش الاحتفال باليوبيل الذهبى للتلفزيون المصرى حول الدور الاجتماعى للتلفزيون وأدارها عبد اللطيف المناوى رئيس المركز . وقال طارق حسن رئيس تحرير جريدة الأهرام المسائى إن هناك تجربة غربية مختلفة عن مجتمعاتنا..ففى أوروبا توجد صحافة تليفزيونية استقصائية والصحافة المكتوبة تعالج بشكل مختلف وتستطيع أن تنتج قضيتها الخاصة ولكن هناك أدوات مختلفة وهذا واقع لا نجده فى العديد من صحافتنا وغير موجودة فى مجتمعاتنا فما تنشره الصحيفة نجده معروضا على العديد من القنوات وهو توظيف سياسى فى إطار اتفاق مجموعات على مصالحها السياسية أو الاقتصادية وهو أمر ناتج عن تعدد الملكية. وأضاف أنه لا توجد صحافة تليفزيونية بالكامل فى الواقع العربى، موضحا أنه لا يستطيع أن يجزم أن هناك تحقيقات تليفزيونية بالمعنى المهنى الكامل . وأشار إلى أن هناك انفتاحا سياسيا وتعددا فى الآراء ولكنها تفتقد إلى جانب مهنى ومضمون جيد لأنها تعكس رأى انحياز مصلحى أو ايديلوجى. ومن جانبه، قال كليفن اوشيبا من شبكة سكاى نيوز إن الانترنت يجمع ما بين الصحافة المكتوبة والتلفزيونية والالكترونية، مضيفا أن منتج التليفزيون ينتج صحافة تليفزيونية وبعد عدة أشهر يعرض على الانترنت وعلى الراديو وهذا لا يعنى أن هناك اختلافا . وأوضح أن الصحافة المطبوعة تعتمد على "الكلام والمعلومات" ، بينما الصحافة التليفزيونية على الصورة والقصة هى الأساس فمثلا صحيفة الصنداى تقدم الكثير من المعلومات والكثير من الأخبار المصرية وفى بعض الأحيان يتم نقلها إلى التليفزيون فتناول موضوع الحصول على جائزة نوبل فى الصحافة المطبوعة يتضمن كل المعلومات أما إذا تم تناول هذا الموضوع فى التليفزيون فيمكن أن يجرى حوار وأما الموقع الاليكترونى سيكون أكثر تفصيلا ويعمل التليفزيون الشكل وينسق مع الصحافة. وتوقع استمرار الصحافة المكتوبة إلى جانب الصحافة التلفزيونية لأن المواطنين لا زالوا يتعلقون بالقراءة، موضحا أن صناعة الأخبار أصبحت أمرا أكثر سهولة فالصحف لديها مفكرون ويجب أن تستهدف أكبر عدد من الجمهور. وبدوره، عبر حافظ المرازى مدير مركز أدهم للصحافة التليفزيونية بالجامعة الأمريكية عن رأيه قائلا إن العلاقة بين الصحافتين "تكاملية وتنافسية فى ذات الوقت" ولكن التليفزيون يعتبر القبلة الخاصة فى مجتمعاتنا خاصة مع وجود نسب أمية وبالتالى فإن الأدوات الأخرى من الصحافة مثل الإذاعة والتليفزيون تجذب الأغلبية وقد يكون التكامل هو أن يتم تفعيل الاثنين فى برامج التوك شو معتمدة على فرق تعمل فى الصحافة المكتوبة. وأشار إلى أن الاعتماد على الصحفيين فى إعداد برامج التوك شو يضعف الولاء ويضعف الاثنين فهناك فارق بين أن تتعاقد صحيفة مع صحفى وأن تقدم له المضمون ويصبح الصحفى هو الذى يقوم بالدور وهذا ليس تكاملا لكنه تشويه للأداتين ومع قلة عدد قارئى الصحف والكسل فى القراءة يعد ذلك أمية تستفيد منها الصحافة وتقوم كل مساء بمعالجة كل العناوين التى أهملتها وتتناولها بتفاصيل أكثر ثم نكرر ذلك فى اليوم التالى وتستفيد منها الصحافة وأحيانا يتسرب السبق لكن ذلك هام للغاية.