هناك أناس لا يقدرون للصداقة قدرها، ولا يعرفون لها حقها ، فهم لا يتورعون عن إيذاء أصدقائهم في مشاعرهم كلما سنحت لهم الفرصة .قد يكون بغرض المزح أو بهدف التسلية دون أن يعلموا أن ذلك قد ينال من الآخر الشيء الكثير الذي يجعله ضجراً متململاً ولكن لا يستطيع البوح أو مقاطعة صديقه ، خاصة إذا ما قام بتوجيه صديقه وإخباره عن تلك المثالب التي تؤثر على العلاقات بينهما . وقد تجد الطرف الآخر ماضٍ في غيه مستمر في ضلالته ، لذا كان واجب على كل صديق أن يراعي مشاعر حبه وخليله وأن لا يثقل بالمزاح على إلفه وحبيبه خاصة وأننا جميعاً عرضة لتقلبات المزاج تبعاً لعوارض الأيام وما تأتي به الحادثات ، وليلتمس كل منا للآخر الأعذار امتثالاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم " خيركم للناس أعذركم للناس" أو كما قال .أي من يلتمس لهم الأعذار ولا يتشنج عند أول موقف يصدر منهم وهذا يندرج أيضاً تحت إحسان الظن بالناس وفي المقابل فقد ورد " أظهروا لنا محاسنكم والسرائر يتولاها الله" فنحن لن نفتش عن النيات لنعلم سلامتها من عدمه. وأنا استغل هذا المقام لأعلن اعتذاري وأسفي لكل من أخطأت في حقه يوماً ما عن قصد أو غير قصد والله أسأل أن تكون دعوتي هذه لله خالصة وأتمنى أن لا يكون هناك من يحمل في نفسه غلاً ولا حقداً علي كما أنا كذلك وأدعوكم جميعاً لأن تطوعوا نفوسكم للمحبة الخالصة لوجهه تعالى فجزاؤها عند المولى عظيم وثوابها جزيل والله نعم الموفق والهادي سواء السبيل. عصام مدني