عندما يقتل الليبراليون الديمقراطية وينتقمون من الشعب

الديمقراطية تعني في الأصل وأبسط معانيها حكم الشعب لنفسه، ويعرفها الأستاذ سيد ياسين في كتابه "الحوار الحضاري في عصر العولمة" وهى نظام سياسي لإدارة المجتمع، بصورة تسمح لجميع الجماعات الاجتماعية والقوى السياسية بأن تعبر عن مطالبها المشروعة، وتعمل في سبيل تحقيقها باستخدام الوسائل السلمية التي يسمح بها الدستور والقانون، وهذه المطالب يمكن أن تتدرج من أضيق المطالب الفئوية التي تخص شريحة مهنية أو اجتماعية ما، لتصل إلى أوسع النظريات السياسية التي تهدف إلى صياغة المجتمع وإدارته بصورة أو أخرى. وفى إطار الديمقراطية يسمح للخلافات السياسية والفكرية بأن تعبر عن نفسها بأكبر قدر من الحرية، وهذه الحرية تتنوع أشكالها، فلدينا أولاً: حرية التعبير عن الرأي بكل الصور، ولدينا ثانياً: حرية إقامة الأحزاب السياسية، ولدينا، ثالثاً: حرية إقامة التنظيمات والمؤسسات الاجتماعية بجميع أشكالها، وكل ذلك يتم في حدود الدستور والقانون.
إذن لماذا يقتل الليبراليون الديمقراطية ويحاولون طمس معالمها، بعدم قبول إرادة الشعب، وعدم ترحيبهم بإيجابية المواطنين، ولماذا ينتقمون من الشعب حتى يخرج علينا من يقول بأن رأي الأغلبية غير ملزم أحيانا، لأن الأغلبية لا تفهم مصلحتها، ولا تبصر طريقها، هؤلاء اعتبروا أن الذين خرجوا يوم الاستفتاء 18 مليون عميان لا يبصرون بلا عقل مع أن الله كرم كل إنسان مهما كان لونه أو دينه أو جنسيته بهذا العقل فسلبوا الشعب عقله،
ارحموا هذا الشعب العظيم فأي ديمقراطية إذن تتكلمون عنها إذا كنتم لم تعترفوا باستفتاء شعبي خرج له أكثر من 18 مليون مصري لأول مرة في تاريخ العالم، ما هذه الديمقراطية التي لا تجعلكم تحترمون إرادة الشعب ما هذه الديمقراطية التي تجعلكم تصفون الشعب بالجهل والغباء والبلاهة وعدم معرفة مصلحة ما هذه الديمقراطية التي تحكم بأن رأي الأغلبية لا يحترم
أقول لكم هي ديمقراطية فرعون مصر ما أريكم إلا ما أرى
اتقوا الله واقروا في مفهوم الديمقراطية تجدون أول تعريفها حكم الشعب، ولم نسمع في أمريكا قلعة الديمقراطية في العالم عندما فاز الجمهوريون خرج الخاسرون واتهموا الشعب الأمريكي بأنه يجهل مصلحته أو أنه غبي أو أنهم أميون، ولم يطالب الحزب الخاسر بتولي الجيش الحكم ليكون وصيا على الشعب.
اتقوا وراجعوا أنفسكم ولا تحقروا من هذا الشعب العظيم وستجرى الانتخابات ثم الدستور ثم انتخابات الرئاسة كما أراد الشعب لا كما تريدون بإذن الله.
د.أحمد زينهم نوار
Kab_a100@yahoo.com