إنها أشبة بمباراة كرة قدم، هكذا تحولت التظاهرة يوم الجمعة الماضي، ولأول مرة في تاريخ المباريات يفوز الفريقان؛ فاز الإخوان في إظهار قدرتهم على الحشد المليوني عند مشاركتهم، وفاز التيار الليبرالي واليساري في إعداد التظاهرة مهما اختلفنا في العدد، ولكن خسر أبي وأمي وخسر الشعب، أما خسارة أبي وأمي فاتهمهم بعض الداعين لوضع دستور جديد بأنهما أميان وجاهلان ليس لديهم عقل يفكرون به، وليس لديهم قدرة على اتخاذ قرار بنعم أولا فهم بلهاء يسيطر عليهم الإخوان والسلفيون، يتبعون الإخوان والسلفيون كالدواب والأنعام، ومن ثم فينبغي أن نقتلهم ليس قتلا جسديا بل معنويا لا نستمع إلى رأيهم لأنهم بلا عقل، ولا نعطيهم فرصة الاختيار لأنهم مطايا لغيرهم. ونسى كل صاحب هذا الرأي أنه يتحدث عن أمه وأنه يتكلم عن أبيه، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية وأعظم النماذج في التعب والعمل والمشقة من أجلنا، كم حرموا أنفسهم من طعام اشتهوه حتى يطعموك ، كم حرموا أنفسهم من لباس حتى يكسوك، كم لهثت ألسنتهم بالدعاء لك بالنجاح والتوفيق، كم تعلقت قلوبهم بالله لتنال توفيقه ونجاحه، كم سهرت أعينهم ترقب احتياجاتنا أثناء المذاكرة، كم ركعة صلت تضرعا لربها أن يحميك وينصرك، كم مرة دمعت العين توسلا لله ليشفيك. فكان هذا جزاؤهم أنهم أغبياء أميون وبلهاء وأنعام يسوقهم الإخوان والسلفيون. وغفل هؤلاء أن كل إناء ينضح بما فيه، وأننا نتاج هؤلاء العظماء الذين امتلكوا أنبل القيم، وامتلكوا عقلا يفكروا كيف يبنون مستقبلك وكيف يصنعون منك مواطنا صالحا، ومارس الأب والأم المشورة وتبادل الأم والأب الآراء حول طريق حياتك ونوع تربيتك. مارسوا كل القيم التي ننادي بها، ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم مارسوها أم نحن فنتشدق بها، وإذا حان وقت الممارسة نتفلت منها كما تتفلت الفريسة من أنياب الأسد، لسبب بسيط أنهم أشجع منا فتصدوا للفقر وقهروه وهزموه شر هزيمة -بعون من الله تعالى- فعلمونا أفضل تعليم وأوصلونا إلى مناصب ما كنا نحلم بها لأنهم أشجع منا اكتفوا بالعمل وتركوا الكلام لأنه مضيعة للوقت ولا يسمن ولا يغني من جوع، أما نحن فكنا أجبن من مواجهة بناء مصر، ولم يكن أمامنا سوى أعز الأحباب إلينا الأب والأم فنتهمهم بالبلاهة والغباء. سامحكم الله