بالتاكيد للسياسة علاقة وثيقة بالدين رغم ما يدعو اليه المبدا العلماني من حيث فصل السياسة عن الاديان والمعتقدات واستكمالا لمسيرة كنت قد بداتها من اجل فهم المعني الحقيقي للسياسة وانظمتها المختلفة وعلاقتها بالافراد وكيفية مواكبة الفروق الفردية لوحدة النظام احاول اليوم ذكر بعض النقاط التي قد توصلنا لبيان العلاقة الحقيقية بين الدين والسياسة ان الاديان السماوية علي اختلافها لم تات الا لتشييد الاخلاقيات والمبادئ لدي الافراد الذين يكونون هذا المجتمع والاصلاح من شان الفرد والوصول به لحلم اسطوري هو حلم الانسان الكامل بل وقد تتبهت خطواتها الاديان الاخري كاديان الهند التي جاءت كلها لرسم طريق للمثالية في عالم البشر وحسب المبادئ الفلسفية القائلة ان ما ينطبق علي الكل يجب ان ينطبق علي الجزء فان الفرد هو الصورة المصغرة لمجتمعه فاذا انصلح الفرد العادي في اي مجتمع استطعنا بتسمية المجتمع بالمتوازن القادر علي خلق سياسته الخاصة المواكبة لعصرة ومنهجيته واذا عددنا منهجيات اي انسان في اي مجتمع نجدها تتشكل وبشكل قاطع من الدين والمعتقدات التي تمثل بالنسبة له اخلاقياته وقيمه ثم السياسة والتي تسير له امور حياته بين من يحيطون به من افراد ومؤسسات وكيانات مركبة من افراد علي اختلافهم ولا شك وان كان الكثير ينكر هذا ان العالم لم يشهد الي يومنا هذا دولة كاملة ذات سياسة ناجحة مئة بالمئة قدر ما كانت عليه الدولة الاسلامية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وهو احد الصحابة والحاكمين بمنهجيات الدين وشريعة الله التي ما من عقل واع يرفضها رغم كل التيار المعادي لها في وقتنا هذا وقد يكون هذا العداء من وقع الفهم الخاطئ واختلاط الامور وعدم الشفافية والصدق في بعض من ينقلون الثقافة الاسلامية من جهة والتيار الغربي من جهة اخري