أعرِفُ أننا معاً ربما كنا نستطيعْ أن نعطى الكلماتِ معنىً أخرْ والعشقَ طعماً أخرْ والحزنَ بلداً أخرْ ونشرحُ كل المعجزاتْ المقطع السابق من قصيدة ( لم أعد استطيع ) كتبها للعبد لله ذكرت المقطع المذكور منها لأدلل لكم عن مدى شغفى بالظرف ( معاً ) والذى لا يخلو منه أى نص لى إلا بالكاد . معاً ربما كنا نستطيعِ غرامى بالظرف ( معاً ) منعنى من إستخدام ( سوياً ) مثلاً بدلاً منه . هذا الظرف المكون من حرفين وينتهى بموسيقى التنوين الهادئة – معن ن ن – وهو التنوين الذى لحق الظرف عوضاً عن المضاف إليه المحذوف وتقديره ( نحن مع بعضنا ) . هذا الظرف الملىء بشعور حميم دافىء ومُعدى - معننننننننننن – يسرى فى شراينك نحو البلاد البعيدة . ف تمنح أحلامك للعابرين بكل سرور . وحين تنطقه بحزم – معن – ترى أيادى كثيرة متشابكة ومتلاحمة بقوة وصرامة وتصميم . ف تهمس ( يد الله مع الجماعة ) . ويا سلام لو نطقته وأنت مغمض العينين تجتاحك لذة القرب وأنت تردد : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتختزل معنى الحديث الشريف فى أمر مفهوم ضمناً وهو ( كونوا معاً ) و( لو لم تكونوا معاً فلستم مؤمنين ) ذلك أننى حين أحب لك ما أحبه لنفسى يكون ما لى هو لك وما لى هو ما لك ما يخصنى يخصك فلا يُتصور أن أكرهك فأفارقك والطبيعى أن أحبك ف أكون معك وتحبنى ف تكون معى ونصير معاً أو كما قال النحويون ( مع بعضنا ) هذا ما ينتابنى حين أحس الظرف معاً وحين أجرب فيه - يعنى قاعد فاضى وباجرًب – أجد أن حروفه نطقاً هى م ع ن ولو كتبناها بطريقة معكوسة ستصير : ن ع م (- نعم - ) . إذن معاً ( ضد ) نعم فإذا كان معنى الظرف معاً هو الإتحاد ( مع بعضناً ) فيكون معنى نعم عكس الإتحاد وهى ( ضد بعضنا ) . أخى المواطن الغافل المتغافل عن سحر الظرف معاً . أن الأوان أن نعى أننا متفقون فى الحقيقة أكثر مما نتصور ولكننا نحب أن نبدو مختلفين . أن الأوان أن ننفذ إلى دواخلنا معاً ونقرأ ما نراه بوضوح وجرأة وبلا لعثمة من نحن ؟ وماذا نريد ؟ وكيف ؟ وأين أخى - ( الذى أُمرت أن أحب له ما أحب لنفسى ) - من هذا كله ؟ ساعتها ربما تحس مثلى وأكثر حين تنطق الظرف معاً أنك هائم فى الشارع تحت المطر على صوت الشيخ إمام – مصر يامه يا بهية - ف ترى الشعب والشعب إيد واحدة هذا ما أحسه كلما نطقت الظرف معن مع أننى باكون ساعتها تحت البطانية أقول هذا وأستغفر الله لكم أشرف عبد العزيز مشرف