دكتور/ محمد زين العابدين عبد الفتاح إن ما حدث وما زال قائما على أرض المحروسة – في إمبابة وغيرها من مناطق مصر- ، مهزلة يندى لها الجبين، فهل أصبح مصير كاميليا أو غيرها ممن دخلوا الإسلام أهم من مصير دولتكم؟ أين قاعدة اختيار أخف الضررين أيها السلفيون الفقهاء؟ أليس أخف الضررين في هذه الحالة هو ترك كاميليا مع ربها ودينها، فإن كانت مؤمنة فلها إيمانها، وإن كانت قد عادت إلى المسيحية فلها دينها ولنا ديننا، ولن تزيد المسلمين نسمة، فقتل الأنفس التي قال الله تعالى عنها " وكذلك كتبنا عليهم فيها أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعا " أكبر بكثير من ترك كاميليا حتى لو كانت مكرهة على ذلك، فقد قال تعالى " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" فلن يضيرها حبسهم، وأنتم أيها الأخوة المسيحيون هل قتل النفس أهون عليكم من ترك إنسان يعتقد مايشاء، فقد كفل الإسلام والمسيحية حرية الاعتقاد، ولم يرد في دين من الأديان السماوية إكراه على معتقد، لأنه معتقد ، أي أمر داخلي وخفي، وبين العبد وربه.فقد قال تعالى " لكم دينكم ولي دين" وقال تعالى "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فليتق الله في مصر كل المعنيين بإثارة الفتنة وتدمير مصر، فلا تتبعوا الهوى أن تضلوا، ولا تنفذوا مخطط الرئيس الفاسد المخلوع حسني مبارك، فقد توعد الملعون بتدمير مصر حين قال " إما أن تقبلوا بي أو بالفوضى" فلا تحققوا له حاجته ، وتحلوا جميعا مسيحيين وسلفيين بالحكمة وضبط النفس، لا تكونوا الأداة التي تدمر المحروسة، وبدون سبب أو مبرر مقنع، أيها العقلاء لقد عشنا عقودا نحلم بلحظة حرية ، وعندما جاءت الحرية على طبق من ذهب وتضحية من الشهداء الأبرار نرفسها بأرجلنا، لندع الطاغية ينعم في سجنه بما يحققه من إلحاق الأذى بالمحروسة، إن هذا الرجل مشكوك في مصريته ووطنيته ، فلا تكونوا مثله فتساهموافي القضاء على ما تبقى لنا من مصرنا الحبيبة، ودعونا نبني سويا يدا بيد مسلمين ومسيحيين مصر الحديثة ، مصر التي يتمتع فيها كل مصري بالحرية الدينية والأمن والاستقرار، والحياة الكريمة، قفوا جميعا وقفة صدق مع أنفسكم، وحاسبوا أنفسكم واعتذروا من بعضكم البعض قبل فوات الأوان، ولا تدعوا الثورة المضادة والبلطيجة يستثمرون نشوب الحرب والفتنة بينكم، فهذا مطلبهم وهذه حاجتهم ، فلا تحققوها لهم غايتهم بأيديكم. أيها العقلاء لقد كنا جميعا يدا واحدة في الميدان، فما الذي تغير علينا، أم أن الانفلات الأمني جرأكم على ارتكاب الحماقات؟ فلنكن جميعا يدا واحدة كما كنا في ميدان التحرير، ولنكن عونا للقوات المسلحة الباسلة والحكومة الراشدة على عودة الأمن والأمان لمصر العروبة، دعوا عنكم الجهل والتطرف الذي يؤدي بكم وبمصر وشعبها إلى المهالك، إن المتنطعين من طرفي النزاع مسلمين ومسيحيين يجب أن يعودا إلى رشدهم، وألا يخلقوا مشكلة من لا مشكلة، وأهيب بالقوات المسلحة الباسلة أن تتخذ أشد العقوبات، وأن تكون حازمة في التعامل مع هؤلاء المفسدين من الطرفين، وحاسمة للموقف بشكل يضمن عدم تكراره، فمصلحة مصر وأمنها واستقرارها فوق الجميع. ونحن قلبا وقالبا مع قواتنا المسلحة الباسلة التي هي جواد الرهان على أمن مصر واستقرارها والنحاة بها إلى بر الأمان. أيها المواطنون المخلصون – أبناء المحروسة – إن على كل منكم دوره في استتباب أمن مصر واستقرارها، وهو مسئولية دينية ووطنية على كل مسلم ومسيحي، حيث إن الديانات السماوية جميعها أوجبت على المواطن الصالح أن يضحي من أجل وطنه وأن يتفانى من أجل أن يبقى ويحيا، ووصف من مات دون أرضه بأنه شهيد، وما أدراك ما الشهادة؟ فلا تكونوا أداة لقتل أنفسكم وقتل مصر ودمارها؟ وعلى كل مصري واجب وقف هذه المهزلة والتعاون مع قوات الأمن وتغيير ذلك باللسان واليد والقلب، أيها الأحرار من شعب مصر لقد كان النظام الفاسد المخلوع يجند من يفجر الكنائس والمناطق السياحية ليحفظ كرسيه، وها هو الآن يجند من يفعل ذلك ليدمركم ويدمر مصر المحروسة، وكأن لسان حاله يقول : إما أن تكون مصر لنا ننهب ونسرق مقدراتها وثرواتها، ونجوع شعبها ونقمعه، أو لا تكون لغيرنا؟ فتعقلوا أيها العقلاء. أناشكم الله الذين تؤمنون به جميعا مسلمون ومسيحيون أن تتحلوا بالعقل والرزانة فكلنا في خندق واحد، لا يفرق الضرر إذا وقع بين مسيحي ومسلم. ولله در شعب له من الحضارة الآف السنين ، وعلم الناس فن التعامل ، يصبح غير قادر على قيادة فترة حرجة تمر بها البلاد لننجي أنفسنا وننجي مصر وننجي الأمة العربية جمعاء. إن من يثير الفتنة ليس بأحسن حال من حسني ونظامه الفاسد، كلاهما سواء.