«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاسره العلويه وبنات الملكه نازلى !
نشر في شباب مصر يوم 25 - 12 - 2010

كان عدد سكان مصر فى العام الذى توفى فيه محمد على باشا -وهو عام 1849 - بالتمام والكمال أربعة ملايين ونصف المليون نسمة، وكانت وطأة المرض قد ثقلت على الباشا فى عام 1848 وتشكل مجلس فوق العادة ( فى اجتماع طارئ ) برئاسة إبراهيم باشا لتسيير دفة أعمال الحكومة، وكان اجتماع الديوان بحضور العلماء والمشايخ وأشراف البلد والذوات بديوان الغورى حيث قرئ على رؤوس الأشهاد الفرمان القاضى بتبعية إبراهيم باشا واليا على مصر، وأحبه المصريون وأحبهم، لكنه للأسف لم يمكث فى الحكم أكثر من ثمانية أشهر ثم توفى وحزن عليه الناس حزنا كبيرا ليخلفه فى حكم مصر ابن شقيقه عباس باشا الأول، وفى عهد محمد سعيد باشا عام 1857، وبعد أن تراجعت مصر بشكل ملحوظ فى عهد سلفه عباس أعاد سعيد باشا إحياء وتشكيل المجلس الخصوصى واسماه المجلس العالى، وكان مقره القلعة ومهمته مثلما ورد فى نص تأسيسه «تسهيل وتشهيل رؤية وتسوية الأمور بالسرعة الممكنة على أن تكون موافقة ومطابقة لأحكام القانون ولأصول العدالة والحقانية على الوجه اللائق والاهتمام بمسألة حقوق العباد المقدسة»، وتوفى سعيد باشا عن 42 سنة، حكم منها 8 سنوات و9 أشهر و6 أيام ليأتى من بعده ابن شقيقه «الخديوى إسماعيل» الذى تولى فى 18 يناير 1863م، وقطع شوطا مهما اتجاه تأسيس حياة نيابية قوية وسن دساتير - وكان زواج الملك فؤاد السبب الرئيسى فى التحولات العديدة التى أصابت حياة الملكة نازلى.. و كان حرمانها من أن تعيش حياتها وتمارس هواياتها التى كانت تحبها وتعشقها هو السبب، وتبحث عما يشبع رغباتها وأهواءها. وكانت الملكة نازلى أشبه بملكة البجع فى القصص الخرافية، شخصية محبوبة تقرأ الشعر طوال اليوم، وأبغض الأشياء إليها هى المربية الإنجليزية للبلاط الملكى، مسز نايلو، التى استخدم الملك فؤاد مهاراتها الصارمة لتحكم الجزء المخصص للأطفال، وتفرض نوعا من عنابر سجن (بريكستون) على الأمير الشاب فاروق وشقيقاته الأربع، وكانت تخرج ثلاث أو أربع زيارات تقليدية فى السنة، منها زيارة السلطانة (ملك) زوجة السلطان (حسين كامل) أما باقى السنة فتظل داخل السرايا.» كانت الملكة هاوية متحمسة للتصوير الفوتوغرافى، تقوم بتحميض صورها وطبعها بنفسها، كما كانت رسامة جيدة أيضا ومضت الحياة بالملكة نازلى فى هدوء مريح وكانت تشاهد الأوبرا فى موسم الشتاء عند بدء العروض الأولى الكبرى». وحينما علمت الملكه نازلى فى نوفمبر 1936 ان ابنها فاروق يحب صافيناز ذوالفقار، وتأكدت الملكة الأم من ذلك، وكانت فى ذلك الوقت امرأة فى الأربعين من عمرها، مازالت تحتفظ بمظهرها الجميل، وتحررت مؤخرا بوفاة الملك فؤاد، وكانت تتمتع بطاقة كبيرة وهى تستعد لبدء أول أدوارها السياسية وتوجيه ابنها خلال شلالات المسرح السياسى المصرى ومياهها الضحلة، وكانت الخطوة الأولى هى أن تجعل فاروق الذى ما زال فى طور المراهقة، نقيا يستقر ويتزوج فى أمان من فتاة مطيعة مؤدبة، فتاة من العامة كما كانت هى نفسها، وكان ثمة اعتبار آخر هو خلافة، الملك وكلما أسرع الملك الشاب بإنجاب ابن كان ذلك أفضل وضروريا لمواجهة التهديد الكامن فى مطالبة الأمير محمد على توفيق بحقه فى وراثة العرش».
والملكه نازلى عاشت حياة مليئة بالإحباط خلال فترة حكم الملك فؤاد ثم تحولت بعده، فجأة إلى نوع مختلف من الوجود، أصبح لها فيه حرية كلية، ولأنها كانت امرأة طموحاً قوية الإرادة اختارت وأشرفت على زواج ابنها بنفسها، بل وأدارت المسألة برمتها حيث كانت مديرة المسرح من وراء الكواليس، لكنها أدركت بعد زواج ابنها أن فريدة الشابة ليست تلك البنت الصغيرة التابعة، وإنما اتجهت إلى أن تقوم بدور الملكة، وهنا كانت تكمن بذور النزاع، فلم تكن نازلى بطبيعة الحال مستعدة للسكوت على ذلك، وأخذت موقفا غريبا للغاية، حيث استطاعت أن تعدل الدستور، لتسجل فيه وجود ملكة ثانية، لتظل هى الملكة الأم التى احتفظت بكل الامتيازات الملكية، وبدا أنها احتلت مركزا مسيطرا داخل الأسرة الحاكمة، وكان الدستور المصرى يومئذ مأخوذا عن الدستور البلجيكى الذى يجعل وضع الملكة الأم ثانويا بالنسبة لوضع زوجة الملك الحاكم، غير أن قوة الملكة نازلى وشخصيتها جعلت - فى الواقع - من المستحيل على الملكة فريدة أن تسيطر فى وجود حماتها، وأيضا لأن نازلى كانت ترتدى عادة ثيابا أحسن، كما أنها أطول قامة وأكثر رشاقة، ومن ثم فإنها كانت قادرة بمجرد وجودها على أن تظهر سيطرة تثير استياء المرأة الأصغر سنا، وكان على فاروق أن يتحمل ثقل وطأة تلك المشكلات، وكانت المواجهة بين الملكتين تحمل تضمينات سياسية، فقد كانت الملكة نازلى باعتبارها الأكثر علما واطلاعا وحكمة تؤيد سياسة تقارب زعامة الوفديين الوطنيين والملك، إذ كانت تعتقد أن ابنها يستطيع أن يجد صديقا ومؤيدا مخلصا فى زعيم الوفد النحاس باشا، الذى كانت زوجته زينب الوكيل صديقة شخصية لها، وكانت تعرف أيضا عدم خبرة فاروق، ومكائد دار المندوب السامى التى تهدف إلى الإبقاء على التباعد بين الملك وزعامة حزب الوفد، وكان فاروق أصغر من أن يمارس نوع اللعبة التى كان والده بارعا فيها، وأظهرت الملكة نازلى هنا فطنة سياسية غير عادية ممزوجة بمستوى معين من الشجاعة، إذ إن معارضة دار المندوب السامى البريطانى كانت عملا محفوفا بالخطر دون شك، وبلغت محاولات الملكة نازلى للعب بالسياسة نهايتها عندما أحبت حسنين باشا صديق البريطانيين وانطلقت فى علاقة غرامية مع أكثر الوزراء موالاة للبريطانيين. وأمام تدهور الحالة الصحية للملكة نازلى أقنع الأطباء الملك فاروق بضرورة سفرها إلى أوروبا للعلاج، وبعد شهرين من الاستعدادات سافرت إلى فرنسا، بعد أن أصرت على اصطحاب ابنتيها الصغيرتين معها، فايقة وتبلغ من العمر 19 عاما، وفتحية 16 عاما، وكان الملك فاروق يرفض سفرهما فى البداية.
وصلت «نازلى» فرنسا فى مايو عام 1946 وكانت تعانى آلاما مبرحة نتيجة توقف إحدى الكليتين عن العمل، بالإضافة إلى الآلام النفسية التى تعانيها بعد وصول علاقتها بابنها الوحيد الملك فاروق، إلى طريق مسدود، يضاف إلى ذلك حزنها الشديد على وفاة الرجل الوحيد الذى كان موضع ثقتها،وايضا عشيقها احمد باشا حسنين وكان لموته موضع الشك اذ يقال ان الحرس الملكى وراء مصرعه . عاشت الملكة فى فرنسا عاما كاملا وكانت الحكومة المصرية تتكفل بمصروفات المستشفى والعلاج و«الأوتيل» الذى تقيم فيه الأميرات والحاشية ومبلغ 500 جنيه أسترلينى يوميا كمصروفات نثرية، وبعد مرور 6 أشهر اضطرت الحكومة المصرية لتخفيض عدد المرافقين والاكتفاء بمربية واحدة، ووصيفة للأميرات، مع الاحتفاظ بالطبيب المرافق، وأزعج هذا القرار الملكة، واعتبرت قرار تخفيض المصروفات، إهانة بالغة بمكانتها الرفيعة واستهانة، من ابنها الملك بحالتها الصحية، ووافقت آنذاك على اقتراح الأطباء الفرنسيين بالسفر للولايات المتحدة الأمريكية، لوجود مصحة متخصصة فى علاج مثل هذه الحالات، وأمام ضغوط الأطباء وافق الملك فاروق على سفرها، وأصرت الملكة على اصطحاب كل من كان معها فى باريس، حتى الموظف المصرى الذى كان يعمل فى سفارتنا بباريس، رياض بيشارى مينا غالى ( رياض غالى ) من مواليد شبرا عام 1919 لأسرة قبطية بسيطة.
كانت الملكة توكل إلى رياض بمهام شخصية لا تريد أن يعرفها أحد، وبمرور الوقت اكتسب رياض غالى ثقتها وتركت بنتيها طوال فترة إقامتها فى باريس معه، وعندما سافرت إلى أمريكا أصرت على أن تطلبه معها وسط دهشة كل أفراد الحاشية. وبعد خروج الملكة من المستشفى فى أمريكا ونجاح العمليات الجراحية التى أجريت لها، أعلنت استعدادها للعودة إلى مصر مع بداية عام 1948، إلا أن الحياة فى أمريكا بأجوائها الصاخبة، بعيدا عن منغصات ابنها الملك، وأجواء القصر الكئيبة جعلتها تفكر فى البقاء فى أمريكا، خاصة بعد اشتراكها فى الأنشطة الاجتماعية هناك وحضورها العديد من الحفلات.
ومع ظهور بوادر علاقة عاطفية بين ابنتها الأميرة فتحية ورياض غالى وإصرارها على الزواج منه لم تعترض الملكة، رغم أنه من عامة الشعب وعلى دين يخالف دينها، وهنا حاولت السفارة المصرية إبعاده عن الملكة ونقله إلى السفارة المصرية فى البرازيل إلا أن الملكة طلبت منه تقديم استقالته للحكومة المصرية، وفشلت محاولات الجميع، فى إقناع الملكة بالعدول عن قرارها، واقترح وزير الخارجية المصرى أحمد خشبة على الملك فاروق الموافقه على إلغاء تأشيرات الأميرتين والملكة وبالتالى يصبح وضعهن غير قانونى لتتولى السفارة المصرى بأمريكا أمر عودتهن فوافق الملك على هذا الحل، حتى يضمن رجوع الأميرات إلى مصر، وإنهاء هذه المشكلة، إلا أن الملكة قامت بتقديم التماس لمحكمة الهجرة تطلب الإقامة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الوضع الشائك بينها وبين ابنها الملك فاروق، واستحالة عودتها إلى مصر، وطالبت بحصولها على الإقامة هناك، على أنها ستقوم باستثمار أموالها فى مشاريع داخل أمريكا فتم الحكم بالإقامة لها ولابنتيها ومستشارها الخاص رياض غالى ووقف جميع إجراءات الترحيل.
انتقلت نازلى فى سرية تامة إلى مدينة سان فرانسيسكو للابتعاد عن المراقبة الشديدة التى كانت تفرضها عليها السفارة المصرية 24 ساعة، وهناك أعلنت للصحف الأمريكية أسباب الخلاف بينها وبين الملك، وموافقتها على تزويج ابنتها من رياض غالى، خاصة بعد إشهار إسلامه، بالإضافة إلى إعلانها انتماءها إلى الكنيسة الكاثوليكية، لتتحول إلى الديانة المسيحية بعد أن أطلقت على نفسها اسم «مارى إليزابيث» لتعود إلى دين أجدادها، حيث كانت تشير إلى أن جدها سليمان باشا الفرنساوى، كان يعتنق المسيحية الكاثوليكية قبل قدومه إلى مصر واعتناقه الدين الإسلامى. وقامت الحكومة المصرية بقطع جميع المبالغ المالية التى كانت تصرف لها وللأميرتين وسحب كل الحاشية التى كانت ترافقها وعودتها إلى مصر، وفى مايو عام 1950 نشرت الصحف الأمريكية خبر زواج الأميرة فايقة من أحد موظفى القنصلية المصرية فى سان فرانسيسكو واسمه «محمد فؤاد صادق» بالطريقة المدنية دون إجراء المراسم الإسلامية، إلا أن الحكومة المصرية لم تعلق على الزواج، على اعتبار أن فؤاد صادق مصرى مسلم فاعتبرت الملكة أن عدم وجود رد فعل عنيف تجاه هذا الزواج بداية طيبة كى تتمم زواج ابنتها الصغرى الأميرة فتحية من رياض غالى وفى 25 مايو 1950 نشرت الصحف الأمريكية خبر هذا الزواج وبالطريقة المدنية أيضا.
لم يسكت الملك فاروق على تلك الأوضاع وقام فى يوليو عام 1950 بخلع كل الألقاب عن الملكة نازلى والأميرة فتحية ومصادرة أموالهما وممتلكاتهما فى مصر واعتبار زواج الأميرة فتحية باطلا، وإلزام الأميرة فوقية بالعودة إلى مصر لإقامة مراسم الزواج الإسلامية وإلا اعتبر زواجها باطلاً، فاستسلمت الأميرة فايقة إلى قرار الملك وعادت إلى مصر مع زوجها لإتمام زواجها بالطريقة الإسلامية.
عاشت الملكة نازلى والأميرة فتحية ورياض غالى فى قصر اشترته الملكة فى «بيفرلى هيلز» بمدينة لوس أنجلوس، وسط حياة صاخبة مليئة بالحفلات المستمرة، كانت محط أنظار الصحف الأمريكية، وفى عام 1952 وقعت الملكة عقدا لإحدى دور النشر، لنشر مذكراتها خاصة بعد خلع الملك فاروق عن عرش مصر، إلا أنها تراجعت عن الكتابة بعد أن اتصل بها إسماعيل شيرين زوج أبنتها الكبرى الأميرة فوزية وقال لها «إن محكمة الثورة ستستغل هذه المذكرات أو أى شىء ينشر عن الملك أو الحياة قبل عام 1952م كدليل على فساد الحكم، يدين الكثير ويعرضهم للخطر وعلى رأسهم بناتها وابنها الملك فاروق، الذى يمكن أن تصدر محكمة الثورة ضده قرارا بالإعدام»، وأمام هذا تراجعت الملكة عن قرار كتابة مذكراتها وقامت بدفع تعويض لدار النشر يقدر بمليون وثلاثمائة ألف دولار. وفى روما، المنفى الذى اختاره الملك فاروق جاءت وفاته، وسببت صدمة شديدة للملكة، فهى لم تر ابنها منذ أكثر من عشرين عاما وأصرت على حضور جنازته وكانت تبلغ من العمر 71 عاما، ولأول مرة ترى فيها حفيدها أحمد فؤاد، الذى كان يبلغ من العمر 13 عاما .
وفى عام 1968 قررت الملكة نازلى والأميرة فتحية الهروب إلى جزيرة هاواى بعد أن تصاعدت حدة الخلاف بين فتحية وغالى فى السنوات الأخيرة ورفضه طلاقها، بالإضافة إلى خسارته مبالغ كبيرة، وظلت الأسرة فى هاواى 5 سنوات، بالمبالغ القليلة التى بقيت من ثروة الملكة، ولكن رياض استطاع اقتراض مبلغ مالى كبير من أحد البنوك الأمريكية بضمان مجوهرات الملكة، وبتوكيل كانت حررته له منذ عشر سنوات، ولم تفطن لإلغائه، خاصة بعد إلغائها الحسابات البنكية المشتركة معه، وسرعان ما عادت العائلة إلى لوس أنجلوس لمواجهة هذه الكارثة، وهنا أصرت المحكمة على قيام الملكة بدفع جميع المبالغ التى استدانها رياض أو إعلان إفلاسها وبيع ممتلكاتها بالمزاد العلنى، وهنا ازداد إصرار فتحية على طلب الطلاق من رياض، وطلبت من المحكمة ترحيله عن محل إقامتها، الأمر الذى دفعه إلى استعطافها حتى تتراجع عن موقفها، وفى فبراير من عام 1973، أعلن البنك الفيدرالى الأمريكى عن إفلاس الملكة نازلى وجدولة ديونها وبيع ممتلكاتها بالمزاد العلنى.
عاد للملكة والأميرة الأمل من جديد عندما وافق الرئيس السادات على استخراج جواز سفر لكل منهما للعودة إلى مصر وقتما شاءا وأمر باسترجاع بعض المستحقات والممتلكات الخاصة بالأميرة والملكة لتعيش هى وأولادها حياة كريمة فى وطنهم بعد عودتهم.
لكن رياض غالى، رغم انفصاله عن فتحية، عندما علم بحصولهما على جوازى سفر مصريين، ونيتهما فى السفر إلى مصر، طلب من فتحية لقاء أخير ليرسل معها حقائب ملابس أمه بعد أن ماتت، لتوصلها إلى شقيقاته فى القاهرة، وما إن ذهبت إليه وفتحت الباب حتى أطلق عليها 6 رصاصات، وجلس حتى الصباح أمام النافذة يسترجع ذكرياته معها، حتى حضر ابنيه رفيق ورائد، ليسألا عن أمهما، كان يحاول الانتحار برصاصة أطلقها على رأسه، لكنه لم يمت، وإنما أصيب بالعمى والشلل وفقدان الذاكرة. شيعت الملكة نازلى جثمان أحب أبنائها إليها فتحيه وظلت طوال أيام محاكمة رياض غالى تصرخ وتسأل سؤالاً واحدا «هل تم إعدامه؟»، حتى تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة شريطة أن تتحسن حالته الصحية وظل فى الحجر الصحى التابع للسجن حتى مات فى 25 مارس 1978 وماتت الملكة نازلى بعده فى 29 مايو من العام نفسهعن عمر يناهز 83 عاما ، وتم دفنها فى مقابر «الهولى كروس» بعد أن اشتد بها المرض مدة عامين.\ رحم الله الجميع \ المؤرخ والباحث فى التراث وجيه ندى وللتواصل 0106802177 [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.