منذ أيام كنت أشاهد التلفزيون – وحيث اني من هواة الأفلام القديمة فقد كان من حظي ان أشاهد فيلم ارض النفاق - بطولة الفنان فؤاد المهندس – وربمااجيال جديدة لا تعرف صاحب القصة ولا أبطال الفيلم – ربما لأنه يعتبر من التراث – او ربما في عرضه هذه الأيام ربما يشعر المتفرج بان الفترة التي تم صناعة هذا الفيلم لا تختلف كثيرا عن هذه الأيام ان لم تكن هذه الأيام أسوء من سابقيه . فربما أكثر الحبوب استعمالا بعد الفياجرا – حبوب النفاق – وحبوب الشجاعة – وكلها لها مدلولها الإنساني – فالفياجرا هي صناعة دوائية حديثه استحدثها الطب لإطفاء المزيد من ألفحوله والرجولة ألي رجال فقدوا جزء كبير من حيويتهم الجنسية وعدم استطاعتهم القيام بواجباتهم علاقاتهم الحميمة لتكون أشبه ألي لواقع ان لم تكن اقوي من الطبيعة . أما بالنسبة لحبوب النفاق فهي غير موجودة في اى من الصيدليات أو الصناعات الدوائية ولكنها مكونات بشرية مكتسبه شأنها في ذلك شأن اى عادة مكتسبة سواء كانت عادة حميدة ا سيئة – المهم في النهاية هي ما يتحصل عليه الأخذ لهذه الحبوب من تحقيق مصلحة شخصية ومنفعة فردية دون النظر ألي مصالح الجميع –فيصبح الفرد في خدمة نفسه وليس في خدمة المجموع =- وتصبح الميكافيليه طريقا لا يحيد عنه ويصبح النفاق يجرى في العروق مجرى الدم ولا يمكن الفكاك منه بالنسبة لهؤلاء المنافقين – والطريف في الأمر بان المتعاطي والمدمن لهذه الحبوب معروف في المجتمع باسمه وصفاته ورغباته وأهدافه. أما عن حبوب الشجاعة وبالذات هذه الأيام فحدث ولا حرج لأنها أصبحت لسلعه تباع للراى العام من بعض المتعاطين لها . لان نسبة المدمين علي التعاطي اختلفت من فئة ألي أخرى ومن طائفة آلي أخرى المهم هو حجم التعاطي وحسب الموقف المنشود له أبات شجاعة هذا الذي أدمن تلك الحبوب . وبين تلك الفئات هناك فئة محل حقد وحسد من الجميع –تلك الفئة من البشر الثابتة علي المبدأ – سواء كان هذا المبدأ صحيحا معاقا ام معوجا وخاطئا لكنه في النهاية مبدأ يستمر مع الإنسان من يوم حياته ألي مماته لا ينكره أبدا بل يتمسك به في أحلك الظروف وأقساها وربما تؤدى ألي هلاكه – ومع ذلك ثابت عليها . وربما تكلفة رزقه وحياته ومستقبله لكنه يتمسك بها وهو سعيد راضي بفخر واعتزاز . ولكن ما نره هذه الأيام شيء عجيب جدا لأننا كما ذكرنا بان الثابت علي المبدأ والأهوال التي قد يتعرض لها أمر مفروغ منه . لكن هناك فئة ة بدأت تظهر في المجتمع – وبدأت في تناول حبوب الشجاعة وبطريقة مكثفة لعلها تشفع لها أرائها الجديدة أخطاء الزمن الفائت . فالمجتمع الذي عاش أسيرا للثابتين علي المبدأ من ذوى الراى الحميد بدأت تجد أنفسها في خضم هائل من دعاة الشجاعة بل والتغيير أيضا ونقد غدوات الحم الحالي – بينما كان هو في يوم من الأيام من نفس الدورات للحاكم المستبد الظالم – ولم يكن لديه الشجاعة في هذا الوقت ربما لأنه لم تكن الحبوب موجودة بمعني آخر الخوف علي مصدر رزقه ووجهاته الاجتماعية. الغريب في الأمر ان تجد أسماء كانت لا معه في عالم السياسة او العمل القضائي او غيرها من الأعمال الأخرى ( الأمن – القوات المسلحة ) وعندما يحال آلي التقاعد يكتشف بان هناك الكثير سوف ينقصه وعليه ان تكون الصورة كما هي نفس الوجاهة والشكل والصورة فيبحث عن بديل لعمله السابق تحي يظل في بؤرة الضوء. والغريب أيضا عندما تطالع الصحف المستقلة أو الحزبية أو تشاهد الفضائيات تجد بان المعارضة من يطلق عليه السفير السابق , اللواء الشرطة السابق – سواء كان شرطة أو قوات مسلحه – أو القاضي أو رئيس المحكمة- فلا تدرى من أين لهؤلاء حبوب الشجاعة تلك – فهناك حالة إنهم يريدون أن يغسلوا أيديهم من قذرات وآثام وأخطاء ارتكبوها أثناء الخدمة وبناء عليه يريدون آن يتطهروا إمام الشعب . ام هي نوبة شجاعة فعلية انتابتهم عندما اختلطوا بأبناء الوطن بعيدا عن الرسميات والتكييف .- أم ربما عاشوا لوطن الحقيقي والمواطن المطحون فعلا بناء علي اختلاطهم الفعلي بهم – النية مصدرها القلب ولا يعلم خفايا القلب والنية إلا خالقها – لكن حقيقي تتمني من جموع الشعب ومن سولت لهم أنفسهم بالحديث عن مشاكل لمجتمع ا ن تكون حبوب الشجاعة ليست وليدة موقف شخصي أو مصلحة بل آن تكون هذه ا لشجاعه مستمدة من مبدأ الحق والعدل والحرية سامي عبد الجيد احمد فرج حزب الجبهة الديمقراطية