قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب البلاد يوم السبت ان الجنوبيين مصرون على اجراء الاستفتاء بشأن تحديد المصير يوم التاسع من يناير كانون الثاني رغم طلب المفوضية المنظمة للاستفتاء تأجيله لثلاثة أسابيع. وحصل الجنوبيون على حق الاختيار بشأن الاستقلال عن السودان في اطار اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 والتي أنهت حربا أهلية تسببت في مقتل ما لا يقل عن مليوني شخص. ويتوقع أغلب المحللين أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال عن الشمال. وتتصاعد حدة التوتر مع اقتراب موعد الاستفتاء وسط تبادل الاتهامات بترويع الناخبين والقصف المزعوم على طول الحدود وموجة من الخطاب العدائي مما أذكى الشكوك على جانبي الحدود بين الشمال والجنوب التي ما زالت محل خلاف. وقال محمد ابراهيم خليل رئيس المفوضية المنظمة للاستفتاء لزملائه من أعضاء المفوضية قبل ايام انه سيكتب الى الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان يطلب منهما التأجيل خوفا من استحالة اتمام الاستفتاء في موعده المقرر. وطالب خليل الاممالمتحدة أيضا باعادة فتح عطاء لطباعة البطاقات الانتخابية ليشمل شركات سودانية وهو ما من شأنه أن يؤجل الاستفتاء لاكثر من اسبوعين. وردت الحركة الشعبية لتحرير السودان بغضب يوم السبت قائلة ان حزب المؤتمر الوطني الشمالي الحاكم في السودان يتحايل لاجل التأخير طوال عملية الاستفتاء. واضافت انها حصلت حديثا على تطمينات من الاممالمتحدة بأن موعد الاستفتاء ما زال قائما. واتهم قادة الجنوب الذي تسكنه أغلبية مسيحية ووثنية الشمال ذا الاغلبية المسلمة بمحاولة تعطيل الاستفتاء كي يحتفظ بالسيطرة على نفط الجنوب. ويأتي ما يقرب من ثلاثة أرباع انتاج السودان من النفط الخام والبالغ 500 ألف برميل يوميا من ابار في الجنوب. وقد تم تقسيم الثروة بموجب اتفاقية 2005 لكن في حالة انفصال الجنوب سيواجه الشمال خطر فقدان معظم مورده الرئيسي من العملة الصعبة.