بقلوب مطمئنة راضية بقضاء الله و قدره تلقينا نبأ رحيل معلمنا و مربينا و مؤدبنا و قائد مسيرتنا و حامل لوائها بعد استشهاد الصدر الاول, سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته مع اجداده واوليائه. وكنت قبلها بيوم واحد قد تلقيت بريداً الكترونياً من أحد الأخوة يعكس نشرة خبرية لصحيفة الكترونية تدعى ( براثا ) تدعي وفاة المرجع الكبير السيد فضل الله وتتشفّى بهذه الوفاة ثم يتبع الخبر تعليقات بذيئة تتهجم على سماحة السيد و كأنما الموت سبّة أو انتقام لهم متناسين أننا بشر وكلنا على موعد مع الموت ( و عند الله تجتمع الخصوم ) . اتصلت فورها مع المكتب الاعلامي لسماحة السيد فطمأنوني بأن صحة سماحة السيد مستقرة نسبياً مما يدل على ان الخطر ما زال قائماً و يدل على أن الخبر الذي نشرته براثا كان كاذباً حينها.واليكم الرابطhttp://www.burathanews.com/news_article_98059.html وهنا تذكرت آخر لقاء كان بيني و بين سماحته في صيف 2006 بعدما كانت قوات العدو الاسرائيلي تدك كل لبنان بكافة انواع الاسلحة و تركز على قصف معقل المقاومة في الضاحية الجنوبية لبيروت و منها مكتب و بيت سماحة السيد فضل الله الذي أبى الّا يبقى مع شعبه مثله مثلهم و حاله كحالهم و لم يغادرهم و يأتي الى الشام كعادته كل يوم سبت , و كنت انتضره بفارغ الصبر الى أن حصل وقف اطلاق النار ورجع الكثير من اللبنانيين و قدم سماحته الى الشام فالتقيه بمركز أقامته هناك. و كان أول ما وقع نظره على قال لي و يشهد الله على ما أقول : ( وحياتك يا أبو حيدر أنّ جماعتنا ينراد الهم أعادة تربية, ثمّ أردف قائلاً : ومن المراحل ألابتدائية. وهنا يقصد بكلمة ( جماعتنا ) من كانوا معنا يجاهدون بمعارضة النظام الدكتاتوري الحاكم في العراق. و كلامه هذا يعكس خيبة أمله مع من عملنا معهم جاهدين لاسقاط الدكتاتورية ولكن بعد أن تسلطوا هم واستلموا الحكم أو تسلقوا الى السلطة لم تكن أعمالهم بالمستوى الذي كان يفترض بهم أن يكونوا أنزه و أجل و أسمى من غريمهم السالف. كتبت من وحي المعارك التي كانت تدور بين العدو الاسرائيلي و حزب الله حينها و بضمنه جزء من هذا اللقاء خمسة حلقات اسميتها الرحلة الشامية ثم اتبعتها بسبعة حلقات لاحقاً اسميتها المحاصصة كانت احبها على قلبي هي حلقة من اسميتها ( محاصصة المجلوعين ) ولمن اراد الاطلاع عليها أن يطلبها بعنوان ( بهلول الكظماوي " الرحلة الشامية .... أو المحاصصة" ). عزيزي القارئ الكريم : وأنا أمام هذا المصاب الجلل لا يسعني أن اكتب كل ما دار باللقاء , و خصوصاً هناك لقاءآت أخرى منها لقاء الضاحية الذي دار حول العملة المزورة أضافة للقاء مكةالمكرمة مع سماحته و هناك لقاءآت مشابهة مع سماحة الشهيد الصدر و مع سماحة السيد مرتضى العسكري رحمهم الله جميعاً وايانا تصب في هذا المعنى. لربّما أقولها .....اكرّر..... لربما ساقولها اذا وجدت أن هناك مصلحة لذكرها. (فليس كل ما يعرف يقال). وأختصر لأقول ختاماً ليس أمامنا الاّ أن نسترجع و نقول لا حول و لا قوة لنا الا بالله العلي العظيم و وأنا لله وانا اليه راجعون. و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي. امستردام في 4-7-2010 E-Mail : [email protected] [email protected]