فالتلمود: هو مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينية ومدنية وشروح وتفاسير وتعاليم وروايات دونها الحاخاميون خوفاً من الضياع أو نسيانها لأنهانقلت شفاهة للناس وشكلت ما يسمى (بالتلمود) والتي أصبحت بمنزلة الشريعة المكتوبة بعد خراب الهيكل الثاني (70م) من القرن السادس. فلقد نشأ التلمود على مرحلتيبن: المرحلة الأولى: (450 – 100ق.م) تبدأ بمجيء عزرا الكاتب من بابل وفي هذه المرحلة تم ترتيب التوراه واثبات نصوصها وعرفت بمرحلة الكتبة الذي انحصر نشاطهم في حقل نشر التعليم الديني. المرحلة الثانية: تبدأ فيما بين (المكابي والهيبرودي) وعرفت هذه المرحلة بالمعلمين الكبار (زوجوت – الأزواج) وغطت هذه المرحلة خمسة أجيال يمثل كل زوج منصبين وهما (رئيس السنهدرين – الناسي) ورئيس بيت الدين (نائب الرئيس) وهم: جوزية بن يوعز/ - يشوع الأ^بيلي – يهوذا شطاح – شماعيا – هيلل شماى (تنسب إليهم الكثير من الأحكام الشرعية التي تحمل إسميهما. وفي القرنين الأول والثاني يظهر المعلمون الثقاة (التنائيم) وتنسب إليهم وضع الأساس لجمع المشنا وجميعهم يحملون لقب رابي بالإضافة لرئيس السنهدرين (الناسى) وينسب إليه جمع المشنا وتصنيفه وتبويبه. وتقسم المادة إلى ستة أجزاء (سدريمان الستة) وكل سدر مقالات أو أسفار وكل مقال إلى عدد من المفاصل وكل مفصل يشكل فقرة وعرفت مجموعة الراى يهوذا الناسى (المشنا الأوحد) بالإضافة لظهور (الصابورائم) في القرن السادس وهم التأمليون والشراح في أقوال السلف وأصحاب الرأي. حيث قام (الصابورائيم) بالتعليق على التلمود بواسطة إضافة وهوامش تفسيرية وشرحية – كما أدخلوا على التلمود بعض القراءات النهائية حول اختلاف الآراء لدى أسلافهم. وتوجد نسختان في التلمود وهما التلمود البابلي والتلمود الفلسطيني. أما التلمود الفلسطيني: يرجع تاريخه إلى القرن الرابع للميلاد وكتب على يد (يوحنان بن نبحة مؤسس أكاديمية طبريا) فهو تميز بالاقتضاب في الشرح والتحاليل. أما التلمود البابلي: فهو نتاج الأكاديميات اليهودية في العراق واكتسب مرجعية مهمة ومنزله رفيعة نظراً لكبر حجم مادته ثلاث أضعافه التلمود الفلسطيني. تقسيم التلمود: ينقسم التلمود إلى المشنا والجمارا أما تلمود المشنا: هو مجموعة قوانين تبحث في المسائل السياسية والدينية والمدنية وكذلك تعبر عن المذهب أو الطريق أو المسلك التي تتضمن الأحكام والفرائض والتشريعات الواردة في أسفار (الخروج – الإشتراع – التثنيه) وتتألف المنشا من (6) أقسام تدعى (سداريم) وكل سدر يضم عدداً من الأسفار والمقالات وتلك تضم عدداً من الإصحاحات أو الفصول تسمى (البرقيم) وتكون مجموعها (63) مقالة ومنها : الزراعة – الفصول والمواعيد – النساء (ناشيم) الجروح والجنايات – المقدسات (كاراشيم) – الطهرات (توحروت) – المواعيد والمواسم. وأضاف إليها الربانيون والأحبار زيادات عرفت (التصافوت) ويروى بعض المحدثين أن بعض أخبار المشنا مأخوذ من مصادر إسلامية بالإضافة لوجود تضارب في الرؤيا في أقسام المشنا وأِشياء أضيفت في وقت متأخر لم تكن منسقة مع ما سبق إلا أن للروايات تلك مكانة تلي التواره في قداستها في فلسطين وبابل. ثانياً: الجمارا معناها (الإنهاء والإنجاز): هي مجموعة أخرى ضمت إلى المشنا وشكلت (التلمود) واستقلت بهذا الاسم وهي من عمل المعلمين الذين كانوا في عصر يهوذا حتى لم يكونوا من أعضاء مجلسه-( فالجمارا ) هي جمع روايات استبعدها يهودا في مشناه لم تجمع الجمارا إلا بعد 300 عام من إكمال المشنا وهي معتمدة على نصوص التوراه – كتب باللغة الآرامية – إذا فالمشنا والجمارا معاً يتألف التلمود. "فالتلمود هو نتيجة تفاعل الشريعة المكتوبة مع أوضاع الحياة المتغيرة والحاجات الطارئة فهو سجل حافل من خلال المناقشات والشروحات والأمثلة والروايات كيف كان اليهود يحاولون تطبيق الوصايا والفرائض التوارتية في حياتهم اليومية ومدى اصطدام التطبيق العملي بالنصوص المقدسة تظهر مشكلة التطبيق والنظرية. فالمعلمون والربانيون أضافوا للمقدسات اليهودية آثار قيمة من الشروح من خلال تنقيح مواد التلمود فالمعلم (أباي – 283 – 338م) والمعلم رابا (299 – 352) شكلوا منهجاً اتبعهم الكثير من الشراع التي احتاجت إلى تنقيح جديد فظهر معلمون جدد آخرون لا يشرحون النصوص القديمة بل ينقحوا الشروح ويفاضلون بينها ويختاروا – وبرز في هذا الميدان (راب آشي 427) وقد رأس أكاديمية سورا (50) عاماً. وينسب إليه معظم التلمود والبابلي وتلاه خلفاء أشهره (رابينا الكافي 500م) وهو آخر المعلمين في التوراه معتمداً على الرويات الشفوية وبشرحه وصل التلمود إلى نهايته لكن بقية الشروح والتعليقات مستمرة. اليهود في بابل (كارثتهم): تعرض يهود بابل خلال القرنين الخامس والسادس إلى محن أليمة متمثلة باضطهادهم من قبل المزدكية (مزدك الثاني) في بلاد فارس من حيث تحريض المجوس على الأديان الأخرى ونال اليهود النصيب الأكبر من اضطهاده وزاد الاضطهاد بعد موت (مزدك 508م) جاء ابنه فيروز ليزيد في اضطهاد اليهود وإغلاق مدارسهم وتشديد الحصار عليهم. وحينما دخل الإسلام بابل والعراق تركوا اليهود على ديانتهم فبقت لهم المعابد وأعادوا بناء ما هدم المزدك وفيروز وزادت تغذية مقولة شعب الله المختار وتعصبهم الديني فكان التلمود هو الذي يقوم بمهمة توجهيهم بالمراكز الروحية وظلت تعاليم التلمود هي الإطار الذي يجمعهم. (حركة القرائين)—والمذاهب المتنوعه (عنان –نهاوند-دانيال) ظهرت هذه الحركة في القرن الثامن الميلادي في العراق وكانت استجابة لصيحة حبر يهودي يدعى (عنان بن داوود). - أنكر التفسيرات الشفوية. - ثبت التلمود. - أخذ بحرفية النص التوراتي. - اتهم بالرده والتخريب إلا أن أخاه الأصغر سانده وآزره في الدعوة إلى المذهب العناني وأبعد المخاطر عنه وشكل حركة (سمو القرائين). - اعتزال العمل يوم السبت. (نهاوند): انضمام ذوي الثقافة العالية في حركة القرائين انبعثت حركة نشطة في القرن التاسع على يد شامين النهاوندي (تلميذعنان) فعمل على تثبيت المذهب إلا أنه قام بتفسير التوارة بآراء فلسفية (الفلسفة التوراه) فمن تفاسيره أن الله تعالى أسمى أن يتصل بالمادة لذا فهو يخلق العالم واعتبر أن نصوص التواره من الرموز والمجازات فابتعد بالمذهب عن أصله وعمل نهاوند على تحوير واسع لمذهب القرائين وبعيداً عن أصله. دانيال: أنكر النزعية التأملية التي دعا إليها عنان وأنكر النزعة الرمزية التي نادى بها نهاوند. - أنكر وجود الملائكة نهائياً. - جعل الخلق والفناء من مظاهر الكون راجع إلى قوى الطبيعة والله هو الذي يسير هذه القوى. - أنكر الحساب الفلكي الذي ابتكر من قبل لإثبات بداية الشهر العبرية نهائياً. هؤلاء الثلاثة أبرز علماء المذهب القرائي خلال القرن التاسع عشر كان لكل مدرسته ومنهجه وأتباعه. مسارات حديثة: في القرن (19) كان ذو أثر إيجابي في تطور حياة اليهود وعلاقتهم بالآخرين بعد حشرهم في زاوية التقوقع نتيجة اضطهادهم بالتزامن مع كل شعوب أوروبا وكذلك نتيجة الحركة الصوفية التي تأسست على يد شخص (إسرائيلي بعل شم) وهو عابد متصوف 1700م – 1760 (مقاطعة كارباثبان – شمال البلقان) حيث عاش حياة رهبنة قوامها العبادة والتأمل ونسبت إليه معجزات وفوارق انتقلت بين الناس وكثر أتباعه وأتى بعده الرباني (بايد) الذي وسع من دائرة حركة الصوفية من حيث تنظيمه إرساليات إلى أوكرانيا وانتشارها في أوروبا الشرقية تعليمهم وجود وسيط بين الله والمخلوقات سموه القديس أو الصديق شخص يتصف بالتقوى والورع وهو ذو قدرة الاتحاد مع الله ويتصف بالإشعاع الإلهي الذي نشأ وينمو من خلال التفكير بالذات الإلهية ينتقل من الأستاذ للناس فاعتبر الأستاذ الصوفي هو مصدر التشريع ومصدر الإشعاع). الخروج من العزلة: - لقد كان للثورتين الفرنسية وتحرير العبيد في أمريكا أثراً إيجابياً في خروج اليهود في عزلتهم واندماجهم بالشعوب التي يعيشون بينها. - ومع تقدم الحركة الصناعية والثقافية الحديثة ظهر لليهود مواهب في مجالات مختلفة في الجامعات والمصانع وإن كانت لقاءاتهم ظلت مغلقه باستمرار لتحقيق مملكتهم المنشوده وظل تعصبهم يزداد ويقوى. - فشكلوا أيضاً طبقة برجوازية تكنز المال في أوروبا – فامتلكوا المتاجر والمصانع الكبرى فوظفوا بها الكثير من غير اليهود الأمر الذي زاد الآلفة والرباط للمجتمعات التي يعيشون بها وشعور الغير بالحاجة لهم. - 1965 حصلوا على قرار ببراءة اليهود المعاصرين من دم المسيح من قبل البابالويس السادس. - .................................................... - يارضي الله ورضي الوالدين - جهاد البرق – طالب دكتوراة في القانون الدولي العام -