عندما يأتى المساء يجلس الواحد منا يحاول استرجاع شريط يومه محاولا تذكر ما اكتنفه من اخطاء ، وفى هذا ينقسم البشر الى نوعان : نوعا منا من يسمع لصوت داخله يسمى بالضميرهذا الصوت يشعر به يستنكر بعضا من افعاله ويحسه على محاوله معالجتها فيما بعد ، اما النوع الثانى من البشر فهو النوع الذى استطاع كتمان صوت الضمير فى داخله او ربما اماته على ما يبدو، وللاسف الشديد اصبح معظمنا من النوع الثانى من البشر فهو اما لا يعطى لضميره المساحة كى يعبر عن نفسه او انه استطاع ان يميته من الاساس، يتخيل هؤلاء البشر انهم يعيشون هذه الحياه دون رقيب فهم لا يعترفون بأخطائهم بل والغريب من ذلك انهم يتعقبون اخطاء الاخرين ويحاكمونهم عليها ايضا. اسئله كثيره ربما لم تسألها لنفسك من قبل فربما لم تسأل نفسك يوما كيف وجدت حياتك التى تعيشها عندما جلست لتفكر فيه ؟؟ اكنت حريصا على العمل بكل اتقان ، اكنت حريصا على كل كلمه تخرج من فمك؟؟ هل تلوم نفسك لخطأ ما اكتنفته ؟ ام تلوم دائما الاخرين على اخطائهم حتى اصبحت تشعر انك ملاكا تسبح فى هذا الكون . لايوجد احد منا لايرى امثله هؤلاء معدوى الضمير، فالأمثال لا تحصى ولاتعد على عدم وجود الضمير فى مجتمعنا،فهذا الموظف المرتشى الذى لايعبئ بأى صوت داخله وذلك المسئول الفاسد الذى هو فى الاصل يرعى مصالح مواطنيه وهو بالاحرى قدوة لهم ، فهو لايلتفت لكل ذلك بل كل مايهمه هو مصلحته الشخصيه فحسب ، وربما قد وصل الى هذا المنصب بنوع من التحايل الخالى من كل انواع الضمير بالطبع،لقد بات بكل اسف اناس كثيرون لايعرفون من هو الضمير من الاساس ، يجب علينا ان نعلم ان الضمير هو العمل بتأنى وصبر ، الضمير ان تتحرى الكلمه قبل ان تخرج من شفتاك ، الضمير ان تنضبط فى اخلاقك وتصرفاتك ، ان تلتفت اى ماينقصك اكثر من تعقب نقائص الاخرين ، امثله كثيره يتضح فيها اهميه الضمير لمجتمعاتنا فهى الركيزه الاساسيه لتقدم الامم . اتدرك جيدا كونك لاتعيش وحيدا ؟؟ افكرت يوما ان وجودك فى مجتمع به اناس كثيرون تتعامل معهم ويتعاملون معك ، هذه حقيقه ربما مع بساطتها لكنها ربما تكون غائبه عن معظمنا ، فالناس فى الغالب تعتقد انها تعيش فى هذه الحياه لتحقيق مطامعها واهدافها فقط دون النظر الى مصالح الاخرين وهذه النظريه هى اساس انعدام الضمير ، فهم كى يحققوا مايتمنوه يستخدمون كل الوسائل حتى ولو تسببت فى اذى الاخرين فالغايه تبرر الوسيله كما يقولون ويعتقدون ، لكنهم لو غيروا نظرتهم لاكتشفوا ان النظر للمصلحه الشخصيه على انها الاولى والاهم وان مصالح الاخرين ليس لها من اهميه لاكتشفوا ان هذه النظره من اهم اسباب انهيار الامم . اياما غريبه نعيشها الآن ربما نعرف فيها جميعا ان الله يسمعنا ويرانا ولكن فئه قليله جدا منا من تدرك ذلك وتؤمن به ، معظمنا-وللاسف الشديد-اصبح لا يؤمن الا بنفسه ولا يرى غيرها فهو لايؤمن بأمكانيه الصواب والخطأ فهو -ايا كانت الظروف- على الصواب دائما ، يجب علينا ان ندرك جيدا ان الايمان لا يتجزأ وان من سمات المؤمن هو يقينه بأن الله يراه ، يجب علينا ان نتفكر جيدا فى قوله صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" ...(رواه الترمذي) ، يجب علينا ان ندرك جيدا انه ليس منا من هو معصوم من الخطأ الا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) ، فكلنا يخطئ ويصيب ، يجب ان نتعامل بهذا المنطق الذى يتيح لنا ان نلوم انفسنا فى بعض الاحيان ، فقد جعل الله ذلك الصوت كى نغسل بيه مافى داخلنا من اخطاء وذنوب فهو رحمه من الله عز وجل ، نعمه انعم الله بها علينا يجب ان نحافظ عليها وان نفكرا مره اخرى فى طريقه نظرتنا للحياه وكيفيه نظرتنا لانفسنا وللاخرين ... اللهم تجاوز عنا وارزقنا نعمه الضمير وارحمنا ياارحم الراحمين .