عدم كفاءة استخدام الموارد قد لا تقل خطورة عن تداعيات سد النهضة بأثيوبيا، والعبارة سبقها، قد، حتى لا يقف عندها المتفلسفون وأنصاف المتعلمون مدعي الثقافة الذين يملئون الشاشات ويطلون علينا بوجوههم الكريهة ويحدثونه الناس بعبارات التصيد التي تملئها الشماتة بهدف التضليل وإحداث البلبلة، إنما قصدت استخدام أساليب للفت الانتباه لخطورة ما ننوه عنه من أشكال الهرتلة والرعونة التي يعمل بها الجهاز التنفيذي للدولة والتي نتوقع منه الكثير من المفاجآت والتي نتعايش مع الكثير منها وفور تورمها يتطاير صديدها العفن في وجوه الجميع وها هي تعود إلينا واحدة من أخطر المشاكل المتورمة التي أصبحت محل اهتمام الجميع ويتخوفون من الآثار المترتبة والمتوقعة منها ألا وهى مشكلة سد النهضة بالحبشة، والحبشة هي هضبة مصنفة أنها من الهضاب البركانية وتقع في أثيوبيا وتعتبر من أهم منابع النيل الأزرق الذي يمر بجنوب أثيوبيا والحبشة في اللسان العربي تعني الأجناس المختلطة إشارة إلى الساميين المهاجرين من جنوب الجزيرة العربية والحاميين الكوشيين من سكان أصل البلد، وبسبب التخاذل في أداء الأجهزة التنفيذية وميوعة مواقفها المتراكمة أصبح لإسرائيل تواجد مستقر في دول حوض النيل والدول المحيطة ويتمثل ذلك في إريتريا – أثيوبيا – كينيا – أوغندا – الكونغو (زائير) – تنزانيا – أفريقيا الوسطى – جنوب السودان، وهذا التواجد هو بالنسبة لها يمثل وضع استراتيجي اكتسبته بالتخطيط والتنفيذ الجاد في إطار منظومى تفتقد إليه الكثير من الدول ومن بينها طبعاً مِصُرنا الحبية فاستحقت وبجدارة أن تحققه، بالإضافة طبعا لحلمها بتوصيل مياه النيل إليها وهو حلم تعمل وتهدف إلى تحقيقه، وفى ظل المعطيات الحالية نتوقع لها أن تحققه، مثلما تحلم وتحاول تنفيذ حلمها من النيل إلى الفرات والتي استطاعت تحقيق جزء منه، فإسرائيل وغيرها من الدول لا يعملون إلا من خلال خطط إستراتيجية تحققها خطط تكتيكية يقوم عليها جهاز تنفيذي من خلال عمل منظومى ولذلك فدائما ما تكلل مخرجاتهم بالنجاح، وهذا ما لا نعرفه ولم يدخل في ثقافتنا أو أية من مفرداتتا التنفيذية أو التخطيطية، وسوف نواجه خلال فترات زمنية قصيرة ومتلاحقة بالكثير من القنابل الكارثية التي تسبب فيها فساد بعض الأجهزة التنفيذية، ونسأل الله الحفظ والسلامة لأمنا مصر المحروسة بإذنه تعالى، والطامة الكبرى أننا لازلنا نتعامل مع مثل هؤلاء المسئولين وتشاء بنا الأقدار أن من يصنع لهم القرار من تربوا وتعايشوا في ظلال أنظمة نستحقها، عاثت في الأرض فساداً وزرعت فينا روح الانهزامية والتخاذل والامبالاة، ولن يهدأ البال لمن يُحيكون لمصر الدسائس حتى يتم الحسم ولا نعرف لصالح من، ولكننا نُحسن الظن بالله، وبقدره لنا ولطفه بقضائه علينا. ألم يصل الى مسامع أجهزتنا التنفيذية التى لا يوجد لها مثيل على كوكب الأرض أن كينيا استطاعت من خلال قنواتها الدبلوماسية أن تنتزع اعترافاَ من لندن بقيامها بتعذيب مواطنين كينيين أثناء الاحتلال البريطانى لها وتوافق على دفع تعويضات من جراء ذلك، فهل تتعلم تلك الحفنة التنفيذية التى ابتلينا أنفسنا بها وتطالب بمثل هذه التعويضات، ألم تسمع تلك الآجهزة أن أثيوبيا قد منعت سفر جميع رعاياها الى السعودية بشكل قاطع ونهائى وخسرت نحو 40 ألف تأشيرة، وذلك بمجرد قيام السلطات السعودية بتأجيل منح التأشيرات للعمالة الأثيوبية بشكل مؤقت للتحقيق فى حوادث قتل أطفال تم اتهام بعض العمالة الأثيوبية التى تعمل بالمنازل، ألا يشعر هؤلاء القائمين على أمورنا بالخجل من حبس وجلد للمصريين بالدول العربية كان الكثير منهم بالباطل وألا يدفعنا هذا الفعل بإعادة ملف تعذيب الأسرى المصريين فى سيناء على يد الاحتلال الاسرائيلى لسيناء عام 1967م، والذى وصل بهم الأمر الى دفن بعضهم أحياء بشهادة قادتهم، أم أن الأجهزة المتهرتلة يسرى فى شرايينهم لون آخر غير اللون الأحمر، " محمد فاروق يسُ عضو المجلس المصري للشئون الاقتصادية [email protected]