قال أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الأربعاء إن بلاده لا تنتظر "توجيها" من احد وذلك في خطاب بمناسبة تنصيبه يشير إلى أن الزعيم الشاب سيتابع نفس السياسة الخارجية المستقلة التي تبناها والده. وتزامن أول خطاب للأمير تميم مع تغيير وزاري فقد خلاله الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني منصبيه كرئيس للوزراء ووزير للخارجية. ومن المتوقع أن يحتفظ الشيخ حمد بمنصبه الكبير كنائب لرئيس جهاز قطر للاستثمار وهو صندوق ثروة سيادي نشط عالميا تتراوح قيمته بين 100 مليار و200 مليار دولار. وقال الشيخ تميم (33 عاما) -الذي تسلم السلطة من والده يوم الثلاثاء- في خطابه إن الطائفية تهدد الوحدة العربية في وقت أججت فيه الحرب السورية التوترات الطائفية. ومن على نفس المكتب الذي أعلن منه والده تخليه عن السلطة التي تولاها قبل 18 عاما تبنى الشيخ تميم نبرة عملية في كلمته التي استغرقت 15 دقيقة والتي كانت عامة في طبيعتها وركزت على القضايا الداخلية. وتعهد بالسير على "الطريق الذي شقه" والده. وقال في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي "نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيها .. لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا من المسلمات في قطر وعند من يتعامل معنا نحن أصحاب رؤية." وأضاف "كعرب نرفض تقسيم المجتمعات العربية على أساس طائفي ومذهبي ذلك لأن هذا يمس بحصانتها الاجتماعية والاقتصادية ويمنع تحديثها وتطورها على أساس المواطنة بغض النظر عن الدين والمذهب والطائفة ولأن هذا الانقسام يسمح لقوى خارجية بالتدخل في قضايا الدول العربية الداخلية وتحقيق نفوذ فيها." وقال الأمير إنه لا ينبغي اعتبار بلاده - التي طالما اعتبرت حليفا لجماعة الإخوان المسلمين - تؤيد اتجاها سياسيا معينا وإن قطر تحترم كل الطوائف الدينية. وأضاف "نحن دولة وشعب ومجتمع متماسك ولسنا حزبا سياسيا ولهذا فنحن نسعى للحفاظ على علاقات مع الحكومات والدول كافة. "كما أننا نحترم جميع التيارات السياسية المخلصة المؤثرة والفاعلة في المنطقة ولكننا لا نحسب على تيار ضد آخر نحن مسلمون وعرب نحترم التنوع في المذاهب ونحترم كل الديانات في بلداننا وخارجها." وقال محللون إن الخطاب يهدف لإظهار أنه لن يكون هناك تغيير مفاجئ في السياسة القطرية. وقال كريستيان اولريشسن خبير شؤون منطقة الخليج لدى معهد بيكر للسياسة العامة "احتاج الأمير الجديد عند تنصيبه إلى تحقيق توازن بين مستمعيه المحليين والمصالح القوية الاقليمية والمحلية." وأضاف "لم يفصح عن الكثير لكنه سعى عموما لطمأنة الناس بأنه رغم حدوث تغيير في أسلوب القيادة سيكون هناك استمرارية في جوهر عملية صنع السياسة القطرية." لكنه لم يتطرق بالذكر إلى الصراع السوري الذي تدعم فيه قطر المعارضة الساعية للاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وركز بدلا من ذلك على القضية الفلسطينية قائلا إن قطر ملتزمة بدعم كفاح الفلسطينيين. وقال ديفيد روبرتس نائب مدير المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن والمقيم في الدوحة إن الخطاب "يشير بقوة إلى أن قطر ستواصل مسارها بشأن السياسة الخارجية.. لن تكون هناك محاولة للتراجع أو لتقييد ذلك. لم تكن هناك أي مواربة على الاطلاق." وتحكم أسرة آل ثاني قطر منذ 130 عاما. ونشرت وكالة الأنباء القطرية قائمة بأسماء اعضاء مجلس الوزراء الجديد أكدت تعيين عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيسا جديدا للوزراء وخالد العطية وزيرا جديدا للخارجية وهما منصبان كان يشغلهما السياسي المخضرم الشيخ حمد بن جاسم. وعين أيضا علي شريف العمادي وزيرا للمالية في حين احتفظ محمد صالح السادة بمنصب وزير الطاقة والصناعة. وفي عهد الشيخ حمد بن جاسم عندما كان وزيرا للخارجية بدأت قطر في استضافة أكبر قاعدة جوية امريكية في الشرق الاوسط لكنها ايضا تقربت من خصوم للولايات المتحدة أمثال إيران وسوريا وحماس سعيا لكسب ثقل. وفتحت طالبان الأفغانية مكتبا في الدوحة الأسبوع الماضي. وكان الشيخ حمد قد عين رئيسا للوزراء عام 2007 وقام بدور مهم في تسهيل مساعي قطر العديدة لحل توترات ورعاية محادثات في صراعات من لبنان إلى اليمن ومن دارفور إلى الأراضي الفلسطينية.