الشر لا يعيش في النفوس الطيبة. لأن النفس البارة أرضٌ خصبة للخير، تحتضن بذوره من ثلاث مصادر أساسية: وهي مبادئ الأديان السامية، وعدالة القوانين المدنية الإنسانية، ونقاء البيئة وما تمنحه للإنسان من رعاية أسرية وإجتماعية. وللخير مزايا رائعة تعود ليس فقط على حامليه بل على المحيطين بهم، أي عائلاتهم ومجتمعهم ووطنهم والعالم أجمع. وقد قيل في المثل الشعبي "الخير يعُم على الكل والشر يعود لاصحابه". ولكن للشر بريق لامع خادع مغري، يضوي في ظلام النفوس الضعيفة كشرار النار. وقد يخبو بريق الشر في تلك النفوس مؤقتاً تحت عوامل الأديان والقوانين والعرف الاجتماعي، ولكنه لا يلبث أن ينتفض ويشتعل ناراً حارقة مدمرة تحت عوامل عديدة تدفعهم لارتكاب الأعمال الشريرة.كالظلم والعنف والارهاب والقتل والتحرش والخطف والاغتصاب والهدم والحرق، وغير ذلك من موبقات. وقد تنبثق تلك المشاعر السوداء نابعة من الذات، أو مدفوعة من البيئة، أو من الإثنين معاً. أي قد ينبت الشر في بعض النفوس من أمراض نفسية شخصية، أو من بذور يبذرها آخرون يحملون تلك النوازع الشريرة ويدفعون الضعفاء لتنفيذ مخططاتهم إما تابعين مخدوعين، أو محتاجين مأجورين. هل ينتصر الشر؟؟ نعم. وهل ينتصر الشرير؟؟ نعم. نعم، كما ينتصر الظالم الذي يستمرئ ظلم الأبرياء. وكما ينتصر الطاغية أو الفوضوي الغوغائي الذي يستقوى على الضعفاء. وكما ينتصر الإرهابي عندما يُفَجِّر القنابل ويزهق أرواحاً بريئة، ويسفك دماء أطفال ونساء ورجال لم يحركوا إصبعاً في حياتهم لالحاق ضرر به. بل لم يلتق بهم ولم يروا وجهه في حياتهم. ولكن هل يطول انتصار الشر والشرير؟؟ بالطبع لا. فلم يطل انتصار هتلر وأسامة بن لادن والزرقاوي والشابين الشيشنيين الذين فجرا ماراثون بوسطن. كل انتصاراتهم كانت قصيرة الأمد. لم تدم. بل طالتهم الهزيمة جميعاً بعد سنين أو بعد ساعات!! قد ينتصر الارهابي فترة وينتشي من زهوة شرِّه وانتصاره المؤقت، ولكنه سيعيش طريداً، وسينال مرارة الهزيمة إن عاجلا أو آجلا. وقد قيل: "ليس المهم أن تكسب معركة، المهم أن تكسب الحرب". فنصرُ الإرهابي نصرٌ زائفٌ ومؤقتٌ. ومصيره على الأرض أسوأ من مما فعل بضحاياه الأبرياء. أما مصيره بعد حياته فعدل الله خالقه وخالق ضحاياه كفيل به. "لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 10-12) وأضيف: ومهما الجبان خاف واستخِبَّى وواخد الحياة في مفهومُه لِعبَه نار تحت تِبن.. ودخانها باين مُراوغ وخاين سَيَّح دماء.. ناس أبرياء وحطَّم وهَدِّم.. وثَكِّل ويتِّم بكل افتراء باسم الديانة.. واسم الإلَه ما خَلا وراه لا شرَّف ديانة.. ولا راعَى إلَه حيخسر حياته بطلقة ف دقيقة بنفس السلاح.. ونفس الطريقة وياخد جزاه وياخد معاه شَرُّه العتيد فلا عاش مجاهد ولا مات شهيد