لم يعد لأحدنا سعة من وقته أو صبره لقراءة مقال في سياق أدبي ، أو قصة ذات معنى إذا زادت عن سطرين !! لذا .. سأختصر .. وفي نقاط .. تماما .. كتلك التي كانت في ظهر كل كتاب مدرسي ، قبل الأكل .. وبعده ! .. لماذا يكره بعضنا الإخوان ؟ إن لم يكن اغلبنا اليوم ، أنا أقول لك .. أولا / جنون العظمة والإضطهاد : كلاهما مرضا مستعصيا عند الكثيرين ، لكن الشخصية العامة الإخوانية وبالأخص تلك التي في مراتبها العليا داخل الجماعة ، تتصور فعلا وبدون شك .. انها على حق دائما ، وأنها في قمة النبل ، وتسعى جاهدة للنهوض بكل من حولها ، من الجهله ، والعوام ، والمغيبين لغة ً وشرعا ً ! وهنا فقط يتضح أصل المسألة بين الإخواني وغيره .. فليست على طبيعتها من إمكانية الأخذ والرد ، والعرض والإقناع ، وإنما هي دائما أن تقبل نبله ، ومثاليته ، وعالمه المفترض والذي يقبع داخله بعيدا عن أي واقع وإلا فأنت حتما .. أحد هؤلاء المتآمرين .. الذين هم ضد المثالية والنبل و ( الدين ) . فكل مختلف في الرأي ( الذي هو دين ) ما هو إلا شخص ( ضد الدين ) ! ثانيا / مبدأ الطاعة داخل الجماعة : فالملاحظ أن النشيء لديهم يتربى عليه كما لو كان الصلاة ، أو شهادة التوحيد ، وبالتالي ، فإن وصول هذا النشيء إلى سن مناسبة بحيث تحمله قدمه ، فإنه يبدأ فورا ً ومن تلقاء نفسه في تطبيق هذا المبدأ على كل المحيطين به بدءا من أهله وزجته وذويه وانتهاءا ًبأصدقائه والمحاورين له . وهنا أيضا يتضح طبيعة البيوت " الإخوانية " التي ظاهرها الإنسجام ، وواقعها امرأة بلجام يندر أن يروق لأحد الشخصيات الإخوانية إمرأة غيرها ، ذات رأي مختلف ! فالإختلاف في ذاته دليلا على عدم صلاحيتها كزوجة ! وربما عدم صلاحيتها كامرأة .. أيا كانت .. في نظره! فكل مختلفة هي تبحث عن الإنحلال الذي أول طريقه ( الإختلاف في الرأي ) الذي هو ( دين ) أيضا ! ثالثا / إزدواجية المرجعيات فالذي يتخذ ( مرشدا ) أبا روحيا ، وكلاهما يتخذ ( إماما ) كذلك ، قلَّ أن يتذكر إماما أو مرشدا غيره ولو كان نبيا ، وبالتالي .. لزم أن يكون المرشد والإمام كلاهما من صفة النبي وهيبته شكلا وموضوعا .. وهذا يفسر طبيعة الإنقياد والطاعة بحيث تختلف مليونيات الإخوان المسلمين – مثلا - عن أي تجمعات أخرى ، فلو تقرر عمل مليونية .. ستجد من يترك أهله وماله وأشغاله ليقف في الحر والبرد أو حتى العواصف .. قف تعنى قف .. ولا شيء آخر ! فطاعة المرشد والإمام من طاعة النبي .. هكذا تعاليمهم .. وبذات المبدأ فإن التخصيص بلا مخصص ( وهو مبدأ شرعي وعقلي ) باطل ، بمعنى أن الجماعة لها صفة وكيان هو بعين أفرادها أهم واكبر من أي كيان آخر وبالتالي فإن الجنسية ( مصري ) لا تعنى أبدا ولا تمثل أي شيء مقارنة مع كون أحدهم عضو جماعة الإخوان المسلمين التي تنتشر في البلاد العربية التي هي مجرد مراكز وكيانات ثانوية تضم الكيان الأكبر الذي هو الجماعة ، ولهذا فإن تغلغل هذه الجماعة في كيان الدولة بشكلة القانوني من أخطر ما يكون .. اما أن يكون رئيسا سابقا لحزب الجماعة السياسي اليوم هو رئيس لكبر دولة عربية .. فهذا – مع ما اوضحناه – كارثة ! رابعا / الإغراق في المثالية ونفض اليد من الأخطاء وهو واضح ظاهر في غير مناسبة ، حاول مثلا أن تقنع أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، بأن من الخطأ أن يتخذ الرئيس محمد مرسي ( الإخواني ) قرارا ثم يتراجع فيه بعد ساعتين ، ستجده يثور ويغضب ويؤكد انها ( مناورة سياسية ) وأنها ( حكمة ) و ( دهاء ) حتى لو تسبب ذلك في تطاحن في الشارع بين الجماهير كأحداث الإتحادية ، وبورسعيد والمقطم وغيرها أو القفز على الشرعية كالإعلان الدستوري . خامسا / عذر أقبح من ذنب ( الكذب للتبرير ) وهذا أيضا واضح ظاهر في كثير من المواقف التي تراجع فيها الإخوان عن مواقفهم المعلنه من عدم الترشح للرئاسة مثلا ، وقد كان ، وكان التبرير سابقا الإستهجان وكم ظلت الجماعة على حرصها في موقفها المعلن أن تبدوا مجرد فصيل يعمل لخدمة الوطن ولا يطمح إلى الرئاسة ! سادسا / النديّة وإلقاء التهم جزافا على الغير ولا يعني ذلك ان هذا الغير في حل من المسؤلية أو انه بريء دائما مما يُتهم به ، لكن الإخوان أنفسهم لا يتركون للمواطن في هذا البلد فرصة لكي يحكم بنفسه على اي فصيل أو شخصية عامة من خارج جماعة الإخوان المسلمين ، إذ يتسابق أعضاؤها في كل مكان في إلقاء التهم على كل من عداهم سيما خصومهم السياسيين .. وفرض هذا التصور بل وفرض أن المواطن مستعدا ومؤهلا في كل الحالات لتصديقه والإقتناع به لمجرد أن ظاهر هؤلاء الخصوم والفصائل الأخرى غير الجماعة ( ضد الدين ) الذي هو مجرد ( رأي الجماعة ) يوضح في النهاية مدى الندية التي يتعامل بها هؤلاء الناس ، مع الجميع ! وأخيرا / الإسلام وفي كيفية إستغلال جميع الطوائف الدينية للدين فلا تكفي كتابة الكتب وليس المقالات إلا أني سأقول وبكل بساطة شيئا واحدا : إذا كان الرئيس مرسي لدى تسلمه السلطة قد أقسم على القرآن الكريم وإحترام الشرعية والحدود فاهلا وسهلا بكل تبرير ديني لكل خطأ وأهلا وسهلا بكل قرار من شأنه ( النهضة ) على أساس ( ديني ) لكن الحقيقة والواقع ، أن الدكتور مرسي أقسم بمحض إرادته على إحترام الدستور ( الغربي بامتياز ) والقانون ( الفرنسي ) ثم لا ينفك يتحدث عن قراراته بدعوى صون ( الدين الإسلامي ) الذي هو في مصر عقيدة وعرفا غير مقنن ولا يحوي منه القانون إلا القشور باعتراف الجميع ! وبرغم ذلك .. فالمواطن لم يكفر ، ولم يحتج لقانون يذكره بالصلاة . والجدير ذكره في هذا الصدد ان العقيده والعرف اقوى من أي قانون بل إن العرف أحد المصادر الأساسية لأي تشريع في اي مجتمع حديث ، فإذا تم إصدار قانون مثلا من شأنه تقليل أهمية الصلاة في مجتمعنا عند تطبيقه ، فإنه ولو طبق هذا القانون حتى الف سنة قادمة ، لن يحترم الناس تطبيقه وسيكون مجرد شكل من أشكال الروتين الذي لا يحترمه أحد ، لأن العرف في هيبة الصلاة وإحترامها كركن أساسي في العقيدة يحترمه الناس ويحرص عليه حتى ولو تهاون البعض في أدائها ، إلا ان اعتبارها كذلك أقوى من أي قانون .. حتى مع إصداره والعمل به على أسوأ الفروض . والشاهد من هذا ان المصريين ليسوا في حاجه للإخوان المسلمين حتى تكون الصلاة مهمه ، وحتى يكون إقصاء المعارض وإستعداء الناشط السياسي وسحل المواطن البسيط مقبولا بدعوى أنهم جميعا يعملون ضد الدين ، الذي هو مرة أخرى ( رأي الجماعة ) فالدين كعقيده وكعرف أقوى من أن يُخشى عليه من أحد .. وأثبت من أن يحتاج المصري بعد ألف وأربعمائة عام للإخواني .. الذي يفسح الطرق للمرشد والإمام .. حتى تقام شريعة مقامة بالفعل عقيدة ً وعرفا .. أما أن نتحدث عن ( تقنين الشريعه ) أو ( مرجعية دينية ) فهذا أمر لا يستقيم أبدا والدستور والقانون الذي أقسم الرئيس عليه وأقسم على احترامه .. فرجاءا ً .. كلمة أخيرة .. احترموا عقولنا .. لأن المصري لمن لا يعلم ( شاطر في التجارة ) لكنه لا يقبل أبدا هذا النوع الرخيص منها ! والذي انكشف بالفعل .. للجميع