حث الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الفلسطينيين على مواصلة الكفاح المسلح ضد اسرائيل وذلك بعد يوم من اتفاق زعماء اسرائيل والفلسطينيين على مواصلة المحادثات بشأن اتفاق سلام تدعمه الولاياتالمتحدة. وعبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون - التي استضافت في واشنطن أولى جلسات المحادثات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس - عن ثقتها في ان احدث محاولة لاحلال السلام بالمنطقة قد تنجح بعدما فشلت محاولات اخرى كثيرة. لكن أحمدي نجاد قال ان المحادثات ستفشل مجددا. وانتقد بعض الزعماء المسلمين لعدم تقديمهم الدعم الكامل للفلسطينيين ضد اسرائيل. وقال للمصلين في جامعة طهران في مراسم بثت على الهواء مباشرة في الذكرى السنوية ليوم القدس في ايران "لا يمكن حل القضية الفلسطينية من خلال المحادثات مع أعداء الامة الفلسطينية. المقاومة هي السبيل الوحيد لانقاذ الفلسطينيين. "كيف يمكن لهذه المفاوضات أن تنجح اذا كان الوسطاء فيها هم من خلقوا هذا الصراع." واتفق نتنياهو وعباس على الاجتماع مجددا في المنطقة يومي 14 و15 سبتمبر ايلول بحضور كلينتون ايضا. وفي غزة التي يتمتع حكامها الاسلاميون بدعم ايران احتشد عدة الاف من أنصار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومن جماعة الجهاد بمناسبة يوم القدس ونددوا بمفاوضات السلام. ولوحوا بصور للزعيم الايراني الراحل اية الله الخميني وأعلام ايرانية. وقال اسماعيل الاشقر وهي قيادي في حركة حماس انه لا يمكن تحرير القدس من خلال المفاوضات والحوار وان المقاومة والجهاد هما السبيل الوحيدة لتحرير القدس من "دنس الاحتلال الصهيوني". ووصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة المحادثات الاسرائيلة الفلسطينية بانها "ولدت ميتة" مضيفا أن معظم الفصائل الفلسطينية رفضتها. وقال في احتفال أقيم بمناسبة يوم القدس في الضاحية الجنوبية لبيروت "ان هذه المفاوضات ولدت ميتة. الاغلبية الساحقة من الفصائل الفلسطينية اعلنت رفضها وتنديدها واستنكارها." واضاف "اغلبية الشعب الفلسطيني اعلنت معارضتها ورفضها لهذه المفاوضات. اذن هذه مفاوضات ليس لها اي قيمة حتى من الزاوية الفلسطينية الداخلية." وأضاف نصر الله أن اخر شيء تهتم به هذه المفاوضات هو فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني. ومضى يقول "للاسف الشديد المفاوضات مع هذا العدو بالتحديد... ليس لها نتيجة سوى اعطاء المزيد من الحياة والعمر والشرعية التي ليست شرعية لهذا الكيان وهذا الاحتلال." وكان اية الله روح الله الخميني مؤسس الثورة الاسلامية في 1979 هو من أطلق احتفال يوم القدس. وينظم الاحتفال في الجمعة الاخيرة من رمضان من كل عام. وقال التلفزيون الحكومي ان الملايين بينهم جنود وطلاب ورجال دين شاركوا في مسيرات في انحاء البلاد لاحياء يوم القدس. وكان بين المشاركين في مسيرات في شوارع وسط طهران نساء في ملابس سوداء ويحملن أطفالا يمسكون ببالونات مزينة بشعار "الموت لاسرائيل". وهتف المشاركون "الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل" وكان كثير منهم يحملون صورا للخميني وخليفته الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي. ولا تعترف ايران باسرائيل ودعت مرارا الى القضاء عليها كحل وحيد للصراع في الشرق الاوسط. وتدعم الجمهورية الاسلامية حزب الله اللبناني وحركتي المقاومة الفلسطينيتين حماس والجهاد الاسلامي. وقال أحمدي نجاد "دول المنطقة قادرة على القضاء على اسرائيل تماما." وأضاف أن النظام الاسرائيلي "ليس له مستقبل. وصلت حياته الى نهايتها." وتتهم الولاياتالمتحدةايران برعاية الارهاب من خلال تمويل وتسيلح تلك المنظمات. وتقول ايران انها تقدم دعما معنويا لجماعات النشطاء الاسلامية. وهناك خلافات أيضا بين ايرانوواشنطن وحلفائها الاوروبيين بشأن الانشطة النووية الايرانية. وترى اسرائيل التي يعتقد أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط البرنامج النووي الايراني تهديدا لوجودها ولم تستبعد اتخاذ اجراء عسكري ضد ايران اذا فشلت الدبلوماسية في انهاء الخلاف. وفرضت عقوبات دولية على ايران للضغط عليها لوقف الانشطة النووية الحساسة. وقال احمدي نجاد لاسرائيل ان الجمهورية الاسلامية لن تقف مكتوفة الايدي ازاء أي هجوم عسكري. وقال أحمدي نجاد "أريد أن أقول انه ليس الصهاينة وحدهم أصغر من أن يلحقوا الاذى بالامة الايرانية وحقوقها وانما سادتهم أيضا." وكرر كبار المسؤولين العسكريين في ايران تصريحات الرئيس. ونقلت وكالة مهر الايرانية للانباء عن رئيس الاركان الايراني حسن فيروز عبادي قوله يوم الجمعة "أسلحتنا المتقدمة قادرة على اصابة أي جزء من النظام الصهيوني (اسرائيل)... نرجو ألا نضطر الى مهاجمة منشاتهم النووية." وقال موقع سهم الالكتروني التابع للزعيم المعارض مهدي كروبي ان متشددين موالين للحكومة طوقوا منزله لمنعه من المشاركة في التجمع الحاشد خوفا من أن وجوده يمكن أن يجدد الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي شهدتها ايران بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي. (شارك في التغطية حسين غاصب ورامين مصطفوي في طهران وليلى بسام في بيروت)