حفل أسطوري بل قل إن شئت عُرس القرن تتزين له مصر لاستقبال أول رئيس يولد من رحم صناديق الاقتراع. في سابقة هي الأولى من نوعها عبر تاريخ مصر . إلا أن بعض المرشحين مازال يعتمد على النظرية القديمة ( أطعم الفم .. تستحي العين ) و لكن بعد تطويرها لتناسب العصر ( أطعم الفم .. يستحي الصوت ) و من ثم تضمنه . في ظل غياب واضح للرقابة على حملات المرشحين و مصادر تمويلها . إن التغير الكبير الذي شهده المجتمع المصري بعد الثورة لم يكن مبررا كافيا لدى البعض لتغيير فكرهم ليتناسب مع الحدث في ظل عدم القناعة باستحالة عودة مصر إلى ما قبل 25 يناير 2011 و لكنهم مازالوا يراهنون ! يراهنون على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة .. و على جهل بعض الناخبين لأهمية صوته .. و أحيانا على شعور اللا جدوى الذي ينتاب بعض الناخبين من تلك الانتخابات .. و أن القادم الجديد لن يكون بأفضل حالا من مبارك ... و كأن شعارهم _ تمتعوا بالسيئ .. فالقادم أسوأ _ تلك حقيقة مفزعة و مؤلمة أيضا ! و للأسف يلعب بعض المرشحين على ذلك . بل أن البعض أحيانا لا يفرق بين صوت الإنسان و صوت الحمار فكليهما صوت ! . و كأن الشعب قطيع سيتم سوقه لحظيرة انتخاب . إن كلام بعض المرشحين الذي يستغبي فيه الناس لا يعدو كونه كذب جميل مدموج بفنتازيا دعائية أجمل كقول أحدهم أنني سأوفر الأمن في 24ساعة فقط أو يهذي احدهم بقوله سأحل مشكلة الاقتصاد بمكالمة تليفون و كأن المستمعين لهذا الكلام من كوكب المريخ ! و مصابون بالعبط الفطري لتصديق تلك الخزعبلات . إن كان هذا هو منطق المرشحين لإقناع ناخبيهم فلنا أن نتوقع أدائهم إذا فازوا قياسا على تلك التصريحات . و انطلاقا من معظم برامج المرشحين التي هي في حقيقتها صور متعددة لبرنامج واحد و لكن برتوش و أساليب مختلفة في الصياغة . على غرار قول أحدهم سأسمح بالتظاهر السلمي و قول الآخر لا أمانع من التظاهر متى كان غير مخل بالأمن .. و يقول أخر متى كان مشروعا و يقول رابع متى كان مطلبا شعبيا للتعبير عن الرأي .. فكلها تقول سأسمح مع تغير الصياغة الواقع أننا لا نحتاج فقط لتغيير فكرنا بل نحتاج لغسيل كامل و مسح شامل لميراث سنوات طويلة من العبط كنا نُساق فيها إلى صندوق الاقتراع دون أن نعلم ماهية الاقتراع أصلا . و رغم التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال ... إلا أنهم فشلوا جميعا في التواصل ! مع الشعب ! فاختار البعض الطريق الأسهل ( أطعم الفم ) و اختار البعض الطريق الأفضل بالوعود و التمني لقد تطورت آلات الاتصال .. و لم يتطور مستخدموها بعد ! و كما في انتخابات مجلس الشعب انقسم الناس قسمين قسم لم يعرف ماهية الانتخابات و القسم الآخر لا يعرف ما وظيفة مجلس الشعب إلا أنهم جميعا انتخبوا ! كذلك سيجتمع الناس يوم انتخاب الرئيس و لكن حتما سيفرقهم المرشحون ! إن صندوق الاقتراع كسفينة نوح لمصر ..فهو سيحمل كل البشر .. و البهائم أيضا !؟ ... كلنا عققنا مصر فلم نشبع غريزة الأمومة لديها ! فاكسات لكل الناخبين ! 1- وسائل الإعلام لا تصنع رئيسا .. لكنها تدفعك لعمل ذلك ! 2- رئيس بلا دستور .. بداية ممتازة لصنع مبارك أخر ! 3- لا تنتظروا حاكم صالح ... فلم نصلح أنفسنا بعد ! 4- لا يوجد رئيس ديكتاتور .. بل يصنعه فساد بطانة .. و غباء مؤيدين ! 5- لم يثر الشعب على مبارك لأنه فاسد .. بل لأنه لم يعد يحتمل فسادا أكثر ! 6- مصر لم تعد تحتمل تجارب .. لرئيس لا تجارب له ! 7- من الذكاء ألا يخدعنا مرشح بكلامه ... و من الغباء ألا يخدعنا كذبه لننتخبه ! 8- الوعود الانتخابية هي مأدبة المرشحين الفخمة ليأكل الشعب فيها الهواء ! 9- رغم صدق المرشحين في قولهم – حب الوطن عبادة – إلا أنهم عبيد الكرسي ! 10- لم يعد بوسع إبليس ابتكار أسلوب جديد للغواية .. بعدما شاهد قدرة بعض المرشحين... على إغوائنا بالتصويت لهم ! 11- حتى البلطجي يخدمنا .. فقد عرفنا أهمية ما أحرقه لنا ! كذلك الرئيس الجديد .. سيعرفنا قيمة صوتنا .. عندما يسلبنا إياه ! 12- رغم تشدق البعض بعدم شراء الأصوات .. إلا أنهم أسسوا بورصة لذلك ! 13- لقد بارت سوق المخدرات .. فوعود المرشحين تكفلت بتخدير الشعب ! 14- اكبر خطأ سيرتكبه الرئيس القادم ... أنه سيصدق أنه أفضل المرشحين متناسيا الخطأ الأكبر لبعض المصوتين له .. و هو عدم قدرتهم على الاختيار ! 15- مصر عبوة ناسفة محشوة بالقهر ... تحتاج خبيرا لمنع انفجارها ! محمد برجيس