فالكائنات ضياء و فم الزمان تبسم وسناء الروح و الملأ الملائك حوله للدين و الدنيا بشراء و العرش يزهو و الحظيرة تزدهي و المنتهي و السدرة العصماء ...... بهذه الكلمات البليغة لأمير الشعراء أحمد شوقي أبدأ مقالي الذي أفتخر بكتابته عن رسول الإنسانية ، رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي بعثه الله للناس كافة ، بشيراً و نذيراً ، رحمة مهداة ، بعثه الله هدي للإنسانية و ليتمم مكارم الأخلاق ، فهو المعصوم من الخطأ ، أدبه ربه فأحسن تأديبه ، صفاته القويمة فخر لكل مسلم أن يقتدي بها. ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي في عام الفيل قبل ثلاث و خمسين سنة من الهجرة ، ولد يتيم الأب وفقد أمه في سن مبكرة ، فرباه جده عبد المطلب ثم من بعده عمه أبو طالب . كان يتصف بالصادق الأمين قبل البعثة ، فقد كان يضع الناس الأمانات عنده ، وكان معروفاً بالصدق في الحديث و كذلك النزاهة . لم يسجد لصنم ، كان صبوراً علي الأذي الذي لاقاه من الكفار لمدة طويلة و كان يدعوهم للإيمان بالله و يعارضونه و كان متواضعاً ، معتمداً علي نفسه ، فقد كان يخصف نعله و يحلب شاته و يخيط ثوبه وكان في خدمة أهله . كان ودوداً مع الخدم فلم يزجر أحداً منهم و كان زاهداً في طعامه و شرابه و كان خير قدوة في التعامل مع زوجاته ، متلطفاً مع الأطفال ، رحيماً بهم ، رؤوفاً بجميع المخلوقات ، محافظاً علي مظهره ، بشوشاً مبتسماً في وجه كل شخص ، لم يتحدث بسوء ، يقبل الهدية و يردها ، يصل رحمه و يود جيرانه ، شجاعاً يتقدم الجيش في الحرب ، متسامحاً ، كثير العبادة : فبالرغم من أنه غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، كان يقول لعائشة رضي الله عنها : " أفلا أكون عبداً شكوراً ؟" كان عندما يأتيه الهم و يحزن ، يفر إلي الصلاة و يقول :" أرحنا بها يا بلال ." فقد كان يصلي في تذلل و خشوع . فكان رحمة مهداة . أمرنا الله بالصلاة عليه فقال في كتابه الكريم : " إن الله و ملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليماً ." سورة الأحزاب 56 . وفي ذكري مولده يكون الاحتفال الحق به هو بإحياء سنته و الاقتداء به و التعرف علي صفاته القويمة . فقال الله تعالي : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ." سورة الأحزاب 21. ورداً علي ما حدث في فرنسا هو أن هذا ليس حرية تعبير . فحرية التعبير لا تعني إساءة لأي من المقدسات أو الرموز الدينية أياً كانت ملتها ، اتفقنا معها أم اختلفنا . ما حدث هو إساءة أدب حقاً .