(هذا المقال نُشر في عرب تايمز بتاريخ 6/4/ 2012) أشرت في مقالي السابق إلى احتمال أن يكون الدفع بالمهندس خيرت الشاطر موجها لتحقيق أهداف غير معلنة، وذكرت احتمالين، أحلاهما مر، وإني لأرجو وآمل أن تكون توقعاتي خاطئة، وإن كنت أسبتعد خطأها. الاحتمال الأول: يتلخص هذا الاحتمال في أن تتفت أصوات التيارات الإسلامية، وينقسم معها الشعب فرقا وأحزابا؛ ففريق يقوم بتأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وفريق يقوم بتأييد الأستاذ حازم صلاح أبو إسماعيل، وفريق يقوم بتأييد المهندس خيرت الشاطر؛ وبقية المرشحين الإسلاميين سوف يتنازلون لصالح أي منهم أو لا يتنازلون فلا مشكلة. المهم أن الأصوات التي ستتوجه إلى الإسلاميين من المرشحين سوف تنقسم على ثلاثة على الأقل بدلا من أن كانت في مجملها موجهة إلى اثنين، ومن ثم يقل عدد أصوات كل مرشح منهم. بناء على هذا الاحتمال تكون فرصة فوز مرشح الفلول أكبر، وعلى أقل تقدير تكون هناك فرصة للإعادة مع أحد الثلاثة، وفي الإعادة يتم تكثيف الدعاية لهذ المرشح، ويتجمع حوله جميع الأصوات عدا الأصوات التي ستتوجه إلى الإسلاميين بالطبع، فيفوز بالرئاسة. بناء على هذا الاحتمال أيضا يكون التخطيط بإبعاد الإسلاميين عن منصب الرئاسة قد آتى أُكُله، ويكون الدفع بالمهندس خيرت حقق الهدف منه، وذهبت الرئاسة لغيره، ولغير الإسلاميين جميعا. ويكون قد تم استدراج الجماعة لتحقيق ما يريده العسكر والفلول استدراجا من حيث لا تدري، وتكون طعنة للجماعة في مقتل فتنال الخسارة من حيث أرادة المكسب. الاحتمال الثاني: يقوم هذا الاحتمال على أساس فرضية أن هناك تنسيقا بين القوى الإسلامية على مستوى القيادة، وأن هذه القوى تركت الجماهير في انقسامها انقساما مؤقتا، ثم تقوم الشخصيات المرشحة في اللحظة الحاسمة بالانسحاب لصالح شخصية واحدة هي شخصية المهندس خيرت الشاطر، أو غيره بحسب الاتفاق السري، ومن ثم يتم توحيد الأصوات الموجهة للتيار الإسلامي حول شخصية واحدة، فتفوز هذه الشخصية في الانتخابات باكتساح، وتتولى أمر الرئاسة؛ ليكون التيار الإسلامي قد استحوذ على البرلمان والحكومة والرئاسة، وأصبح مسئولا عن البلد من كافة الاتجاهات. وفي هذه الحال ينفذ المجلس العسكري استقالة جميع أعضائه الموقعة بتاريخ 30 يونيو 2012، وتعود القوات المسلحة إلى ثكناتها، تاركة الأمر برمته للحكومة والرئيس، وتاركة الفوضى دون ضبط، وقد انفلت العيار، والاقتصاد في اضمحلال مستمر، والحال النفسية لدى الكثيرين صارت في مرحلة ما قبل الغليان بقليل. كما ذكرت الحال في الداخل ستكون صعبة إلى حد كبير، والخارج يقف ينتظر نتائج الانتخابات ليحدد موقفه في التعامل، وفي ضوء هذه الصعوبات والانفلات الأمني، وضعف الاقتصاد، وشيوع المشكلات العديدة في المجتمع، وسقوط جهاز الشرطة وانتشار البلطجة، في ضوء كل هذه المعطيات لا يستطيع الرئيس وحكومته تحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الآمن للمجتمع، فيصاب الناس بالإحباط فوق ما هم عليه، ويشعر العسكر بإحباط المجتمع، وبعد تنسيقهم مع القوى الخارجية يقومون بانقلاب على الحكم، ويساعدهم الشعب للتخلص من حالة الإحباط واليأس التي وصل إليها. بناء على هذه الفرضية أيضا يكون الإخوان المسلمون قد تم استدراجهم إلى نفق مظلم لا يخرجون منه إلا وقد خسروا وجودهم في الشارع وخسروا كيانهم السياسي الذي مهد له الوصول للبرلمان وسدة الحكم. كما قلت سابقا آمل أن تكون رؤيتي خاطئة، وألا يتحقق حرف منها؛ لكنني لا أتوقع أن يُسلم العسكر كل شيء للإخوان بسهولة، ولا أن يتنازلوا عن مكاسبهم ومخصصاتهم من أجل سواد عيون الإخوان. الحرب الدائرة الآن هي حرب إثبات الذات والحفاظ على المكتسبات؛ فمن سينتصر فيها؟ نترك الحكم لإرادة الله، وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة. لك الله يا مصر .... لك الله يا مصر تصميم عرب تايمز .... جميع الحقوق محفوظة المقالات المنشورة ارسلت الى عرب تايمز من قبل الكاتب وهي تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي عرب تايمز