يواجه الدكتور العوا حملة مسعورة من الإفتراء والكذب والتشويه، وقد بلغت هذه الحملة درجة عجيبة من البلاهة.. فهم يتهمونه بالشيء ونقيضه.. يتهمونه بالتشيع وإنكار المهدي المنتظر في آن واحد.. وبلغوا من قلة العقل وانعدام التمييز أنهم لا يدركون ما في التهمتين من تناقض.. أما أعجوبة الإفتراءات التي لا تخطر على بال فهي أن الدكتور العوا هو المسئول عن تقسيم السودان وانفصال الجنوب.. وهي تهمة مضحكة حقا ولكنها بنكهة طائفية-علمانية هذه المرة، ويبدو أن العلمانيين لا يقلون عن بعض الإسلاميين إفتراءً وسذاجة في الإفتراءات.. وأنا حقيقة سعيد بسذاجة الإفتراءات رغم أنها تُحدث تأثيرها في البسطاء إلا أنها تدل على العجز التام عن توجيه تهم منطقية للدكتور العوا. وأيضا تلك الافتراءات تدل على أمر بالغ الأهمية وهو أن للدكتور العوا مواقف سياسية إقليمية وتدل على اتصاله بالسياسيين في الدول المحيطة فهو على دراية وخبرة في السياسة الخارجية والداخلية منذ زمن بعيد وليس شخصا خاملا معدوم الخبرة يمكن أن يُسَّيره مسشاروه حيث يشاءون، وتدل تلك الافتراءات أيضا على اهتمامه بالقضايا العربية والإسلامية... وتوجهاته الإسلامية وانجازاته في ذلك على أرض الواقع، فهو الذي حول القوانين السودانية الوضعية إلى قوانين إسلامية. وقد سمعت من بعض الفوضويين المندسين في التحرير كلاما عن تطبيق الشريعة يشبه ما يُقال الآن عن السودان ، حيث كانوا يُحذرون العوام من فوز الإسلاميين ويقولون أن أمريكا تريد وصول الإسلاميين إلى السلطة لكي يطبقوا الشريعة فيؤدي ذلك إلى تقسيم مصر بين الأقباط والمسلمين. طبعا هذا كلام لا يستحق عناء الرد عليه فكنت ابتسم وامضي في سبيلي. ولكني فوجئت بتجديد هذه الأقوال ولكنهم هذه المرة يُلصقونها بالدكتور العوا ويتهمونه بأنه السبب في تقسيم السودان، وقد دُهشت لذلك حقا وبحثت عن مصدر تلك المزاعم فوجدت أن مصدرها هو موقع طائفي قبطي متطرف اسمه "الحق والضلال".. وطبعا الكل يعرف ماذا يقصدون بالحق والضلال.. وهم يزعمون في هذا الموقع الطائفي المتطرف أن تقسيم السودان (طبقا لعبقريتهم المفرطة) كان بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان! ومادام العوا هو الذي حول القوانين الوضعية إلى قوانين إسلامية فهو المسئول عن تقسيم السودان! رغم أن التمرد بدأ منذ استقلال السودان سنة 1956م وظل الجنوب يحارب الشمال عشرات السنين هلك فيه الحرث والنسل وشُل خلالها الاقتصاد والتنمية والموارد ولم تُطبق القوانين الإسلامية سوى مؤخرا واستُثني منها الجنوب، ولكن ظلت إسرائيل والغرب وبعض الدول المجاورة (ومنها للأسف دولا عربية ومنها مع مرير الأسف مصر) يحرضون ويدعمون الجنوب في حربه مع الشمال. فلم تكن الشريعة سبب بدأ التمرد ولا سببا لاستمراره.. وقد اعترف بذلك سياسي ضخم بحجم الأستاذ هيكل وهو رجل لا يمكن اتهامه بأنه إسلامي.. فقد قال الرجل: "للإنصاف ليست حكومة البشير هي المسئولة عن انفصال الجنوب، بل كان الانفصال نتيجة حتمية لتراكم أخطاء السياسيين السودانيين منذ الاستقلال". أي منذ عام 1956م. ماذا يريد المتطرفون الأقباط من نشر هذه الشائعة المغرضة حول الدكتور العوا؟ الواقع أن لهم هدفين.. الأول: أنهم يُخّوفون الناس من الشريعة الإسلامية ويقولون أن تطبيق الشريعة في مصر سيؤدي إلى تقسيمها كما أدى ذلك إلى تقسيم السودان (بزعمهم)، والثاني يُعبرون عن حقد وعداء شديد نحو الكتور العوا ويريدون أن يخسر الانتخابات.. ولا أرى سببا لذلك سوى إدراكهم (عن حق) أن الدكتور العوا هو الوحيد القادر على إنجاح المشروع الإسلامي في مصر.. شكرا لكم أيها الطائفيون المتطرفون.. لقد جعلتموني أدرك قيمة وقامة الدكتور العوا وأنه هو الوحيد القادر على العبور بسفينة الوطن والشريعة إلى بر الأمان. قد أفهم أن يخشى الأقباط من نجاح مرشح السلفيين لأن لبعض السلفيين مواقف وتصريحات متشددة تجاه الأقباط، لكن الدكتور العوا يمثل الإسلام الوسطي المعتدل، والدكتور العوا هو الذي أظهر ما في الشريعة من إنصاف للمسيحيين وكان ذلك منذ سنوات بعيدة وليس للدعاية الانتخابية فلماذا يخافون من نجاحه ويحاولون صرف الناس عنه بتلك التهم الساذجة.. لم أجد تفسيرا لذلك سوى إدراكهم التام أن الدكتور العوا هو المرشح الوحيد القادر على تنفيذ مشروعه الإسلامي وقيادة البلاد إلى بر الأمان.. وهؤلاء المتطرفون لا يريدون إنجاح المشروع الإسلامي.. وللإنصاف ليس كل الأقباط هكذا بل أغلبهم معتدلون منصفون. ولكني عاتب حقا على زملائي وأقاربي الذين سمعوا هذا الهراء الطائفي فصدقوه، ونصيحتي للكافة: إذا سمعتم كلاما فانظروا أولا مَنْ المتكلم ثم اسألوا أنفسكم لماذ يقول هذا الكلام. هذا الإجراء البسيط يجعلكم على وعي وفهم وقدرة على التمييز بين الكلام الخبيث المدسوس والكلام المنطقي المعقول.. وإلا ستتوهون في أكاذيب وأوهام.. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.