ماردٌ وقُديسٌ عاشق

أنا القدّيسُ إن أرحل .. يُصلّى من ورائى الكون
أنا الشريرُ إن أغفل .. خصومى تستردُّ العون
أذوقُ الموتَ إن تقبل .. وأقبلُ فى هواك الهون
أنا العابد أنا الناسك .. أنا العربيد فى لحظات
أنا الطفل الذى يبكى .. دموع العين والعبرات
أنا الفهدُ الذى يشكو.. جوى الهجران والقسوات
أنا الحارس أنا الفارس .. أنا المسكين ُ ذو البسمات
أنا القلبُ الذى يهوى .. جمال الوجه والقسمات
أنا الضُرغام لو أُُقتَل .. يموتُ الموتُ والسكرات
أنا القدّيسُ إن أرحل .. يُصلّى من ورائى الكون
أنا الشريرُ إن أغفل .. خصومى تستردُّ العون
أُرَدّدُ فى الجوى قدرى .. أُسلّمُ للهوى أمرى
أرُصُّ الشعر أبياتاً.. أُصلّى العصر والوترِ
وأنشدُ فيكى ألحانى .. إلى أن يهدموا قبرى
فداكى الدم إن شئتى .. ومُرَّ الصبر إن تدرى
فلا تُلقين أبياتى .. بماء النهر ياعُمرى
ولاتنسين بمماتى .. ليالى الصبِّ والهجرِِ
أنا القدّيسُ إن أرحل .. يُصلّى من ورائى الكون
أنا الشريرُ إن أغفل .. خصومى تستردُّ العون
وأعشقُ فيكى تغريدى .. كما تسبيحى بسجودى
وأغنمُ منكَ تنهيدى .. كما والدم بوريدى
ويبلُغُ عنكى تسهيدى .. سماءُ الكون بوجودى
أنا القدّيسُ إن أرحل .. يُصلّى من ورائى الكون
أنا الشريرُ إن أغفل .. خصومى تستردُّ العون
أُقدّمُ فى الهوى روحى .. وأشدو فى الورى نُوحى
ويُبكى الليلُ تسبيحى .. بمن قد أسكنِكْ رُوحى
فحُبُكَ سِرُّ تبريحى .. ووخذُ السُهدِ بجُروحى
فلا تبكينى إن أرحل .. لكى لا تقتلى روحى
أنا القدّيسُ إن أرحل .. يُصلّى من ورائى الكون
أنا الشريرُ إن أغفل .. خصومى تستردُّ العون