كثيرا ما أسأل نفسي لماذا أقرأ ؟ ولماذا أكتب ! وأتذكر أن من ضمن ما قرأت . أن الله خلق الإنسان ليقرأ ؟ والإنسان كاتب لأنه الوحيد من بين خلق الله كلهم الذي يسجل ما قرأه ! وما تعلمه ! وأعتقد أن ذلك بسبب أن الإنسان إجتماعي بطبعه وفطرته ! لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين وعن الأشياء التي حوله ! إنه يكتب ليضيف لكل شيء معنى لأن الأشياء كلها لا معنى لها ولا تنطق ولا تعبر عما بداخلها ؟! نحن نضيف إليها المعاني وأعتقد أن كل ما قرأته وكتبته له معنى واحد هو (لا إلاه إلا الله )خالق هذا الكون وأن (محمد رسول الله )معلم البشر ومصحح لهم ما أخطأوا فيه قبل بعثته من علم !وبالرغم من أن( لا إلاه إلا الله) حقيقة ليست في حاجة لأن نثبتها إلا أن الإنسان كثير النسيان وفي حاجة دائمه لمن يذكره حتى بحقيقة نفسة وسبب خلقة ووجوده في هذة الحياة وفي حاجة إلى من يذكره دائما أنه هو الذي طلب من الله أن يخلقة نعم نعم كان الله نور السماوات والأرض ولا يزال وسيبقى إلى يوم القيامة ونحن البشركنا أموات في العدم و طلبنا من الله أن يخلقنا لنرى نوره الجميل فخلقنا وطلب منا المعنى ؟ معنى أن نكون ؟ والحكمة من ذلك ؟ وكثير من الناس يسأل ما معنى الوجود ؟ ما حقيقة هذة الحياة ؟ لماذا أنا هكذا ؟ سيء الحظ ؟ ما فائدة وجودي في هذه الحياة ؟ وتناسى البشر أن هذا هو طلبهم !! الله لم يرغم أحد على أى شيء !حتى الحديد طلب من الله أن يكون حديد ؟ وكل ما طلبة الله منا أن نشهد أنه (لا إلاه إلا هو) وأن لا نشرك به ولا معه أحدا أيا ما كان !! وأعتقد أن (لا إلاه إلا الله) معناها أن يلتف البشر كلهم حول هذه الراية راية (لا إلاه إلا الله) وأن يبلغ بعضهم بعضا بذلك وبهذا المعنى قل (لا إلاه إلا الله وأعمل الصالح )وأشعر في كثير من الأحيان أنني حرف في كلمات الله التي لا تنتهي أبدا ؟ وأن تأثيري قليل جدا ولا يراه أحدا ؟! ولكن أكتب لتكون كلمة الله هى العليا وأقرأ بإسم الذي خلق وسبحان الله يتعلم من يعرف القراءة والكتابة من الأمي الذي لا يعرف ونحن تعلمنا جميعا من (سيدنا محمد صلى الله علية وسلم )وكان لا يقرأ ولا يكتب !!؟ وأعترف أن كل ما أكتبة هى محاولات تحتمل الخطأ وتحتمل الإصابة ! فإن أخطأت كان لي شرف المحاولة وأن أصبت كان لي شرف المحاولة والإصابة ولن أعرف يقينا فائدة ما أكتبه إلا عندما ألقى الله للمحاسبة أسأل الله أن يبعدني عن الخطأ ويقربني من الصواب و(قالت نملة )قصة كتبتها من حوالي 30 سنة أنشرها الآن وأتمنى أن يكون لها فائدة قالت نملة ..... المدرسة جميلة و مفيدة وبها أنشطه كثيرة. في يوم من أيام الدراسة , سأل المدرس :- - من يريد أن يشترك في جماعة الرحلات ؟ وقفت أنا وسعيد وخالد وعلي . قال المدرس :- - يوم الجمعة القادم سوف نقوم برحلة إلى الصحراء . في تمام الساعة السابعة صباح يوم الجمعة وقفنا جميعا أمام باب المدرسه. ركبنا السيارة , وبدأت تتحرك في إتجاه الصحراء , ومن نافذة السيارة رأينا المباني مرتفعة والشوارع مزدحمة , وإشارات المرور كثيرة وبعد فترة إختفت السيارات و إختفت المباني وبدأت الصحراء في الظهور , وإنحدر بنا السائق إلى طريق خالي تماما من كل شيئ. قال خالد بخوف :- أين الناس ؟ أين السيارات ؟ أين المباني ؟ قال المدرس :- - لقد إبتعدنا عن المدينة . سأل سعيد :- - هل هناك ناس تعيش هنا فى هذه الاماكن الخالية. أجاب المدرس :- - بعض البدو , وبعض الجمال . قال علي :- - نعم , نعم هذا صحيح . أرى جمل يسير من بعيد... من نافذة السيارة كانت الصحراء ممتدة على جانبى الطريق . جبال صفراء , ورمال بنيه . السماء زرقاء صافيه و ستائر شبابيك السيارة تتطاير من شده الهواء المنعش . قلت للمدرس :- - الهواء له طعم جميل ورائحه ذكيه . قال المدرس :- - نعم , نعم الهواء هنا صحي غير ملوث . قال خالد بفرح :- - واين سنضع خيمتنا ؟ أخرج المدرس بوصلة صغيرة , ووضعها على خريطة , وأشار على مكان في الورقة و قال :- - في هذا المكان يوجد عين ماء وبعض الشجيرات الصغيرة سنضع الخيمه . تركنا الطريق الأسفلت , وإنحدر بنا السائق بالسيارة داخل الصحراء على طريق ترابي, وبدأت السيارة تهتز بشدة وبدأنا نتأرجح , ونضحك من وعورة الطريق , وفتح السائق راديو السيارة .الأغاني جميلة , وأنا وخالد وعلي وسعيد نتمايل ونغني بصوت عالي , والمدرس يضحك , والسائق يغني . كان قرص الشمس قد بدأ يظهر. السماء زرقاء صافيه ومن خلال نافذة السيارة وعلى البعد كانت هناك مجموعه من الطيور المهاجرة تعبر الصحراء . وبالقرب من عين ماء صغيرة تلتف حولها بعض الشجيرات الصغيرة وضعنا الخيمة . قال المدرس :- أن المطر ينحدر من أعالي الجبال بقوه ويتجمع الماء هنا . إن الماء بالعين قليل ولكنه لا ينقطع . وبدأنا نحن الأربعة إنا وخالد وعلي وسعيد في التجول بالقرب من عين الماء .رأينا طابور طويل من النمل الصغير يمشي وراء بعضه بعضا في انتظام شديد ونشاط وسرعة وكأن هناك شيئا مهم يحدث وتتبعنا طابور النمل وجدنا بقايا طعام سندوتشات جبن وعسل وزجاجات ماء فارغة وحولها جيش كبير من النمل يعمل بقوة ونشاط وكأنهم يريدون إنهاء العمل قبل نهاية اليوم. الطعام كثير والنمل الصغير يريد أن يجهز عليه كله وبسرعه وعرفنا من المدرس أن كثير من جماعات الرحلات تأتي إلى هنا وبدأنا مراقبة النمل بهدوء ! قال علي :- -إن النمل يعرف طريقة جيدا ويعرف ماذا يفعل إنه يقوم بتفتيت قطع الخبز الكبيرة إلى قطع صغيرة ويخزنها في غرف جيدة التهويه كالثلاجات عندنا ويأكلها وقت الحاجة. قال المدرس :- -إن النمل له لغة يتحدث بها وهونشيط ومنظم ويعرف كيف يتعامل مع المشكلات ويحلها وله فائدة كبيرة إنه ينظف الصحراء .وفي القرآن الكريم سورة بإسم النمل وفيه أيضا .. قال تعالى ( حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة أيها النمل إدخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) سأل سعيد :- إذا تكاثر النمل بطريقه كبيرة هل من الممكن أن يقضي على الانسان ؟ قال المدرس :- إن النمل له أعداء تأكله فلا يمكن أن يتكاثر إلى درجة القضاء على الإنسان . سأل خالد :- هل النمل يشعر بنا ؟ هل يرانا كما نراه ؟ قال المدرس :- بكل تأكيد يشعر بنا , ويسمعنا , ولكنه مسالم لايؤذي الا من تعرض له بالإيذاء. سأل خالد :- وإذا حدثت معركة بيننا وبين النمل من الذي يفوز ؟ قال المدرس :- بالتأكيد نحن نفوز ولكن ربما هجم علينا جنود النمل سأل علي :- وهل لدغة النمل قاتلة ؟ قال المدرس :- - ليست قاتله ولكنها تحدث بعض الألم . قال خالد :- - أعتقد أن النمل لا فائدة منه . قال المدرس :- - خلق الله النمل لكى نتعلم منه النظام والإدخار و التعاون وحسن التصرف . قال خالد :- ماالذي يمكن أن يفعله النمل للإنسان إن النمل يجيىء ويذهب لا فائده له ومن السهل القضاء عليه . قال المدرس :- إتركوا النمل وشأنه وهيا بنا نذهب الى مزرعة الجمال . تركنا المدرس وإنصرف ليشرب جرعة ماء. أخذ خالد حفنة من الرمال وألقاها على النمل . إنزعج النمل وثار وتحرك في كل الإتجاهات وعلقت نملة صغيرة بأحد أصابع خالد ولدغته وشعر خالد بالألم وأطلق صرخة مكتومة لم يشعر به أحد من الأصدقاء ولكني عرفت أن النملة أصابتة. وبعد أن إنتهينا من زيارة مزرعة الجمال بدأت الشمس تغرب كان منظر الصحراء جميل وأشعة الشمس لونها برتقالي يكسو المكان كله , وكان الهواء عليل والصحراء ممتدة على طول البصر جبال شاهقة يبدوأن بها كثير من بيوت النمل و رأينا سحلية صغيرة تجري بسرعه . قال المدرس :- -ان السحالي تأكل النمل . وفي السيارة أثناء عودتنا الى المدرسة شعر خالد بوخذة في إصبعه وشعر بألم بسيط . قال المدرس :- هل تعرضت للنمل بسوء ياخالد ؟! معنا فى السيارة صندوق إسعاف صغير به قطن وشاش هل تحتاج إلى أى شيئ من هذا ؟ هل تحتاج إلى مساعدة ؟ قال خالد :- -لا يا أستاذ لم أتعرض إلى النمل إنه مسالم ولا أحتاج إلى أى شيئ من صندوق الإسعاف أنا على ما يرام .!! حل الظلام , وبدأنا لا نرى شيئ إلا مصابيح السيارة وبعد فترة بدأت المدينة في الظهور من جديد .عمارات شاهقه وأضواء كثيفة وإشارات مرور وضوضاء . وصلنا إلى المدرسة بسلام , وإنصرف كل منا إلى منزلة بعد يوم جميل في الصحراء . وفي صباح اليوم التالي لم يحضر خالد إلى المدرسة وإتصل المدرس بعائلتة وعرف أن خالد يعاني من وخز بسيط فى إصبعه وأن الطبيب أعطى له حقنة مسكنه . وحضر خالد إلى المدرسة بعد يومان وإلتففنا حوله لإاطمئنان عليه وسأله كل الاصدقاء : - ماذا فعل الطبيب معك ؟! قال خالد :- لاشيئ , لاشيئ لم يحدث شيئ . لم أتعرض للنمل ولم أمرض ولم يحضر الطبيب . إندهش الإصدقاء وسأل بعضهم بعضا ! لماذا خالد من بين جماعة الرحلات كلها هو الوحيد الذي تعرض للدغة النملة ؟ أنا أعرف الإجابة ! - لأن خالد كذاب . إنتهت قالت نملة بقلم/ إبراهيم مرسي