حديث الرحيل يقترن دوما بالترحم علي من رحل طالما ذهب إلي رحاب الله مخلوقا أصاب وأخطأ والحساب لدي الخالق إلا في حالة الرئيس جمال عبد الناصر وقد صار شهر سبتمبر في مصر هو شهر نبش القبور هجوما ضاريا علي الرجل والتجربة من أعداء لايعترفون بأن من مات بشر وأنهم ليسوا ملائكة .! ...... رحل الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر سنة 1970 عن 52 عاما وتجربة لها مالها بها إنجازات إلتصقت به وبها خطايا نُسبت إليه واليقين أنه أصاب وأخطأ كشأن البشر ولكنه لم يكن يوما خائنا لوطنه وذاك هو الجواب الشافي كلما تُنبش القبور وتكثر الطعان لسيرة رجل في رحاب الله . ...... مصر قبل 23 يوليو سنة 1952 مستعمرة بريطانية تخضع لحكم الإمبراطورية التي لاتغرب عنها الشمس يحكمها ملك ضعيف وحكومة لابد وأن تنل قبول المندوب السامي البريطاني الذي هو الحاكم الفعلي للمستعمرة المصرية وإن قيل بأن هناك معاهدة شهيرة إسمها معاهدة 1936 منحت مصر إستقلالا . ! ...... وقتها كان في الجيش تنظيم كَونه بعض الضباط مسماه الضباط الأحرار وتلك من خطايا عبد الناصر الضابط الذي ترأس التنظيم من منطلق أن ذلك التنظيم قد قام بثورة لأجل تحرير مصر من الإحتلال والملك الخاضع لأنجلترا. وما إن قامت الثورة حتي صار جمال عبد الناصر هو العدو الأول لإنجلترا والإقطاعيين ولاحقا جماعة الإخوان وحتي اليوم .! ........ فارق الإستعمارالبريطاني إثر إتفاقية الجلاء ورحل الملك ولاحقا تم إعلان الجمهورية وتم الإجهاز علي الإقطاع وصدرت قوانين الإصلاح الزراعي فضلا عن مجانية التعليم وأنشأت المصانع وتم تأميم قناة السويس وحدثت هزيمة 5 يونيو سنة 1967 ليُجرد جمال عبد الناصر من كل سجاياه كشأن الموروث المصري الذي جعل من خطأ واحد نهاية لكل شيئ فلا مزايا ولا حسنات .! ....... أخطأ عبد الناصر عندما منح الثقة للمشيرعبد الحكيم عامرلتحدث الهزيمة في 5 يونيو 1967 وقد أعلن تحمله كل النتائج المترتبة علي نكبة 5 يونيو وأعلن تنحيه ورفضت الجماهير . ...... تم تقديم صلاح نصر للمحاكمة جراء ماحدث من إنحرافات لجهاز المخابرات وتم عزل المشير عامر وتغيير قيادات الجيش ومحاكمة المقصرين وإعادة بناء الجيش لأجل محو آثار العدوان وكانت حرب الإستنزاف .! .......... وتأتي أحداث الأردن سبتمبر 1970 والتي أطلق عليها أحداث أيلول الأسود التي شهدت إقتتالا بين الجيش الأردني والقوات الفلسطينية الموجودة بالأردن بقيادة ياسر عرفات , وتنعقد قمة القاهرة الطارئة لبحث الأزمة التي إنتهت بخروج عرفات من الحصار في عمان والحضور للقمة ليحدث تصالحا مع الملك حسين وتنتهي القمة ليغادر الرؤساء والملوك العرب وآخرهم أمير الكويت وما إن ودعه الرئيس عبد الناصر في المطار عاود إلي منزله ليلقي ربه راضيا مرضيا مساء 28 سبتمبر سنة 1970. ....... في ذكراه ال48 رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر .ذاك هو الوفاء لرجل في رحاب الله أدي رسالته علي نحو لايرضي من يهاجمونه في قبره كلما تحل ذكراه .!