انتهاء حرمة الأموات في الإسلام من كبائر الإثم والذنوب والكبائر التي حرمها الله تعالي فجميع الموتى المسلمين وغير المسلمين لهم حرمة لا ينبغي مطلقا الاعتداء عليها بأي حال من الأحوال وإنما يبقي الميت في مكانه لا ينبغي العدوان عليه أو فصل جزء من جسده، فكل من يعتدي على حرمة الميت خارج عن حدود الله تعالي وما أقرته الشريعة الإسلامية لان ذلك خروج على ما أمر به الله سبحانه وتعالي فسرقة المقابر وهدمها وهي ملك لأصحابها الأحياء الذين اشتروها من سنين طويلة أو قريبة ليدفنوا فيها موتاهم لا يجوز لأحد تكسيرها من اللصوص وبناء مقابر جديدة عليها وبيعها بالآلاف من الجنيهات من وراء أصحابها الذين لا يعلمون شيء عنها وللعلم أن جميع المقابر القديمة في جمهورية مصر العربية مسجلة في مصلحة الجبانات المصرية بما فيها مقابر حيي زهراء عين شمس فكل مقبرة لها رقم ولها عائلتها المعروفة باسمها فالاعتداء علي كل هذه المقابر جريمة كبري دينيا وقانونيا فكيف يتم الاعتداء علي المقابر وليعلم هؤلاء السارقين والنباشين للمقابر أن عملهم هذا لا يرضي الله تعالي وسوف ينزل عليهم سخط الله وغضبه عاجلا أو أجلا هذا بجانب حسابهم الشديد يوم القيامة من الله تعالي وكذلك لا يرضي أي أحد من الناس عندها ذرة من ضمير وهي جريمة لا يجب السكوت عليه أبدا لأنها جريمة في حق الأموات والأحياء أيضا لان هذه المقابر يمتلكها عائلات كثيرة كما قلنا وهي مسجلة في مصلحة الجبانات بأرقام مسلسلة لدفن أمواتهم بها يعني كل مقبرة مسجلة وله رقم في مصلحة الجبانات والقائمين عليها يعرفون ذلك فكيف تتم هذه الأعمال الغير سليمة بحق الأموات. يقول الدكتور محمد نجيب عوضين أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة في احدي مقالته في جزء منها نشر في جريدة الأهرام المصرية الصباحية قي عدد 2 مايو 2016 ما نصه لقد حرص دين الإسلام الحنيف على تكريم الإنسان حيا وميتا فجاء في القرآن الكريم [ ولقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا] سورة الإسراء الآية رقم 70 وكرم الله الإنسان وفضله على سائر المخلوقات بالعقل وتنتقل قضية التكريم للإنسان حتى بعد وفاته، ومن الأحكام التي وضعها الإسلام كذلك تجهيز الإنسان وتكفينه في أسرع وقت ممكن وتكريمه بالدفن، ووضع ضوابط لهذه المسألة لها باب مستقل في الفقه الإسلامي يسمى [ فقه الموتى والجنائز ] وقد حرم الإسلام نبش القبور أو نقل جثث الموتى من مقبرة إلى مقبرة إلا لضرورة ملحة كالسيول التي تضرب المقابر فنضطر إلى نقلها لمكان آمن، وبالرغم من ان الميت لا تشعر عظامه بشيء من ذلك فكانت مصداقية الإسلام في أن يحترم جسد الميت، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث [ كسر عظم الميت ككسر عظم الحى] رواه الترمذي والسيوطي والطبراني وابن ماجه وغيره عن أبي هريرة. وكانت هناك عقوبات مشددة تطبق على نابشي القبور الذين يسرقون بعض الأجسام أو التركيبات الموجودة في فم الإنسان كالأسنان ونحوها، لان في ذلك اعتداء على حرمة الميت التي حرمها الإسلام ومن باب الضرورات الاستثنائية فقط التعامل مع جسد الميت كالتعليم ونحوه فيما يتعلق بالتشريح وما شابه حتى تطبق هذه الاستفادة والمهارة على الأحياء فلا يجوز بحال من الأحوال بمجرد العاطفة نقل عظام الموتى من مدينة إلى مدينة أو من قبر إلى قبر دون سبب أو سرقة عظامه وبيعها فذلك من الأمور المحرمة والتي تعد من الكبائر تأتى في إطار الإثم الشرعي المغلظ. ------------------- ونقول لقد قرر فقهاء الشريعة الإسلامية في كل زمان ومكان أن النباش إذا كان يهين جثامين الموتى تقع عليه عقوبة التعزير ويقام عليه اشد عقوباتها وان سلب أجسام الموتى إن بلغ الكفن النصاب لقطع اليد يقام عليه حد السرقة لذلك يجب الكف عن نبش المقابر لحرمتها وإيقاع العقوبات الدنيوية الزجرية بمن ينبشون القبور للسطو على الجثامين أو لوضع ما حرم بلسان الشرع كأعمال سحرية وما أشبه من أمور تغضب الله تعالي علي فاعلها ومرتكيبها. وفي ذلك يقول الدكتور محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر من يفتح المقابر كالأحواش والفساقي لارتكاب ما حرمه الله ورسوله مثل الزنى والشذوذ وتعاطي المنكرات كذلك فعل ما حرمه الشرع من الغش في أعمال صناعية وتجارية في ساحات المقابر مما يعد انتهاكا لها وقد قرر الفقهاء إيقاع عقوبات التنكيل بكل منتهك لحرمات الموتى فقد جعل الله تعالى القبر مسكنا لبنى آدم القبر يعتبر حرزا للآدمي كالمسكن الخاص للحى يجب ألا ينتهك بأي حال من الأحوال. ولذلك نهيب إلي من يهمه الأمر في الشرطة المصرية الباسلة وكذلك المسئولين في مصلحة الجبانات المصرية منع هذه الإعمال في حق جميع مواتنا رحمهم الله تعالي وكذلك منع سرقة المقابر سواء ارض المقبرة المخصص لكل عائلة وأيضا منع سرقة جثث وعظام الموتى وتضيق المسافات بين كل مقبرة ومقبرة واتخاذ الإجراءات القانونية ضد العابثين بها في مقابر زهراء عين شمس أو كفر فاروق سابقا المطلة علي شارع العشرين وشارع الشهيد أحمد عصمت بحيي عين شمس رحم الله أمواتنا ورحمنا جميعا. -------- بقلم/ عبد العزيز فرج عزو كاتب وباحث مصري