إذا كنا قد تحدثنا عن القصور الذي مازال موجوداً في بعض المدارس الحكومية في مصر وتدني المستوى التعليمي لتلاميذ هذه المدارس ولعل تقرير التنافسية العالمية للأعوام السابقة والذى يصنف مصر فى المراكز الأخيرة فى التعليم دليل على ذلك؛لكن إحقاقا للحق وحتى لا نكون ممن ينشرون السلبيات ويغضون الطرف عن الإيجابيات ؛لدي نموذجان لمدرستين غاية فى الروعة نموذجان يجب أن يحتذى بهما إذا أردنا تقدم العملية التعليمية في مصر . النموذج الأول مدرسة الإمام الشافعي الابتدائية التابعة لإدارة الخليفة والمقطم التعليمية هذه المدرسه حينما تطأ قدمك أعتابها أو تمر بجانبها لا تصدق إنها مدرسة حكومية بل لا تصدق أن مدرسة بهذا الجمال تقع فى وسط المقابر . بجانب النظام والنظافة والزينة التى تكسو جدران المدرسة والإرشادات التي تحث التلاميذ على النظافة والمحافظة على النظام .نشاطات عدة يمارسها الطلاب بالمدرسة نشاطات ليست لملء جداول الحصص فقط بل مفعلة بالفعل نشاطات زراعية صنعت للمدرسة حديقة فى منتهى الجمال ونشاطات بيئية علمت التلاميذ المحافظة على البيئة وكيفية الاستفادة من المخلفات بخلاف النشاطات الطلابية المختلفة من صحافه وتخطيط ومشاركة مجتمعية للارتقاء بمستوى المنطقة ككل وليس المدرسة فقط من باب المسؤولية الاجتماعية . ليس هذا فحسب فالعملية التعليمية بالمدرسة متقدمة ويحصل التلاميذ نتيجة لهذه الرعاية على أعلى الدرجات . مدرسة شعارها "مدرستنا جاذبة للمتعلم والمعلم وأولياء الأمور"تحت قيادة حكيمة للرائد العام المثالي على مستوى الإدارة والذى تم تصعيده ليصبح الرائد المثالي على مستوى المديرية الأستاذ سمير وهبة الذى يعي ومعاونيه أن التعليم رسالة و ليس مصدر للتربح ؛ وهو ما دعا أولياء الأمور للتفاعل مع المدرسة وتقديم كل الدعم للمساهمة في الارتقاء بمستواها . نموذج مشرف لا تستطيع كلمات هذا المقال أن تعطيه حقه فالتجربة حقا تستحق الدراسة . النموذج الثاني : مدرسة أم الأبطال الإعدادية بنات بحلوان . هذه المدرسة التى تتبع إدارة حلوان التعليمية نموذج رائع لمدرسة حكومية للبنات؛ مدرسة تخطف الأنظار بدءاً من اسمها إلى مظهرها المتمثل في النظافة والنظام وجوهرها الذي يظهر في جيل متفوق علما وخلقاً ولمَ لا وقد جعلت التفوق شعارها . بيئة عمل غاية فى التعاون ؛نشاطات مختلفة يقمن بها الطالبات تحت إشراف معلماتهن و تنمية حقيقية لمهارات الطالبات فى الفن والموسيقى وفنون الطهي والصحافة والتخطيط والأنشطة الرياضية .كل ذلك يتم بتوجيهات من مربية من طراز فريد أيقنت أن التعليم رسالة يجب أن تصل إلى أصحابها على أكمل وجه إنها الأستاذة سحر عبد العاطي مدير المدرسة بمعاونة معلمات قمة فى النشاط والإخلاص .والحقيقة أن المتابع لهذه المدرسة ولصفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يشعر أنهن أمهات يرعين بناتهن ويحرصن على بناء مستقبلهن وجدانيا وعلميا وخلقيا ، فالحب والألفة بين الطالبات والمعلمات يشعرك بذلك .بخلاف الضمير الذى يتمتع به القائمين على العملية التعليمية بالمدرسة من معلمين ومعلمات وهيئة إدارية . أيضاً نشاطات عدة تشارك فيها المدرسة وتعمل على تنمية مواهب الطالبات .روح تعاون غير عادية داخل المدرسة بين كل أفرادها معلمين ومعلمات طالبات وعاملات الجميع يسعى ليقدم الأفضل . شاركت المدرسة فى حملة خليك زي آدم وقامت بتكريم الفائقات فى النصف الأول من العام الدراسى تشجيعا لهن على مداومة التفوق . والسؤال الآن ما الفارق بين هذين النموذجين والنماذج الأخرى ؟ المدارس التى تسيء إلى العملية التعليمية فى مصر؟ فى رأيي أن المشكلة ليست فى الميزانيات التى تصرف لتلك المدارس أو اهتمام الإدارات التعليمية بمدارس دون الأخرى ؛ولكن الفارق فريق العمل فى تلك المدارس فحينما يكون لدينا عنصر بشرى قادر على فهم وظيفته يعى جيداً دور المعلم والهدف من الرسالة التعليمية ويقدم كل ما يستطيع بأبسط الإمكانيات المتاحة حينها ستجد كل مدارسنا الحكومية مثل مدرسة الإمام الشافعي الابتدائية ومدرسة أم الأبطال الإعدادية. فشكرا لكل القائمين على العمل فيهما إدارة معلمين ومعلمات تلاميذ وطالبات عاملين وعاملات .