بنعيسى احسينات - المغرب رحلة البشر عبر تاريخ الكائنات الحية.. تخترق الوجود، من داخل الكينونة.. بين تنوع وتعدد المخلوقات الموجودة.. بشر يسفك الدماء ويفسد في البرية.. باتهام صريح للملائكة.. عند تقديم آدم لهم من جنس البشرية.. ينتظر النفخة من الروح الإلهية.. بكلمة الله " كن فيكن " النافذة.. يظهر آدم ثم حواء أم الإنسانية.. يطل علينا الإنسان العاقل بكل مقوماته الكاملة.. علمه خالقه الأسماء كلها ليخلفه.. قربه إليه ليكون خليفته.. جعل الملائكة تسجد له.. إلا إبليس أبى السجود، فطرده ربه.. وبقي للإنسان بالمرصاد، يبغي ضلاله.. متع الله آدم وحواء بالحرية الكافية.. باستثناء الأكل من الشجرة المحرمة.. وكانت الخطيئة، بوسوسة الشيطان الأثيمة.. عدو الإنسان والبشرية.. بطمعهما في الخلود وملك بلا نهاية .. تجرآ على الشجرة المحرمة.. ونالا العقاب بالنزول إلى الأرض الفانية.. ليشقيا فيها ويتحملا مسئولية أفعالهما إلى يوم القيامة.. فيكون الجزاء، إما العقاب أو الثواب عند إله الرحمة. بكلماته وهب الكون لنا بكل التجليات.. تنطق بآيات، تحير العقول بعجائب المخلوقات.. حار فيها العلماء والباحثون بالتحديات.. وتصدى المكتشفون والدارسون لها بالإنجازات تلو الإنجازات.. كل يوم يسبرون أغوار أسراره بالبينات.. بالدرس، بالبحث، بالتجريب، بالبيانات.. لمعرفة كنهه، وقوانينه بكل الترتيبات.. لتسخيره لخدمة الإنسان في أحسن الأحوال.. عندما ينتصر الخير على الشر بالأفعال.. ولتدميره من طرف الأشرار الأنذال.. عندما ينتصر الشر على الخير بنشر الأهوال.. ويفقد الإنسان صوابه، ويحل الشؤم مكان الآمال.. وينتشر الظلم، وتقوم الحروب، ويُعَمم الإرهاب بكل الأشكال.. ولا زال العلم يبحث في أسرار كلمات الكون وآياته عبر الأجيال.. بها تُعْرَف عظمةُ اللهُ خالق الكون، ومبدع الحق والخير والجمال.. وبكلامه أرسل الأنبياء والرسل بالبيان.. من توراة وزبور، وإنجيل وقرآن.. بكلام كُتُبِه وآياتها نعبد الله بكل إيمان.. بقراءته وتدبره، وتطبيقه بالميدان.. لهداية الخلق إلى التوحيد بالفرقان.. والتباع الصراط المستقيم للرحمان.. والعمل الصالح وتجنب العصيان.. سبحان من خلق الإنسان وسواه بالبنان.. وألهمه فجوره وتقواه وابتلاه بالشيطان.. ليختار بين الكفر والإيمان.. ليميز بين الحق والباطل بالميزان.. ليفرق بين الخير والشر، بين الحلال والحرام باختياره.. بإرادته وحريته ومسئوليته، ينال ثوابه أو عقابه من خالقه.. بنفسه اللوامة، منتقدا ومحاسبَا للنفس الأمارة بالسوء.. يحاول الإنسان أن يخلصها من وسوسة الشيطان والابتلاء.. تَدْخُل في صراع مع الباطل والشر والمحرم، من أجل الارتقاء.. للرقي بها نحو عالم الصفاء.. إن استطاع، بكل جهد وعناء.. لتبوء مقام النفس المطمئنة.. الراضية المرضية الصافية.. الراجعة إلى ربها، لتنال رضاه وتسكن بالجنة الموعودة.. فحب الله من الإسلام، من نوح إلى محمد المصطفى العدنان.. وحب الأنبياء والرسل من الإيمان.. وحب الناس من التسامح والتضامن والإحسان.. نحتاج إلى الخطأ لتقدير معنى الثواب.. نحتاج إلى النصيحة لتصحيح المسار المطلوب.. نحتاج إلى العمل الصالح لتحقيق المآل المكتوب.. فمغفرة الرحمن شاملة لكل تائب في اقتراف الذنوب.. و رحمته الواسعة تتسع لكل طالبِ حُسْنِ المآب.. دون احتكار لها، من عقيدة محددة بلا استيعاب.. هي للناس أجمعين، دون تمييز، من رب الأرباب.. فطوب لمن خلصت نيته لنفسه ولربه بالإيجاب.. وطوب لمن اختار الصراط المستقيم بإيمان واحتساب.. وعَمِلَ صالحا لنفسه ولغيره، استجابة لنهج الخالق الوهاب.. سبحانه تعالى، خالق السماوات والأرض وما بينهما بكل الأسباب.. وهو القادر على كل شيء، فاعل لما يريد، الغفور الرحيم، شديد العقاب. -------------------------------------------------------------------- بنعيسى احسينات - المغرب